خطبة له عليه السّلام يصف عباد اللّه الصّالحين
اَللَّهُمَّ وَ اِنّى لَأَعْلَمُ اَنَّ الْعِلْمَ لا يَاْزَرُ كُلُّهُ ، وَ لا يَنْقَطِعُ مَوادُّهُ ، وَ اِنَّكَ لا تُخْلى اَرْضَكَ مِنْ حُجَّةٍ لَكَ عَلى خَلْقِكَ ، ظاهِرٌ لَيْسَ بِالْمُطاعِ اَوْ خآئِفٌ مَغْموُرٌ ، كَيْلا تَبْطُلَ حُجَجُكَ ، وَ لا يَضِلَّ اَوْلِيآؤُكَ بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَهُمْ ، بَلْ اَيْنَ هُمْ ، وَ كَمْ اُولئِكَ الْأَقَلُّونَ ، وَ الْأَعْظَموُنَ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ قَدْراً ، الْمُتَّبِعوُنَ لِقادَةِ الدّينِ ، الْأَئِمَّةِ الْهادينَ الَّذينَ يَتَأَدَّبُونَ بِادابِهِمْ ، وَ يَنْهَجوُنَ نَهَجَهُمْ ، فَعِنْدَ ذلِكَ يَهْجِمُ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلى حَقيقَةِ الْإِيمانِ ، فَتَسْتَجيبُ اَرْواحُهُمْ لِقادَةِ الْعِلْمِ ، وَ يَسْتَلينُونَ مِنْ حَديثِهِمْ مَا اسْتَوْعَرَ عَلى غَيْرِهِمْ بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْمُكَذِّبوُنَ ، وَ اَباهُ الْمُسْرِفوُنَ ، اوُلئِكَ اَتْباعُ الْعُلَماءِ ، صَحِبوُا اَهْلَ الدُّنْيا بِطاعَةِ اللَّهِ تَبارَكَ وَ تَعالى وَ اَوْلِيآئِهِ ، دانوُا بِالتَّقِيَّةِ عَنْ دينِهِمْ وَ الْخَوْفِ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، فَاَرْواحُهُمْ مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعلى لِعُلَمآئِهِمْ وَ اَتْباعِهِمْ ، خُرْسٌ صُمْتٌ فى دَوْلَةِ الْباطِلِ ، يَنْتَظِروُنَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ ، وَ سَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ، وَ يَمْحَقُ الْباطِلَ .
هاهٍ هاهٍ طُوبى لَهُمْ عَلى صَبْرِهِمْ عَلى دينِهِمْ فى حالِ هُدْنَتِهِمْ وَ يا شَوْقاهُ اِلى رُؤْيَتِهِمْ فى حالِ ظُهُورِ دَوْلَتِهِمْ ، وَ سَيَجْمَعُنَا اللَّهُ وَ اِيَّاهُمْ فى جَنَّاتِ عَدْنٍ ، وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ ابآئِهِمْ وَ اَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ .