(1199 هـ - 1279 هـ)
الشيخ حسن بن علي بن عبد الحسين بن نجم السعدي الرباحي المعروف بقفطان، عالم شاعر مؤلف.
ولد في النجف عام 1199 هـ/ 1785 م وترعرع فيها، عائلته علمية معروفة اشتهرت بالتدوين فبرعوا في قواعد الكتابة وضبطها وقد كتبوا كثيراً من الكتب التاريخية. وكان أغلب شعر المترجم في الائمة الاطهار (عليهم السلام)، وقد نشأ على حب العلوم فأخذ عن الميرزا القمّي الاصول وأخذ الفقه عن صاحب الجواهر والشيخ علي بن الشيخ جعفر. وكان إضافة إلى ذلك لغوياً، ترك رسائل في اللغة عديدة.
توفي في النجف عام 1279 هـ/ 1862 م ودفن في الصحن الشريف عند الايوان خلف الضريح المتصل بمسجد عمران.
وله يمدح الامام علياً (عليه السلام):
يا علة الايجاد يا من حبه * * * لجميع أعمال الخليقة روحُ
لولاك ما أدّى الرسالة آدم * * * كلا ولا نجى السفينة نوح
سجدت لك الاملاك لا بسواك بل * * * أحيا بإذنك في الحياة مسيح
ما رقّ مدح فيك إلا فاقه * * * لله مدح في علاك صريح
وله في مدح أمير المؤمنين ورثاء ولده الحسين (عليهما السلام) قصيدة مطلعها:
لم تدع مدحة الاله تعالى * * * في علي للمادحين مقالا
حتى قال:
هو أمر الله الذي نزلت فيـ * * * ـه أتى لا تستعجلوا استعجالا
هو أمر الله الذي صدرت كن * * * عنه في كل حادث لن يخالا
وهو اللوح والذي خط في اللو * * * ح بلاء العباد والاجالا
مظهر الكائنات في مبتداها * * * ومبين الاشياء حالا فحالا
وقديم آثاره كل موجو * * * د حديث ولا تقولن غالى
علَّم الروح جبرئيل علوما * * * حين لا صورة ولا تمثالا
وهو ميزانه الذي قدر اللـ * * * ـه به يوم وزنه الاعمالا
وقسيم للنار من كان عادا * * * ه ومولى الجنان من كان والى
ولواء الحمد العظيم بكفيـ * * * ـه وساقي أهل الولا السلسالا
واياب الخلق المعاد اليه * * * وعليه حسابهم لن يدالا
وهو نفس النبي لما أتاه * * * وفد نجران طالبين ابتهالا
فدعاه وبنته ام سبطيـ * * * ـه وسبطيه لا يرى ابدالا
أنزل الله ذا اعتمادا اليه * * * آية تزعج الوغى أهوالا
ما استطاعت جموعهم يوم عرض * * * لكفاح إلاّ عليها استطالا
وطواهم طي السجل وطورا * * * لفهم فيه يمنة وشمالا
يغمد السيف في الرقاب وأخرى * * * يتحرى تقليدها الاغلالا
صالح الجيش أن تكون له الار * * * واح والناس تغنم الاموالا
قاتل الناكثين والقاسطين الـ * * * بهم والمارقين عنه اعتزالا
كرع السيف في دماهم بما حا * * * دوا عن الدين نزغة وانتحالا
من برى مرحبا بكف اقتدار * * * أطعمته من ذي الفقار الزيالا
يوم سام الجبان من حيث ولَّى * * * راية الدين ذلة وانخذالا
قلع الباب بعدما هي أعيت * * * عند تحريكها اليسير الرجالا
ثم مد الرتاج جسرا فما تمّ * * * ولكن بيمن يمناه طالا
وله في الاحزاب فتح عظيم * * * اذ كفى المؤمنين فيه القتالا
حين سالت سيل الرمال باعلا * * * م من الشرك خافقات ضلالا
فلوى خافقاتها بيمين * * * ولواه الخفاق يذري الرمالا
ودعا للبراز عمرو بن ودّ * * * يوم في خندق المدينة جالا
فمشى يرقل اشتياقا علي * * * للقاه بسيفه ارقالا
وجثا بعد أن برى ساق عمرو * * * فوق عمرو تضرّما واغتيالا
ثم ثنى برأس عمرو فأثنى * * * جبرئيل مهللاً اجلالا
فانثنى بالفخار من نصرة الديـ * * * ـن على الشرك باسمه مختالا
وبأحد اذ أسلم المسلمون الـ * * * ـمصطفى فيه غدرة وانخزالا
فأحاطت به أعاديه وانثا * * * لت عليه من الجهات انثيالا
عجب من عصابة أخّرته * * * بسواه لغيها استبدالا
أخّرته عن منصب أكمل اللـ * * * ـه به الدين يومه اكمالا
ضرب الله فوق قبر علي * * * عن جميل الرواق منه جمالا
قبة صاغها القدير لافلا * * * ك السموات شاهدا ومثالا
أرخت الشمس فوقها حلية النو * * * ر بهاء وهيبة وجلالا
وضريح به تنال الاماني * * * وبه تدرك العفاة النوالا
يا أخا المصطفى الذي قال فيه * * * يوم خم بمشهد ما قالا
لو بعينيك تنظر السبط يوم الطـ * * * ـف فردا والجيش يدعو النزالا