العتبة العلوية المقدسة - النص على امامته في الاحاديث القدسية -
» سيرة الإمام » » المناسبات » قبسات من حياة الامام الكاظم عليه السلام » سيرته عليه السلام » النص على امامته في الاحاديث القدسية

 

النص على امامته  في الاحاديث القدسية

إلهي بحق هذه الخمسة إلاّ عرفتني التسعة

 

*- مدينة المعاجز: عن أبي مخنف باسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن مولد علي (عليه السلام)، قال يا جابر: سألت عجيباً عن خير مولود.

 

اعلم إنّ اللّه تعالى لمّا أراد أن يخلقني ويخلق علياً قبل كل شيء، خلق درة عظيمة أكبر من الدنيا عشر مرات، ثم إنّ اللّه تعالى استودعنا في تلك الدرة فمكثنا فيها مأة ألف عام نسبح اللّه تعالى ونقدّسه، فلمّا أراد ايجاد الموجودات نظر الى الدرة بعين التكوين، فذابت وانفجرت نصفين، فجعلني ربي في النصف الذي احتوى على النبوة، وجعل علياً في النصف الذي احتوى على الإمامة.

 

ثم خلق اللّه تعالى في تلك الدرة مائة بحر، فمن بعضه بحر العلم، وبحر الكرم، وبحر السخاء، وبحر الرضاء، وبحر الرأفة، وبحر الرّحمة، وبحر العفة وبحر الفضل، وبحر الجود، وبحر الشجاعة، وبحر الهيبة، وبحر القدرة وبحر العظمة، وبحر الجبروت، وبحر الكرباء، وبحر الملكوت، وبحر الجلال، وبحر النور، وبحر العلو، وبحر العز، وبحر الكرامة، وبحر اللطف، وبحر الحكم، وبحر المغفرة، وبحر النبوة، وبحر الولاية، فمكثنا في كل بحر من البحور سبعة آلاف عام.

 

ثم إنّ اللّه خلق القلم وقال له: اكتب.

 

قال: وما اكتب يا رب؟

 

قال: اكتب توحيدي، فمكث القلم سكران من قول اللّه عزوجل عشرة آلاف عام، ثم أفاق بعد ذلك قال: وما اكتب؟

 

قال: أُكتب لا إله الاّ اللّه محمد رسول اللّه علي ولي اللّه، فلما فرغ القلم من كتابة هذه الاسماء، قال يارب: ومن هؤلاء الذين قرنت اسمهما باسمك؟

 

قال اللّه تعالى: يا قلم، محمد نبيي وخاتم أوليائي وأنبيائي، وعلي وليي وخليفتي على عبادي وحجتي عليهم، وعزتي وجلالي لولاهما ما خلقتك وما خلقت اللوح المحفوظ.

 

ثم قال له: أُكتب.

 

قال: وما أَكتب؟

 

قال: أُكتب صفاتي وأَسمائي، فكتب القلم، فلم يزل يكتب ألف عام حتى وصل من ذلك الى يوم القيامة.

 

ثم إنّ اللّه تعالى خلق من نوري السماوات والارض والجنة والنار والكوثر والصراط والعرش والكرسي والحجب والسحاب، وخلق من نور علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الشمس والقمر والنجوم، قبل أن يخلق آدم بألفي عام.

 

ثم إنّ اللّه تعالى أمر القلم أن يكتب في كل ورقة من اشجار الجنة والى كل باب من أبوابها وأبواب السماوات والارض والجبال والشجر، لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه علي ولي اللّه.

 

ثم إنّ اللّه تعالى أمر نور رسول اللّه ونور علي بن أبي طالب أن يدخلا في حجاب العظمة، ثم حجاب العزة، ثم حجاب الهيبة، ثم حجاب الكبرياء، ثم حجاب الرحمة، ثم حجاب المنـزلة، ثم حجاب الرفعة، ثم حجاب السعادة، ثم حجاب النبوة، ثم حجاب الولاية، ثم حجاب الشفاعة، فلم يزالا كذلك من حجاب الى حجاب فكل حجاب يمكثان فيه ألف عام.

