انظر امك فبرها ، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك
*- عن زكريا بن إبراهيم قال : كنت نصرانيا فأسلمت وحججت فدخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت :
إني كنت على النصرانية وإني أسلمت
فقال : وأي شئ رأيت في الاسلام ؟
قلت : قول الله عزوجل : ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء
فقال : لقد هداك الله ثم قال : اللهم اهده ثلاثا سل عما شئت يابني
فقلت : إن أبي وامي على النصرانية وأهل بيتي ; وامي مكوفة ابصر فأكون معهم وآكل في آنيتهم ؟
فقال يأكلون لحم الخنزير ؟
فقلت : لاولا يمسونه ،
فقال : لا بأس فانظر امك فبرها ، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك ، كن أنت الذي تقوم بشأنها ولا تخبرن أحدا أنك أتيتني حتى تأتيني بمنى إن شاء الله
قال : فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلم صبيان ، هذا يسأله وهذا يسأله ، فلما قدمت الكوفة ألطفت لامي وكنت اطعمها وافلي ثوبها ورأسها و أخدمها فقالت لي
: يا بني ماكنت تصنع بي هذا وأنت على ديني فما الذي أرى عنك منذها جرت فدخلت في الحنيفية ؟
فقلت : رجل من ولد نبينا أمرني بهذا ،
فقالت : هذا الرجل هو نبي ؟
فقلت : لا ولكنه ابن نبي ،
فقالت : با بني إن هذا نبي إن هذه وصايا الانبياء ،
فقلت : ياامه إنه ليس يكون بعد نبينا نبي ولكنه ابنه
فقالت : يا بني دينك خير دين ، اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في الاسلام وعلمتها ، فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ، ثم عرض لها عارض في الليل ، فقالت :
يا بني أعد علي ما علمتني
فأعدته عليها ، فأقرت به وماتت ، فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها .