الفضل بن عباس بن عبدالمطلب
بن هاشم بن عبدمناف القرشي الهاشمي المتوفى شاعر مجيد، شهد له بذلك أميرالمؤمنين (عليه السلام)، بل شهد له بأنّه أشعر قريش. وبعد من شجعان الصحابة ووجوههم، وكان أسنّ ولد العباس. وله في السنن 24 حديثاً. كما وله أخبار وقضايا نادرة تاريخية في المعاجم. وحضر مع أخيه عبدالله مشاهد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وثبت يوم حنين، وأردفه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وراءه في حجة الوداع فلقب ـ ردف رسول الله ـ وصحب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وحضر وقعة صفّين، وكان يجيب ويردّ على شعراء أهل الشام. وجاء أنّ معاوية كتب إلى ابن عباس عبدالله، كتاباً في أيام صفّين يذكر فيه عداوة بني هاشم لبني أمية، ويخوّفه عواقب الحرب، ويقول: قد قنعنا بما في أيدينا من ملك الشام، فاقنعوا بما في أيديكم من ملك العراق، ولو بايع الناس لك بعد عثمان لكنت إليك أسرع فأجابه بما ساءه. وقال معاوية: هذا عملي بنفسي، لا والله لا أكتب إليه كتاباً سنة، وقال معاوية في ذلك:
دعوت ابن عباس إلى جل خطة وكان امرءاً أهدي إليه رسائلي
فأخلف ظنّي والحوادث جمة وما زاد أن أغلى عليه مراجلي
فقل لابن عباس تراك مفرقاً بقولك مَن حولي وإنّك آكلي
وقل لابن عباس تراك مخوفاً بجهلك حلمي أنّني غير غافل
فأبرق وأرعد ما استطعت فإنّني إليك بما يشجيك سبط الأنامل
فقال عبدالله لأخيه الفضل: يا ابن أم أجب معاوية، فقال الفضل:
ألا يا ابن هند إنّني غير غافل وإنّك ما تسعى له غير نائل
أألآن لما صرّت الحرب نابها عليك وألقت بركها بالكلاكل
فأصبح أهل الشام ضربين خيرة وفقع بقاع أو شحيمة آكل
وأيقنت أنّا أهل حق وإنّما دعوت لأمر كان أبطل باطل
دعوت ابن عباس إلى السلم خدعة وليس لها حتّى تدين بسائل
فلا سلم حتّى تشجر الخيل بالقنا وتضرب هامات الرجال الأماثل
وآليت لا تهدي إليه رسالة إلى أن يحول الحول من رأس قابل
أردت به قلع الجواب وإنّما رماك فلم يخطى نبات المقاتل
وقلت له لو بايعوك تبعتهم فهذا عليّ خير حافٍ وناعل
وصيّ رسول الله من دون أهله وفارسه إن قيل هل من منازل
فدونكه إن كنت تبغي مهاجراً أشمّ بنعل السيف غير حلاحل
فعرض شعره على عليٍّ (عليه السلام)، فقال: أنت أشعر قريش فضرب به الناس إلى معاوية. وله شعر كثير في المعاجم وهو إن دلّ على شيءٍ فإنّما يدل على أنّ الفضل كان في مشاهد عليٍّ (عليه السلام)، سيّما وقعة صفّين كما أنّه يثبت بطلان من زعم أنّ الفضل مات عام 13 هـ، بناحية الأردن في طاعون عمواس. وعلى كل حال فالخلاف كثير في مكان وفاته ومدفنه.
(الاستيعاب 3/ 208. أسد الغابة 4/ 183. الإصابة 3/ 208. الأعلام 5/ 355. أعيان الشيعة 8/ 404. تحفة الأحباب / 269. تنقيح المقال 2/ 379)