 

ثم قال يا جابر: إنّ اللّه تعالى خلقني من نوره، وخلق علياً من نوري وكلنا من نور واحد، وخلقنا اللّه تعالى ولم يخلق سماءً ولا أرضاً ولا شمساً ولا قمراً ولا ظلمةً ولا ضياءً ولا برّاً ولا بحراً ولا هواءً، وقبل أن يخلق آدم بألفي عام.

 

ثم إنّ اللّه سبح نفسه فسبحناه، وقدس نفسه فقدسناه، فشكر اللّه لنا ذلك وقد خلق اللّه السماوات والارضين من تسبيحي والسماء رفعها والارض سطحها،وخلق من تسبيح علي بن أبي طالب الملائكة، فجميع ما سبحت الملائكة لعلي بن أبي طالب وشيعته الى يوم القيامة.

 

ولما نفخ اللّه الروح في آ دم قال اللّه تعالى: وعزتي وجلالي، لولا عبدان أُريد أن ابثعهما في دار الدنيا ما خلقتك.

 

قال آدم: الهي وسيدي هل يكونان مني أم لا؟

 

قال: بلى يا آدم: أرفع رأسك فانظر، فرفع رأسة، فاذا على ساق العرش مكتوب، لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة، ومن عرفهما زكى وطاب، ومن جهلهما لعن وخاب.

 

ولما خلق اللّه آدم ونفخ فيه من روحه، نقل نور حبيبه ونبيه ونور وليه في صلب آدم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما أنا فاستقررت في الجانب الايمن، وأمّا علي بن أبي طالب فصار في الجانب الأيسر، وكانت الملائكة يقفون وراءَه صفوفاً.

 

فقال آدم: يارب لايّ شيء تقف الملائكة ورائي، فقال اللّه سبحانه وتعالى: لأجل نور ولديك اللذين في صلبك، محمد بن عبد الله، وعلي بن أبي طالب، ولولاهما ما خلقت الافلاك، وكان يسمع في ظهره التسبيح والتقديس.

 

قال يا رب: اجعله أمامي حتى تستقبلني الملائكة، فحولهما اللّه تعالى من ظهره الى جبينه، فصارت الملائكة تقف أمامه.

 

فسأل ربه ان يجعله في مكان يراه، فنقلنا اللّه من جبينه الى يده اليمنى، قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): أما أنا فكنت في اصبعه السبّابة، وعلي في اصبعه الوسطى، وابنتي فاطمة في التي تليها، والحسن في الخنصر، والحسين في الإبهام.

 

ثم أمر اللّه الملائكة بالسجود الى آدم تعظيماً واجلالاً لتلك الاشباح فتعجب آدم من ذلك، فرفع رأسة فكشف اللّه عن بصره فرأى نوراً، فقال: الهي وسيدي ومولاي، وما هذا النور؟

 

فقال: هذا نور محمد صفوتي من خلقي، فرأى نوراً الى جنبه، فقال: الهي وسيدي ومولالي وما هذا النور؟

 

فقال: هذا نور علي بن أبي طالب وليي وناصر ديني، ورأى الى جنبهما ثلاثة أنوار، فقال: الهي، وما هذه الانوار؟

 

فقال: هذا نور فاطمة فطم محبيها من النار، وهذان نورا ولديهما الحسن والحسين، فقال: ورأى تسعة أنوار قد أحْدَقَت بهم، فقيل: هؤلاء الائمة من ولد علي بن أبي طالب.

 

فقال: إلهي بحق هذه الخمسة إلاّ عرفتني التسعة من ذرية علي (عليه السلام)؟

فقال: علي بن الحسين، ثم محمد الباقر، ثم جعفر الصادق، ثم موسى الكاظم، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد الجواد، ثم علي الهادي، ثم الحسن العسكري، ثم الحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم اجمعين. فقال: الهي وسيدي قد عرفتنيهم فاجعلهم مني فيدل على ذلك قوله تعالى: ﴿وعلم آدم الاسماء كلها﴾([1]) (

[2]).

