بولس سلامة
ايه عبد الرحمن نذل مراد |
|
يا عدو السماء في بغضائه |
لطخة العار يا ابن ملجم يا من |
|
هب نتن الاقذار من اسمائه |
كنية لو وعى الزمان محاها |
|
من حروف الهجاء قبل ابتدائه |
لعنته السماء والارض طَراً |
|
لعنة ترتقي الى آبائه |
تحرق النبت في ربوع مراد |
|
ويجف النخيل قبل استوائه |
ييبس الضرع طالماً لا يلاقي |
|
في الينابيع قطرة لارتوائه |
يحبس الغيث قطره ويولي |
|
ويذوب الغمام قبل امتلائه |
لا يداني مستنقع الرجس طل |
|
ويظل الجحيم بعض لظائه |
ينشد الظاميء المرادي ماءً |
|
فيرى الدم آسناً في سقائه |
لفه الصبح بالظلام وغارت |
|
ساطعات النجوم في امسائه |
كلما مد للكواكب عيناً |
|
مدها الميل في هوى ظلمائه |
ليت يوماً قد جاء بابن مراد |
|
كفنته العصور في دهمائه |
وتوارى في مبهمات الهيولي |
|
وتلاشى التنين في دأمائه |
ولد الغدر يوم جاء شقياً
|
|
وتهادى ابليس في نافقائه ([1]) |
زفها في غياهب النار بشرى |
|
واصطفاه الرجيم في حلفائه |
فحباه الحسام يقطر سماً |
|
وطلاه بمرشف من دهائه |
نفث الشهد في لسان قطام |
|
ربة الماكرين من سفرائه |
يا قطاماً أتهدمين بناءً |
|
من لآلي الجنان في أحنائه |
افختم ماجر آدم جرماً |
|
ان يذوق التفاح من حوائه |
تستحث الالوان والطعم حلواً |
|
وتبث العبير في اغرائه |
فاذا لان واستنام رخياً |
|
اسكرته بالعذب من اطرائه |
تلمس الكف بالانامل لدنا |
|
فتصب الصهباء في اعضائه |
فاذا الساعد المرنح شر |
|
والحسام الاثيم من نصرائه |
يا يمين السفاح شلت يمين |
|
حملت للامام أي انتهائه |
هاجها السم فالرواهش([2]) رقط |
|
لون جلد الثعبان عند بغائه |
لم يرعه الامام وهو يصلي |
|
والملاك السميع في اصغائه |
ضربة الوغد خضبته ومالت |
|
دوحة الغر عن رفيع بنائه |
ومشى الليث للعرين جريحاً |
|
مرسلاً طرفه الى اجوائه |
قال ( مدوا له الفراش وثيراً |
|
واعدوا أطايباً لغدائه |
فاذا عشت فالجروح قصاص |
|
واذا مت حان يوم انقضائه ) |
أجهش المسجد اليتيم بكاءً |
|
حين غاب الامام من فقهائه |
وبكى الشط والفرات وغاضت |
|
زقزقات الهزار في غينائه |
وجرى اسود المياه كئيباً |
|
يتلوى مولولاً في انثنائه |
يحمل النعي للخليج فجيعاً |
|
هََّدَم الضفتين وَقرَ عنائه |
فقدت غزة الحجاز علياً |
|
خاتم الراشدين من أمرائه |
واشرأبت تهامة وعسير |
|
وتنادت جبالها لبكائه |
مركب النور والهداية جدت |
|
عاصفات الرياح في اقصائه |
يطلب المرفأ الامين عزيزاً |
|
والليالي تصده عن لقائه |
يستحيل البحر الخضم جبالاً |
|
ويرد الشراع عن إرسائه |
يتحاشى غر الشمائل سمح |
|
تستطيب الاخلاق رحب فنائه |
كلما همّ للعلى عبقرياً |
|
أخرج الدهر نابه لعدائه |
فهو في اهله غريب وحيد |
|
ترك السيف ساطعاً في عرائه |
لا تراه العيون رمداً مراضاً |
|
واخوه يخونه في إخائه |
ينشد المال خانقاً كل حسٍ |
