عبد الحسين محيي الدين
(... - 1271 هـ)
الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ قاسم آل محيي الدين النجفي، عالمٌ فاضلٌ شاعر، ولد في النجف وتتلمذ أولاً على أبيه، وكان سريع البديهة عارفاً بأصول الانشاء مجيداً فيه. ومن طرائف سرعة بديهته أنَّ أحداً سأله يوماً: أراك ترى الواحد بإثنين. فأجابه على الفور: نعم، ولذا أراك تمشي على أربع. وكان من تقواه أنه خرج للاستسقاء مع من خَرَجَ فلم يُسقوا، فقال مرتجلاً:
أباري الورى شفّعْ بغاةً قواصداً * * * نداءَك يسقي من سحابك فايضِ
أخاف إذا لم تسقهم قولَ شامت * * * أبى الله سقيا وبله للروافضِ
فاستجاب له الله على الفور وسقاهم غيثا كأفواه القرب. توفي في العام 1271 هـ/ 1854 م.
وله مادحاً الامام علياً (عليه السلام) قوله:
حننت لذكر الربا والمعاهدْ * * * فما الدمع راق ولا الطرف راقدْ
حتى قال:
علي وصي الرسول الامين * * * وزوج البتول سليل الاماجد
إمام له الامر بعد الرسول * * * فتعسا لجاحده والمعاند
فتىً ليس يدرك من ذاته * * * سوى أنّه ليس ربّاً لعابد
أتته الامامة من ربه * * * بخم فأضحى إلى الحق قائد
أقام الصلوة وآتى الزكاة * * * بخاتمه راكعاً في المساجد
وجاهد في الله حق الجهاد * * * وقد فضّل الله شأن المجاهد
وهم معشر يطعمون الطعام * * * على حبه وله الله شاهد
له ردَّت الشمس غبَّ الغروب * * * وقد كلمته الوحوش الاوابد
وكم قد بدا منه من معجز * * * يقرّبه كل سلم وجاحد
وأشباله عترة المصطفى * * * فأكرم بأشرف جد ووالد
فكم قال في حقه المصطفى * * * علي أخي ووزيري المساعد
علي مع الحق والحق معْ * * * علي فتبّت يدا كل مارد
لقد عقد الله يوم الغدير * * * على الناس بيعته في المعاقد
وولاك أحمد أمر الورى * * * بأمر من الله في ذاك وارد
وقد كنت من دون أصحابه * * * تقيه بنفسك شر المكايد
وكم لك في خيبر أو حنين * * * وفي أُحد من عظيم المشاهد