 

وهذا نور موسى بن جعفر

*- كفاية الأثر: في النصوص، أخبرنا الحسين بن محمد بن سعيد، قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن منبوذ، قال: حدثنا علي بن حمدون، قال: حدثني علي بن الحكم الأودي، قال: أخبرنا شريك، عن عبد الله بن سعد، عن الحسين بن علي، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أخبرني جبرئيل، لما أثبت اللّه تبارك وتعالى اسم محمد في ساق العرش، قلت يارب: هذا الاسم المكتوب في سرادق العرش، أرى أعز خلقك عليك؟قال: فأراه اللّه إثنا عشر اشباحاً أبداناً بلا أرواح، بين السماء والأرض. فقال: يارب بحقهم عليك إلاّ أخبرتني من هم؟فقال: هذا نور علي بن أبي طالب، وهذا نور الحسن، وهذا نور الحسين، وهذا نور علي بن الحسين، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور جعفر بن محمد، وهذا نور موسى بن جعفر، وهذا نور علي بن موسى، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور علي بن محمد، وهذا نور الحسن بن علي، وهذا نور الحجة القائم المنتظر (عليهم السلام).قال: فكان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما أحد يتقرّب الى اللّه عزوجل بهؤلاء القوم، إلاّ أعتق اللّه رقبته من النار(

[3]).

* - إكمال الدين ، أمالي الصدوق : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن الحسين الكناني ، عن جده ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : إن الله عز وجل أنزل على نبيه كتابا قبل أن يأتيه الموت ، فقال : يا محمد هذا الكتاب وصيتك إلى النجيب من أهل بيتك ، فقال : ومن النجيب من أهلي ([4]) يا جبرئيل ؟ فقال : علي بن أبي طالب عليه السلام وكان على الكتاب خواتيم من ذهب ، فدفعه النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وأمره أن يفك خاتما منها ويعمل بما فيه ، ففك عليه السلام خاتما وعمل بما فيه ، ثم دفعه إلى ابنه الحسن عليه السلام ففك خاتما وعمل بما فيه ، ثم دفعه إلى الحسين عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة ، فلا شهادة لهم إلا معك ، واشر نفسك ([5]) لله عز وجل ، ففعل ، ثم دفعه إلى علي بن الحسين عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه : اصمت والزم منزلك  واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ، ففعل ، ثم دفعه إلى محمد بن علي عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه : حدث الناس وأفتهم ، ولا تخافن إلا الله فإنه لا سبيل لاحد عليك ، ثم دفعه إلي ففككت خاتما فوجدت فيه : حدث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك ، و صدق آباءك الصالحين ، ولا تخافن أحدا إلا الله ([6])، وأنت في حرز وأمان ، ففعلت ، ثم أدفعه إلى موسى بن جعفر ، وكذلك يدفعه موسى إلى الذي من بعده ،([7])  ثم كذلك أبدا إلى قيام المهدي عليه السلام (

[8]) .

 

