العتبة العلوية المقدسة - تقدمك في هذا القول أربعة -
» » سيرة الإمام » قصص ومواعظ من سيرة الامام علي عليه السلام » تقدمك في هذا القول أربعة

 

تقدمك في هذا القول أربعة

 

دخل أحمد بن حنبل إلى الكوفة وكان فيها رجل يظهر الامامة فسأل الرجل عن أحمد ماله لا يقصدني ؟ فقالوا له : إن أحمد ليس يعتقد ما تظهر  فلا يأتيك إلا أن تسكت عن إظهار مقالتك ، قال : فقال : لابد من إظهاري له  ديني ولغيره ، وامتنع أحمد من المجيئ إليه ، فلما عزم على الخروج من الكوفة  قالت له الشيعة : يا أبا عبدالله أتخرج من لكوفة ولم تكتب عن هذا الرجل ؟  فقال : ما أصنع به ؟ لوسكت عن إعلانه بذلك كتبت عنه ، فقالوا : ما نحب أن يفوتك  مثله ، فأعطاهم موعدا على أن يتقدموا إلى الشيخ أن يكتم ما هو فيه ، وجاؤوا  من فورهم إلى المحدث وليس أحمد معهم ، فقالوا : إن أحمد أعلم بغداد،  فإن خرج ولم يكتب عنك فلا بد أن يسأله أهل بغداد لم لم تكتب عن فلان ؟  فتشهر ببغداد وتلعن وقد جئناك نطلب حاجة ، قال : هي مقضية ، فأخذوا  منه موعدا وجاؤوا إلى أحمد وقالوا : قد كفيناك قم معنا ، فقام فدخلوا على الشيخ  فرحب بأحمد ورفع مجلسه وحدثه ما سأل فيه أحمد من الحديث ، فلما فرغ أحمد  مسح القلم وتهيأ للقيام ، فقال له الشيخ : يا أبا عبدالله لي إليك حاجة ، قال له أحمد :  مقضية ، قال : ليس احب أن تخرج من عندي حتى اعلمك مذهبي ، فقال أحمد ؟ :  هاته ، فقال له الشيخ : إني أعتقد أن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه كان خير الناس  بعد النبي صلى الله عليه وآله ، وإني أقول : إنه كان خيرهم ، وإنه كان أفضلهم وأعلمهم ، و  إنه كان الامام بغد النبي صلى الله عليه وآله قال : فماتم كلامه حتى أجابه أحمد فقال : : يا  هذا وما عليك في هذا القول ، وقد تقدمك في هذا القول أربعة من أصحاب  رسول الله صلى الله عليه وآله : جابر وأبوذر والمقداد وسلمان فكاد الشيخ يطير فرحا بقول أحمد ، فلما خرجنا شكرنا أحمد ودعونا له.