العتبة العلوية المقدسة - أيقتل ظمآنا حسين بكربلا لابن العرندس -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الحسين في ضمير الشعراء » أيقتل ظمآنا حسين بكربلا لابن العرندس

 أيقتل ظمآنا حسين بكربلا لابن العرندس

قال رحمه الله :

وسالت عليها من دموعي سحائب

 

إلى أن تروى البان بالدمع والسدر

فراق فراق الروح لي بعد بعدكم

 

ودار برسم الدار في خاطري الفكر

وقد أقلعت عنها السحاب ولم يجد

 

ولا در من بعد الحسين لها در

إمام الهدى سبط النبوة والد الأئمة

 

رب النهي مولى له الأمر

إمام أبوه المرتضى علم الهدى

 

وصي رسول الله والصنو والصهر

إمام بكته الإنس والجن والسما

 

ووحش الفلا والطير والبر والبحر

له القبة البيضاء بالطف لم تزل

 

تطوف بها طوعا ملائكة غر

وفيه رسول الله قال وقوله

 

صحيح صريح ليس في ذلكم نكر

: حبي بثلاث ما أحاط بمثلها

 

ولي فمن زيد هناك ومن عمرو ؟

له تربة فيها الشفاء وقبة

 

يجاب بها الداعي إذا مسه الضر

وذرية ذرية منه تسعة

 

أئمة حق لا ثمان ولا عشر

أيقتل ظمآنا حسين بكربلا

 

وفي كل عضو من أنامله بحر ؟

ووالده الساقي على الحوض في غد

 

وفاطمة ماء الفرات لها مهر

فوالهف نفسي للحسين وما جنى

 

عليه غداة الطف في حربه الشمر

رماه بجيش كالظلام قسيه الأهلة

 

والخرصان أنجمه الزهر

لراياتهم نصب وأسيافهم جزم

 

وللنقع رفع والرماح لها جر

تجمع فيها من طغاة أمية

 

عصابة غدر لا يقوم لها عذر

وأرسلها الطاغي يزيد ليملك ال‍

 

عراق وما أغنته شام ولا مصر

وشد لهم أزرا سليل زيادها

 

فحل به من شد أزرهم الوزر

وأمر فيهم نجل سعد لنحسه

 

فما طال في الري اللعين له عمر

فلما التقى الجمعان في أرض كربلا

 

تباعد فعل الخير واقترب الشر


فحاطوا به في عشر شهر محرم

 

وبيض المواضي في الأكف لها شمر

فقام الفتى لما تشاجرت القنا

 

وصال وقد أودى بمهجته الحر

وجال بطرف في المجال كأنه

 

دجى الليل في لألآء غرته الفجر

له أربع للريح فيهن أربع

 

لقد زانه كرو ما شأنه الفر

ففرق جمع القوم حتى كأنهم

 

طيور بغاث شت شملهم الصقر

فأذكرهم ليل الهرير فاجمع الكلاب

 

على الليث الهزبر وقد هروا

هناك فدته الصالحون بأنفس

 

يضاعف في يوم الحساب لها الأجر

وحادوا عن الكفار طوعا لنصره

 

وجاد له بالنفس من سعده الحر

ومدوا إليه ذبلا سمهرية

 

لطول حياة السبط في مدها جزر

فغادره في مارق الحرب مارق

 

بسهم لنحر السبط من وقعه نحر

فمال عن الطرف الجواد أخو الندى

 

الجواد قتيلا حوله يصهل المهر

سنان سنان خارق منه في الحشا

 

وصارم شمر في الوريد له شمر

تجر عليه العاصفات ذيولها

 

ومن نسج أيدي الصافنات له طمر

فرجت له السبع الطباق وزلزلت

 

رواسي جبال الأرض والتطم البحر

فيا لك مقتولا بكته السما دما

 

فمغبر وجه الأرض بالدم محمر

ملابسه في الحرب حمر من الدما

 

وهن غداة الحشر من سندس خضر

ولهفي لزين العابدين وقد سرى

 

أسيرا عليلا لا يفك له أسر

وآل رسول الله تسبى نسائهم

 

ومن حولهن الستر يهتك والخدر

سبايا بأكوار المطايا حواسرا

 

يلاحظهن العبد في الناس والحر

ورملة في ظل القصور مصونة

 

يناط على أقراطها الدر والتبر

فويل يزيد من عذاب جهنم

 

إذا أقبلت في الحشر فاطمة الطهر

ملابسها ثوب من السم أسود

 

وآخر قان من دم السبط محمر

تنادي وأبصار الأنام شواخص

 

وفي كل قلب من مهابتها ذعر

وتشكو إلى الله العلي وصوتها

 

علي ومولانا علي لها ظهر

فلا ينطق الطاغي يزيد بما جنى

 

وأنى له عذر ومن شأنه الغدر ؟

فيؤخذ منه بالقصاص فيحرم النعيم

 

ويخلى في الجحيم له قصر

ويشدو له الشادي فيطربه الغنا

 

ويسكب في الكاس النضار له خمر

فذاك الغنا في البعث تصحيفه العنا

 

وتصحيف ذاك الخمر في قلبه الجمر

أيقرع جهلا ثغر سبط محمد

 

وصاحب ذاك الثغر يحمى به الثغر ؟

فليس لأخذ الثار إلا خليفة

 

يكون لكسر الدين من عدله جبر

 

تحف به الأملاك من كل جانب

 

ويقدمه الاقبال والعز والنصر

عوامله في الدار عين شوارع

 

وحاجبه عيسى وناظره الخضر

تظلله حقا عمامة جده

 

إذا ما ملوك الصيد ظللها الجبر

محيط على علم النبوة صدره

 

فطوبى لعلم ضمه ذلك الصدر