موسى عليه السلام في لوح جدته الزهراء عليها السلام

* - إكمال الدين ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : الطالقاني ، عن الحسن بن إسماعيل ، عن سعيد بن محمد بن نصر القطان عن عبيد الله بن محمد السلمي ، عن محمد بن عبد الرحيم ([9]) ، عن محمد بن سعيد بن محمد ، عن العباس بن أبي عمرو ، عن صدقة بن أبي موسى ، عن أبي نضرة قال : لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام عند الوفاة دعا بابنه الصادق صلى الله عليه وآله ليعهد إليه عهدا ([10])، فقال له أخوه زيد بن علي : لو امتثلت في بمثال الحسن والحسين لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا ([11]) ، فقال له : يا أبا الحسين إن الأمانات ليست بالمثال ولا العهود بالرسوم ، و إنما هي أمور سابقة عن حجج الله عز وجل ، ثم دعا بجابر بن عبد الله فقال له : يا جابر حدثنا بما عاينت من الصحيفة ([12]) ، فقال له جابر : نعم يا با جعفر ، دخلت إلى مولاتي ([13])فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله لأهنئها بمولد الحسن عليه السلام ([14])، فإذا بيدها صحيفة بيضاء من درة ([15])، فقلت : يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك ؟ قالت : فيها أسماء الأئمة من ولدي ، قلت : لها ناوليني لأنظر فيها ، قالت : يا جابر لولا النهي لكنت أفعل ، لكنه قد نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي ، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها ، قال جابر : فقرأت فإذا ([16]) : أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى أمه آمنة ([17]) ، أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، أبو محمد الحسن بن علي البر ، أبو عبد الله الحسين بن علي التقي ، أمهما فاطمة بنت محمد ، أبو محمد علي بن الحسين العدل أمه شهربانويه بنت يزدجرد ([18]) ، أبو جعفر محمد بن بن علي الباقر أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، أبو إبراهيم موسى بن جعفر ([19])أمه جارية اسمها حميدة ، أبو الحسن علي بن موسى الرضا أمه جارية واسمها نجمة ، أبو جعفر محمد بن علي الزكي أمه جارية اسمها خيزران ، أبو الحسن علي بن محمد الأمين أمه جارية اسمها سوسن ، أبو محمد الحسن بن علي الرقيق ([20]) أمه جارية اسمها سمانة وتكنى أم الحسن ، أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله القائم ([21])أمه جارية اسمها نرجس  صلوات الله عليهم أجمعين - قال الصدوق رحمه الله : جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم عليه السلام ، والذي أذهب إليه النهي عن تسميته (

[22]) .

* - إكمال الدين ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن صالح بن أبي حماد والحسن بن طريف معا ، عن بكر بن صالح ، وحدثنا أبي وابن المتوكل وماجيلويه وأحمد بن علي بن إبراهيم وابن ناتانة والهمداني رضي الله عنهم جميعا ، عن علي ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمان بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري ، إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟ قال له جابر : في أي الا وقات شئت ، فخلا به أبي عليه السلام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي أمي فاطمة ([23])بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به أمي أن في ذلك اللوح مكتوبا ، قال جابر : اشهد بالله إني دخلت على أمك فاطمة في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله أهنئها ([24])بولادة الحسين عليه السلام فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت انه زمرد ([25])، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس ([26]) ، فقلت لها : بأبي أنت وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا اللوح أهداه الله عز وجل إلى رسوله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك ([27]) ، قال جابر : فأعطتنيه أمك فاطمة فقرأته وانتسخته ، فقال أبي عليه السلام فهل لك يا جابر أن تعرضه علي ؟ قال : نعم فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر ، فأخرج إلى أبي صحيفة من رق ، قال جابر : فاشهد بالله إني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا : بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم ([28]) لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين ، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، قاصم الجبارين ([29])ومذل الظالمين وديان  الدين ([30])، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ([31]) عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فإياي فاعبد وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا ، وإني فضلتك على الأنبياء ، وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك حسن وحسين ([32]) ، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة ، و ختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه ([33])، والحجة البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب ، أولهم علي سيد العابدين وزين أولياء الماضين ، وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي ، سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ، ولاسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، انتجبت بعده موسى وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس ([34]) ، لان خيط فرضي لا ينقطع ([35]) وحجتي لا تخفى ، وأن أوليائي لا يشقون ، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ، إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي ، وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة و أمنحه بالاضطلاع بها ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي ، حق القول مني لاقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حكمي وموضع سري وحجتي على خلقي ، جعلت الجنة مثواه ([36])وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته ([37]) كلهم قد استوجبوا النار ، واختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي ، اخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ، ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ، سيذل أوليائي في زمانه ([38])، ويتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ، ويفشو الويل والرنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع ([39])كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والاغلال ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون . قال عبد الرحمان بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (

[40]) .

* - أمالي الطوسي : الفحام ، عن عمه ، عن أحمد بن عبد الله بن علي الرأس ، عن عبد الرحمان ابن عبد الله العمري ، عن أبي سلمة يحيى بن المغيرة ، قال : حدثني أخي محمد بن المغيرة ، عن محمد بن سنان ، عن سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال : قال أبي لجابر بن عبد الله : لي إليك حاجة أريد أن أخلو بك فيها ، فلما خلا به في بعض الأيام قال له : أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليهما السلام قال جابر : اشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله لأهنئها بولدها الحسين عليه السلام ، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء ، فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب رائحة من المسك الأذفر ([41]) ، فقلت : ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله عز وجل إلى أبي ، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعده من ولدي ، فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ، ففعلت ، فقال له : فهل لك أن تعارضني بها ([42]) ؟ قال : نعم ، فمضى جابر إلى منزله وأتى بصحيفة من كاغذ ، فقال له : انظر في صحيفتك حتى أقرأها حتى أقرأها عليك ، فكان في صحيفته مكتوب : بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم ، أنزله الروح الأمين إلى محمد ([43])خاتم النبيين ، يا محمد عظم أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ، ولا ترج سواي ([44])ولا تخش غيري ، فإنه من يرج سواي ويخش غيري أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، يا محمد إني اصطفيتك على الأنبياء ، وفضلت وصيك على الأوصياء وجعلت الحسن عيبة ([45]) علمي من بعد انقضاء مدة أبيه ، والحسين خير أولاد الأولين والآخرين فيه تثبت الإمامة ، ومنه يعقب علي زين العابدين ، ومحمد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحق ، وجعفر الصادق في القول والعمل ، تنشب من بعده ([46])فتنة صماء ، فالويل كل الويل للمكذب بعبدي وخيرتي من خلقي موسى ، وعلي الرضا يقتله عفريت كافر بالمدينة ([47]) التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلق الله ، ومحمد الهادي إلى سبيلي الذاب عن حريمي ، والقيم في رعيته حسن أغر ، يخرج منه ذو الاسمين علي ([48]) ، والحسن ، والخلف محمد يخرج في آخر الزمان ، على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس ، ينادي بلسان فصيح يسمع الثقلين والخافقين ، وهو المهدي من آل محمد ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (

[49]).

 

اثني عشر اسما مكتوبا بالنور

* - الكفاية : أبو    المفضل الشيباني ، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي ، عن إسحاق ابن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن الأجلح الكندي ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش بالنور : لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي ، ورأيت : عليا عليا عليا - ثلاث مرات - [ ثم بعده الحسن والحسين ] ومحمدا ومحمدا وجعفرا وموسى والحسن والحجة ([50]) اثني عشر اسما مكتوبا بالنور ، فقلت : يا رب أسامي من هؤلاء الذين قرنتهم بي ؟ فنوديت : يا محمد هم الأئمة بعدك والأخيار من ذريتك (

[51]).

 

وهذا نور موسى بن جعفر

 * - الكفاية : الحسين بن محمد بن سعيد ، عن علي بن محمد بن شنبوذ ، عن علي بن حمدون ، عن علي بن حكيم الأودي ، عن شريك ، عن عبد الله بن سعد ، عن الحسين بن علي ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : أخبرني جبرئيل عليه السلام لما أثبت الله تبارك وتعالى اسم محمد في ساق العرش قلت : يا رب هذا الاسم المكتوب في سرداق العرش أرى أعز خلقك عليك قال : فأراه الله اثني عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء والأرض ، فقال : يا رب بحقهم عليك إلا أخبرتني من هم ؟ ([52])فقال : هذا نور علي بن أبي طالب ، وهذا نور الحسن وهذا نور الحسين ، وهذا نور علي بن الحسين ، وهذا نور محمد بن علي ، وهذا نور جعفر بن محمد ، وهذا نور موسى بن جعفر ، وهذا نور علي بن موسى ، وهذا نور محمد بن علي ، وهذا نور علي بن محمد ، وهذا نور الحسن بن علي ، وهذا نور الحجة القائم المنتظر ، قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ما أحد يتقرب إلى الله عز وجل بهؤلاء القوم إلا أعتق الله رقبته من النار (

[53]).

 

في ضحضاح من نور ، قيام يصلون

 

*- وروى صاحب كتاب (المقتضب في إمامة الاثني عشر): [عن أبي الحسن علي بن سنان‏ الموصلي المعدل‏]  ، عن أحمد بن [محمد الخليلي الآملي ، عن‏]  محمد بن صالح ، عن سليمان بن محمد ، عن زياد   بن مسلم ، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر ، عن سلام بن أبي عمرة  ، عن أبي سلمى راعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول: (ليلة أسري بي إلى السماء ، قال لي الجليل جل جلاله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ). فقلت: والمؤمنون. فقال تعالى: صدقت - يا محمد -  من خلفت في أمتك ؟قلت: خيرها. قال الله تعالى علي بن أبي طالب ؟ قلت: نعم.قال: يا محمد ، إني اطلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها ، فشققت لك اسما من أسمائي ، فلا اذكر في موضع إلا وذكرت معي ، فأنا المحمود وأنت محمد ، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا ، وشققت له اسما من أسمائى ، فأنا الأعلى وهو علي.يا محمد ، إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده  من [ سنخ‏ ] نوري ، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض ، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الكافرين.يا محمد ، لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ، ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم.يا محمد ، تحب أن تراهم ؟ قلت: نعم. فقال لي: التفت عن يمين العرش. فالتفت فإذا بعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والمهدي ، في ضحضاح من نور ، قيام يصلون ، وهو في‏ وسطهم - يعني المهدي -  كأنه كوكب دري. فقال: يا محمد ، هؤلاء الحجج ، وهوالثائر من عترتك ، وعزتي وجلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي ، والمنتقم من أعدائي).

 

 وروى هذا الحديث من طريق المخالفين موفق بن أحمد بإسناد حذفناه للاختصار ، عن أبي سلمى راعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وذكر الحديث بعينه.ورواه الشيخ الطوسي في كتاب (الغيبة) بإسناده عن أبي سلمى راعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وذكر الحديث .

 



([1]) البقرة: 31.

([2]) بحار الانوار: 35/99/ باب 3 نسبه واحوال والديه (عليه وعليهم السلام)

([3]) كفاية الاثر في النص على الائمه الاثنى عشر، باب ما روي عن الحسين بن علي عن رسول اللّه:169.

([4])في ( ك ) والأمالي : وما النجيب من أهلي .

([5])في المصدرين : واشتر نفسك . لكنه مصحف .

([6])في كمال الدين : ولا تخافن الا الله .

([7])في كمال الدين : إلى من بعده .

([8])كمال الدين : 376 ، وفيه : إلى يوم قيام المهدي عليه السلام أمالي الصدوق : 241 ، امالي الشيخ : 282 .بحار الأنوار ج 36  ص 192

([9])في كمال الدين : عن محمد بن عبد الرحمان

([10])في كمال الدين : فعهد إليه عهدا .

([11])أي كما أن الحسن عليه السلام فوض الامر بعده إلى أخيه الحسين عليه السلام فان تفوضني أنت أيضا ما اتيت بمنكر .

([12])في كمال الدين : في الصحيفة .

([13])في المصدرين : دخلت على مولاتي .

([14])في المصدرين ، بمولد الحسين عليه السلام .

([15])في كمال الدين : فإذا هي بصحيفة بيدها من درة بيضاء .

([16])في كمال الدين : فإذا فيها .

([17])في كمال الدين : أمه آمنة بنت وهب .

([18])في كمال الدين : بنت يزدجرد بن شاهنشاه .

([19])في كمال الدين : موسى بن جعفر الثقة .

([20])في المصدرين : الرفيق .

