الإمام الحسين عليه السلام في القطقطانة
*- قال أبو جعفر الطبري : وحدّثنا محمّد بن جيد ، عن أبيه جيد بن سالم بن جيد ، عن راشد بن مزيد ، قال : شهدت الحسين بن عليّ ( عليهما السلام ) وصحبته من مكّة حتّى أتينا القطقطانة ، ثمّ استأذنته في الرجوع فأذن ، فرأيته وقد استقبله سبع فكلّمه فوقف له ، قال : ما حالُ النّاسِ بِالْكُوفَةِ ؟ قال : قلوبهم معك وسيوفهم عليك ! قال : وَمَنْ خَلَّفْتَ بِها ؟ قال : ابن زياد ، وقد قتل مسلم بن عقيل . قال : وَأَيْنَ تُريدُ ؟ قال : عدن ، [ قال ] : أَيُّهَا السَّبُعُ ! هَلْ عَرَفْتَ ماءَ الْكُوفَةِ . قال : ما علمنا من علمك إلاّ ما زوّدتنا ! ثمّ انصرف وهو يقول : ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّم لِّلْعَبِيدِ
*- المفيد : روى سفيان بن عيينة ، عن عليّ بن زيد ، عن عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : خرجنا مع الحسين ( عليه السلام ) فما نزل منزلا ! ولا ارتحل منه إلاّ ذكر يحيى بن زكريّا وقتله ، وقال يوماً : وَمِنْ هَوانِ الدُّنْيا عَلَى اللهِ أَنَّ رَأْسَ يَحْيَى بْنِ زَكَريّا أُهْدِيَ إِلى بَغيَّة مِنْ بَغايا بَني إِسْرائيلَ .
*- ابن شهر آشوب : وفي حديث مقاتل : عن زين العابدين ، عن [ أبيه ( عليهما السلام ) ] قال : إِنَّ امْرَأَةَ مَلِكِ بَني إسْرائيلَ كَبُرَتْ وَأَرادَتْ أَنْ تُزَوِّجَ بِنْتَهَا مِنْهُ لِلْمَلِكِ ، فَاسْتَشارَ الْمَلِكُ يَحْيَىَ بْنَ زَكَريّا فَنَهَاهُ عَنْ ذلِكَ ، فَعَرَفَتِ الْمَرْأَةُ ذلِكَ وَزَيَّنَتْ بِنْتَهَا وَبَعَثَتْهَا إِلَى الْمَلِكِ ، فَذَهَبَتْ وَلَعِبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ : ما حاجتك ؟ قَالَتْ : رأس يحيى بن زكريّا ! فَقَالَ الْمَلِكُ : يا بنيّة ! حاجة غير هذه ! قَالَتْ : ما أريد غيره ، وَكانَ الْمَلِكُ إِذا كَذَبَ فِيهِمْ عُزِلَ مِنْ مُلْكِهِ ، فَخُيِّرَ بَيْنَ مُلْكِهِ وَبَيْنَ قَتْلِ يَحْيَى فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ بَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَيْهَا في طَشْت مِنْ ذَهَب ، فَأُمِرَتِ الأْرْضُ فَأَخَذَتْهَا ، وَسَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ بُخْتَ نُصَّرَ فَجَعَلَ يَرْمي عَلَيْهِمْ بِالْمَنَاجيقِ وَلا تَعْمَلُ شَيْئاً ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ عَجُوزٌ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَتْ : أيّها الملك ! إنّ هذه مدينة الأنبياء لا تنفتح إلاّ بما أدلّك عليه . قَالَ : لك ما سألت . قَالَتْ : ارمها بالخبث والعذرة ! فَفَعَلَ فَتَقَطَّعَتْ فَدَخَلَهَا ، فَقالَ : عليّ بالعجوز . فَقَالَ لَها : ما حاجتك ؟ قَالَتْ : في المدينة دم يغلي فاقتل عليه حتّى يسكن ! فَقَتَلَ عَلَيْهِ سَبعِينَ أَلْفاً حَتَّى سَكَنَ . يَا وَلَدي ، يَا عَليُّ ! وَاللهِ ! لاَ يَسْكُنُ دَمي حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ الْمَهْديَّ فَيَقْتُلَ عَلَى دَمي مِنَ الْمُنَافِقينَ الْكَفَرَةِ الْفَسَقَةِ سَبْعينَ أَلْفاً .