العتبة العلوية المقدسة - الفتنة -
» سيرة الإمام » » بلاغة الامام علي وحكمته » موسوعة كلمات الامام علي عليه السلام » حرف الفاء » الفتنة

 

الفتنة

*- قال الإمام علي ( عليه السلام ) - لما قام إليه رجل فقال : أخبرنا عن الفتنة ، وهل سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عنها ؟ - : إنه لما أنزل الله سبحانه قوله : * ( ألم * أحسب الناس . . . ) * علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين أظهرنا ، فقلت : يا رسول الله ! ما هذه الفتنة التي أخبرك الله تعالى بها ؟ فقال : يا علي ! إن أمتي سيفتنون من بعدي . . . يا علي ! إن القوم سيفتنون بأموالهم ، ويمنون بدينهم على ربهم ، ويتمنون رحمته ، ويأمنون سطوته ، ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة ، والأهواء الساهية ، فيستحلون الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهدية ، والربا بالبيع قلت : يا رسول الله ! فبأي المنازل أنزلهم عند ذلك ؟ أبمنزلة ردة ، أم بمنزلة فتنة ؟ فقال : بمنزلة فتنة . وفي نقل كنز العمال . . . ثم قال لي : يا علي ! إنك باق بعدي ، ومبتلى بأمتي ، ومخاصم يوم القيامة بين يدي الله تعالى فأعدد جوابا ، فقلت : بأبي أنت وأمي ! بين لي ما هذه الفتنة التي يبتلون بها ، وعلى ما أجاهدهم بعدك ؟ فقال : إنك ستقاتل بعدي الناكثة ، والقاسطة ، والمارقة وحلاهم وسماهم رجلا رجلا . ثم قال لي : وتجاهد أمتي على كل من خالف القرآن ممن يعمل في الدين بالرأي ، ولا رأي في الدين ، إنما هو أمر من الرب ونهيه .

*- وقال ( عليه السلام ) : مالي ولقريش ! والله لقد قاتلتهم كافرين ، ولأقاتلنهم مفتونين .

*- وقال ( عليه السلام ) في صفة الدنيا حين بعثة النبي ( صلى الله عليه وآله ) - : أرسله على حين فترة من الرسل ، وطول هجعة من الأمم ، واعتزام من الفتن . . . والدنيا كاسفة النور . . . عابسة في وجه طالبها ، ثمرها الفتنة ،  وطعامها الجيفة .

*- وقال ( عليه السلام ) - أيضا - : بعثه والناس ضلال في حيرة ، وحاطبون ( خاطبون ) في فتنة .

*- وقال ( عليه السلام ) - في توصيف الناس قبل البعثة بعد انصرافه من صفين - : والناس في فتن انجذم ( انحذم ) فيها حبل الدين ، وتزعزعت سواري اليقين . . . أطاعوا الشيطان فسلكوا مسالكه ، ووردوا مناهله ، بهم سارت أعلامه ، وقام لواؤه ، في فتن داستهم بأخفافها ، ووطئتهم بأظلافها ، وقامت على سنابكها ، فهم فيها تائهون حائرون ، جاهلون مفتونون .

*- وقال ( عليه السلام ) - من كتاب له إلى معاوية - : فاحذر الشبهة واشتمالها على لبستها ، فإن الفتنة طالما أغدفت جلابيبها ، وأغشت الأبصار ظلمتها .

 *- وقال ( عليه السلام ) : فتن كقطع الليل المظلم ، لا تقوم لها قائمة ولا ترد لها راية ، تأتيكم مزمومة مرحولة ، يحفزها قائدها ، ويجهدها راكبها . . . .

*- وقال ( عليه السلام ) - لما قتل عثمان - : ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه ( نبيكم ) ( صلى الله عليه وآله ) ، والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ، ولتغربلن غربلة . . . حتى يعود أسفلكم أعلاكم ، وأعلاكم أسفلكم ، وليسبقن سابقون كانوا قصروا ، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا . . . .

*- وقال ( عليه السلام ) : والله لتمحصن ، والله لتميزن ، والله لتغربلن ، حتى لا يبقى منكم إلا الأندر

*- وقال ( عليه السلام ) - لرجل يقول : اللهم إني أعوذ بك من الفتنة - : أراك تتعوذ من مالك وولدك ، يقول الله تعالى : * ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) * ولكن قل : اللهم إني أعوذ بك من مضلات الفتن .

 *- وقال ( عليه السلام ) : لا يقولن أحدكم : اللهم إني أعوذ بك من الفتنة ، لأنه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة ، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن ، فإن الله سبحانه يقول : * ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ) * .

 *- وقال ( عليه السلام ) : اللهم إنا نعوذ بك أن نذهب عن قولك ، أو أن نفتتن عن دينك .

*- وقال ( عليه السلام ) : - في الجواب عن المتشابه في تفسير الفتنة - : * ( ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) * وقوله لموسى ( عليه السلام ) : * ( وفتناك فتونا ) * . ومنه فتنة الكفر ، وهو قوله تعالى : * ( لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله ) * [ وقوله تعالى : * ( والفتنة أكبر من القتل ) * يعني هاهنا الكفر ] وقوله سبحانه في الذين استأذنوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غزوة تبوك أن يتخلفوا عنه من المنافقين ، فقال الله تعالى فيهم : * ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) * . ومنه فتنة العذاب ، وهو قوله تعالى : * ( يوم هم على النار يفتنون ) * أي يعذبون * ( ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون ) * أي ذوقوا عذابكم ، ومنه قوله تعالى : * ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا ) * أي عذبوا المؤمنين . ومنه فتنة المحبة للمال والولد ، كقوله تعالى : * ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) * أي إنما حبكم لها فتنة لكم . ومنه فتنة المرض ، وهو قوله سبحانه : * ( أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ) * أي

*- وقال ( عليه السلام ) : إنما بدء وقوع الفتن من أهواء تتبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم الله ، يتولى فيها رجال رجالا ، ألا إن الحق لو خلص لم يكن اختلاف ، ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ، لكنه يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجللان معا ، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه ، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى . إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير . . . .

 *- وقال ( عليه السلام ) : يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه ، ومساجدهم يومئذ عامرة من البناء ، خراب من الهدى ، سكانها وعمارها شر أهل الأرض ، منهم تخرج الفتنة ، وإليهم تأوي الخطيئة ، يردون من شذ عنها فيها ، ويسوقون من تأخر عنها إليها ، يقول الله سبحانه : فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تترك الحليم فيها حيران .

*- وقال ( عليه السلام ) : ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم . . . فإنهم قواعد أساس العصبية ، ودعائم أركان الفتنة .

 *- وقال ( عليه السلام ) : الفتن ثلاث : حب النساء وهو سيف الشيطان ، وشرب الخمر وهو فخ الشيطان ، وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان ، فمن أحب النساء لم ينتفع بعيشه ، ومن أحب الأشربة حرمت عليه الجنة ، ومن أحب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا .

*- وقال ( عليه السلام ) - في صفة عيسى ( عليه السلام ) - : ولم تكن له زوجة تفتنه ، ولا ولد يحزنه ( يخزنه ) ، ولا مال يلفته .

*- وقال ( عليه السلام ) : اللهم صن وجهي باليسار ، ولا تبذل ( تبتذل ) جاهي بالإقتار ، فأسترزق طالبي رزقك ( رفدك ) ، وأستعطف شرار خلقك ، وأبتلى بحمد من أعطاني ، وأفتتن بذم من منعني .

*- وقال ( عليه السلام ) - لرجل يسمى حربا يمشي معه وهو راكب - : ارجع ، فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي ، ومذلة للمؤمن .

*- وقال ( عليه السلام ) : إن الشيطان يسني لكم طرقه ، ويريد أن يحل دينكم عقدة عقدة ، ويعطيكم بالجماعة الفرقة ، وبالفرقة الفتنة .

*- وقال ( عليه السلام ) : رب مفتون بحسن القول فيه .

*- وقال ( عليه السلام ) : رب مفتون بحسن القول فيه .

 *- وقال ( عليه السلام ) : فلا تعتبروا الرضى والسخط بالمال والولد جهلا بمواقع الفتنة ، والاختبار ( اختيار ) في موضع الغنى والاقتدار . . . .

*- وقال ( عليه السلام ) : إن أبغض الخلائق إلى الله رجلان : رجل وكله الله إلى نفسه ، فهو جائر عن قصد السبيل ، مشعوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة ، فهو فتنة لمن افتتن به .

*- وقال ( عليه السلام ) - من خطبة له بالنهروان - : أيها الناس ! أما بعد أنا فقأت عين الفتنة ولم يكن أحد ليجترئ عليها غيري . . . فقام إليه رجل آخر فقال : يا أمير المؤمنين ! حدثنا عن الفتن ؟ قال : إن الفتن إذا أقبلت شبهت ، وإذا أدبرت نبهت ، يشبهن مقبلات ويعرفن مدبرات ، إن الفتن تحوم كالرياح يصبن بلدا ويخطئن أخرى ، ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية .

*- وقال ( عليه السلام ) : الوله بالدنيا أعظم فتنة .

*- وقال ( عليه السلام ) : اعلموا أنه من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن ، ونورا من الظلم .

*- وقال ( عليه السلام ) : أيها الناس ! شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة .

*- وقال ( عليه السلام ) : دوام الفتن من أعظم المحن .

*- وقال ( عليه السلام ) : قد لعمري يهلك في لهب الفتنة المؤمن ، ويسلم فيها غير المسلم .

*- وقال ( عليه السلام ) : من شب نار الفتنة كان وقودا لها .

*- وقال ( عليه السلام ) : لا تقتحموا ما استقبلتم من فور الفتنة ، وأميطوا عن سننها ، وخلوا قصد السبيل لها .

 *- وقال ( عليه السلام ) : وال ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم .

 *- وقال ( عليه السلام ) - من كتابه إلى الحارث الهمذاني - : وإياك ومقاعد ( معاقد ) الأسواق ، فإنها محاضر الشيطان ، ومعاريض الفتن .

 *- وقال ( عليه السلام ) : كن في الفتنة كابن اللبون ، لا ظهر فيركب ، ولا ضرع فيحلب ( فيحتلب ) .