([21])في كمال الدين : هو حجة الله تعالى على خلقه .

([22])كمال الدين : 178 . عيون الأخبار : 24 و 25 .بحار الأنوار ج 36  ص 193

([23])في المصدرين : في يد أمي فاطمة .

([24])في المصدرين : لأهنئها .

([25])في المصدرين : ظننت أنه من زمرد .

([26])في العيون : يشبه نور الشمس . وفى كمال الدين : شبيهة بنور الشمس .

([27])في المصدرين : ليبشرني بذلك .

([28])في المصدرين : هذا كتاب من الله العزيز الحكيم العليم

([29])قصم الله ظهر الظالم أي أنزل به البلية وأهلكه .

([30])في المصدرين : وديان يوم الدين .

([31])في العيون أو خاف غير عدلى وعذابي .

([32])في العيون : وبسبطيك الحسن والحسين .

([33])في العيون : وارفع الشهداء درجة عندي ، وجعلت كلمتي التامة معه

([34])ليست هذه الجملة في كمال الدين ، وفى العيون : وأتيحت والحندس : الظلمة وسيأتي شرح الجملة في البيان .

([35])في كمال الدين ، لان حفظه فرض لا ينقطع

([36])في العيون : لا يؤمن عبد به الا جعلت الجنة مثواه

([37])في المصدرين : في سبعين من أهل بيتة .

([38])أي في زمن الغيبة وقبل ظهوره .

([39])في العيون أرفع بهم .

([40])كمال الدين : 179 و 180 . عيون الأخبار : 25  . الإحتجاج للطبرسي : 41 و 42 . الاختصاص : 210  . الغيبة للشيخ الطوسي : 101  . الغيبة للنعماني : 29  . الكافي 1 : 527 و 528 . إعلام الورى : 371  .و في إكمال الدين ، وعيون أخبار الرضا ( ع ) : الحسن بن حمزة العلوي ، عن محمد بن الحسين بن درست ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن عمران الكوفي ، عن ابن أبي نجران وصفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : يا إسحاق ألا أبشرك ؟ قلت : بلى جعلني الله فداك يا ابن رسول الله ، فقال : وجدنا صحيفة بإملاء رسول الله وخط أمير المؤمنين فيها : بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم ، وذكر الحديث مثله سواء ، إلا أنه قال في حديثه في آخره : ثم قال الصادق عليه السلام : يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح بالك ، ثم قال : من دان بهذا أمن عقاب الله عز وجل.

([41])في المصدر : وأطيب من رائحة المسك الأذفر .

([42])( 1 ) في المصدر : أن تتعارضني به.

([43])في المصدر : على محمد

([44]).في المصدر : ولا ترج سوائي .

([45])العيبة : الزنبيل من أدم ، ما تجعل فيه الثياب كالصندوق . والعيبة من الرجل : موضع سره

([46])يقال : نشب الحرب بين القوم أي ثارت واشتبكت . وفى المصدر : وجعفر الصادق في العقل والعمل ، ثبت بعده فتنه صماء .

([47])في المصدر : يقتله عفريت كافر ، يدفن بالمدينة اه‍ .

([48])ذا في النسخ والمصدر ولم نفهم المراد .

([49])امالي الشيخ : 182 و 183، بحار الأنوار ج 36  ص 201

([50])في المصدر : رأيت عليا عليا عليا ومحمدا محمدا محمدا وجعفرا وموسى والحسن والحجة وعلى أي فلا يخلو عن اضطراب والصحيح ما في المناقب وهو : ونصرته بعلى ، ثم بعده الحسن والحسين ، ورأيت عليا عليا عليا ، محمدا محمدا - مرتين - وجعفرا وموسى والحسن والحجة .

([51])كفاية الأثر : 14 . مناقب آل أبي طالب 1 : 210 . بحار الأنوار ج 36  ص 321

([52])في المصدر : الا أخبرتني عنهم .

([53])كفاية الأثر : 23 . بحار الأنوار ج 36  ص 341