|
غير صوت الدينار في احشائه |
ايها الطامعون في الارض انتم |
|
اولياء الشيطان في ايحائه |
في النفوس الشحاح شاد قصور |
|
الوهم تدعو الاقطاب من بخلائه |
بيع عيسى بالمال بيع لقيط |
|
وهو كنز السماء من عذرائه |
مات موسى خلو اليدين نقياً |
|
كصفاء النهار عند اعتلائه |
مات طه ودرعه رهن دين |
|
كل جهد الوفي عن ايفائه |
وهو لو شاء رمل يثرب تبراً |
|
أمطرته السماء في ارضائه |
يتعالى الانوف نفساً وكفاً |
|
عن متاع الغني عن اشيائه |
في جناحيه همة وانطلاق |
|
وقصي النجوم دون ارتقائه |
آنس العيش فرحة فتهادى |
|
فيه طيف الهناء غب خلائه |
بنت اسحاق آية الدهر حسناً |
|
وسماء الجمال في إصحائه |
ذهب الشمس صاغها وهج نور |
|
وأفاض البهاء في شقرائه |
طلقّ الروح زوجها في طلاق |
|
نسج المكر فخه لشقائه |
كلما صاح بلبل وتغنى |
|
رفرفت روحه على هيفائه |
واذا اقبل الصباح ندياً |
|
حسب النور من صحى حسنائه |
قد أعدت الحياة لابن سلام |
|
واستفاق الغريق من إغمائه |
ألهب الوجد عظمه فتلظى |
|
وارتمى قلبه على عفرائه |
ياولي الزمان بعد علي |
|
والزعيم النبيل في كبرائه |
انما الدهر محنة وخطوب |
|
وحسام يحز في أدبائه |
فكأن العيش الرخي مشاعَ |
|
للبغاة الرعاع من لؤمائه |
جئت تبغي عرش العراق اميراً |
|
يصغر الكون عن مدى إيوائه |
فتلقتك عصبة الشر رهط |
|
من بناة الاجرام من اوليائه |
بينهم كل ارقم يتلوى |
|
فتفيض السموم في غبرائه |
يبدهون الحسين بالجيش غدراً |
|
وهو بين الادنين من خلصائه |
باقة الزهر من رياض قريش |
|
والرياحين غضة من نسائه |
تحرم الماء والفرات مشاع |
|
لا يصد الشفاه من نزلائه |
يغدق الخصب للجماد ويهمي |
|
ويذيب العيون في احبائه |
راكضاً تارة وطوراً وئيداً |
|
كي يروي الصحراء في ابطائه
|
في مجاريه عطفة وحنان |
|
واندفاق الخيرات في بيدائه |
يفتح النهر صدره للضواري |
|
والافاعي يظلها بولائه |
ساقه الله رحمة وحياة |
|
يجتنيها الوراد من احيائه |
يستوي فيه ساكن الشط حقاً |
|
والشريد الحقير من غربائه |
صد عنه الحسين والاهل |
|
والاولاد تهفو حلوقهم لاجتنائه |
يا شفاه الصدي غذاها حليب |
|
سلسل الحوض دون غذائه |
قبلتها شفاه طه فنالت |
|
هالة النور من دفيق ضيائه |
ولها الكوثر العريض ثواب |
|
في جنان النعيم في افنائه
|
يستفيض الرحيق فوق اللالي |
|
ويشع الياقوت من حصبائه |
وزعيم الشباب في يوم بعث |
|
غير مرمى السهام من غوغائه |
جاء للسلم فانبريتم سيوفاً |
|
قاطعات لولده وامائه |
ما رحمتم فتاه وهو غلام |
|
بسمات الحياة في سيمائه |
من رطيب الاملود في ساعديه |
|
من حياء العذراء في اغضائه |
لو اتى الورد قاطفاً لتحامت |
|
نافرات الاشواك عن ايذائه |
يا انيس الرسول طفلا لعوباً |
|
والضياء الاخير في ابنائه |
يعجز الخاطر المجنح وصفاً |
|
ويغص الخيال عند رثائه |