سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِوَالاْرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
*- فرات، قال: حدّثني عبد الرحمن بن محمّد بن الحسن التيمي البزاز، معنعناًعن أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن أبيه، عن جدّه، قال: خطب علي (عليه السلام) علىمنبر الكوفة وكان فيما قال:والله إنّي لديّان الناس يوم الدين، وقسيم الجنة والنار لا يدخلها الداخل إلاّعلى أحد قسمي، وانّي الفاروق الأكبر، وإنّ جميع الرسل والملائكة والأرواح خلقوالخلقنا، ولقد أعطيت التسع التي لم يسبقني إليها أحد، علّمت فصل الخطاب، وبصرت سبيلالكتاب، وأدخل إلى السبحات، وعلمت علم المنايا والبلايا والقضايا، وبي كمال الدين،وأنا النعمة التي أنعمها الله على خلقه، كلّ ذلك مِن مَنّ الله به عليّ، ومنّاالرقيب على الخلق، ونحن قسم الله وحجّته بين العباد إذ يقول الله: وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِيتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالاَْرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباًفنحن أهل البيت عصمنا الله من أن نكون فتّانين أو كذّابين أو ساحرين أو زيّافين،فمن كان فيه شيء من هذه الخصال فليس منّا ولا نحن منه، إنّا أهل البيت طهّرنا اللهمن كلّ نجس، نحن الصادقون إذا نطقنا والعالمون إذا سئلنا، أعطانا الله عشر خصال لمتكن لأحد قبلنا ولا تكون لأحد بعدنا: الحلم والعلم، واللب النبوّة، والشجاعةوالسخاوة، والصبر والعفاف والطهارة، فنحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الأعلىوالحجة العظمى والعروة الوثقى، والحقّ الذي أقرّ الله بهفَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّىتُصْرَفُونَ(تفسير فرات: 178 ح230; البحار 39: 35.)
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَقْسِطُوا فِيالْيَتَامى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ
*ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل، وفيه يقول (عليه السلام) لبعض الزنادقة: وأما ظهورك على تناكر قوله: وَإِنْ خِفْتُمْأَلاَّ تَقْسِطُوا فِي الْيَتَامى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَالنِّسَاءِوليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء، ولا كلّ النساء يتامى،فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن، وبين القول في اليتامى وبين نكاحالنساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن، وهذا وما أشبه ممّا ظهرت حوادثالمنافقين فيه لأهل النظر والتأمّل، ووجد المعطّلون وأهل الملل المخالفة للإسلاممساغاً إلى القدح في القرآن، ولو شرحت لك كلما أسقط وحرّف وبدّل مما يجري هذاالمجرى، لطال وظهر ما تحظر التقيّة إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء(الاحتجاج 1: 598 ح137; تفسير نور الثقلين 1: 438.)
مِنْ بَعْدِ وَصِيَّة يُوصى بِهَا أَوْدَيْن
* ـ أخرج أحمد، والترمذي، وابن ماجة، والحاكم، وغيرهم، ما جاء في هذه الآية،عن علي كرّم الله وجهه قال: إنّكم تقرؤون هذه الآية، وأنّ رسول الله (صلى الله عليهوسلم)قضى بالدين قبل الوصيّة، وإنّ أعيان بني الاُم يتوارثون دون بني العلاّت). مسند أحمد 1: 79; سنن الترمذي 4: 179; حسن الاُسوة بما ثبت من الله ورسوله فيالنسوة: 69.)
وَالاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْنِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ
* ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، والنحّاس في ناسخه، والبيهقي في سننه، منطريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في الآية، قال: كانت المرأة إذا زنت حبست فيالبيت حتّى تموت، ثمّ أنزل الله بعد ذلكالزَّانِيَةُوَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة(4) فإن كانا محصنين رجماً، فهذا السبيل الذي جعله الله لهما(تفسير السيوطي 2: 129; سنن البيهقي 8: 211.)
وَالَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْفَآذُوهُمَا(6)
*ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي اللهعنه)، عن ابن عباس في قوله: وَالَّذِينَ يَأْتِيَانِهَامِنْكُمْالآية، قال: كان الرجل إذا زنى اُوذي بالتعيير وضرب بالنعال،فأنزل بعد هذه الآيةالزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُواكُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةوإن كانامحصنين رجماً في سنّة رسول الله (صلى الله عليه وسلم(تفسير السيوطي 2: 130.)
ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيب فَأُولئِكَ يَتُوبُاللهُ عَلَيْهِمْ
*ـ أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباسفي قوله: ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيب قال: القريب مابينه وبين أن ينظر إلى ملك الموت(تفسير السيوطي 2: 130.)
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَالسَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُالاْنَ
* ـ أخرج أبو داود في ناسخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، منطريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: وَلَيْسَتِالتَّوْبَةُالآية، قال: فأنزل الله بعد ذلكإِنَّاللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْيَشَاءُفحرّم الله المغفرة على من مات وهو كافر،وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة)تفسير السيوطي 2: 131(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّلَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً
*ـ أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباسفي هذه الآية، قال: كان الرجل إذا مات وترك جارية ألقى عليها حميمه ثوبه فمنعها منالناس، فإن كانت جميلة تزوّجها وإن كانت ذميمة حبسها حتّى تموت فيرثها، وهي قوله: وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّيعني لا تقهروهنّلَتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّيعني الرجل تكون له المرأة وهو كاره لصحبتها ولها عليهمهر فيضربها لتفتدي(تفسير السيوطي 2: 131.)
وَلاَ تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَالنِّسَاءِ
*ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي اللهعنه)، عن ابن عباس في قوله: وَلاَ تَنْكِحُوا مَا نَكَحَآبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِيقول: كل امرأة تزوّجها أبوك أو ابنك دخل أو لميدخل بها، فهي عليك حرام( تفسير السيوطي 2: 134. )
وَالُْمحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَامَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
*- عن علي [ (عليه السلام) ]، قال في قوله تعالى: وَالُْمحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْأَيْمَانُكُمْقال: المشركات إذا سبين حلّت له (كنز العمال 2: 391 ح4338)
وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِبَعْضَكُمْ عَلى بَعْض
*ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي اللهعنه)، عن ابن عباس في قوله: وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَاللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضيقول: لا يتمنّى الرجل فيقول: ليت لي مالفلان وأهله، فنهى الله سبحانه عن ذلك، ولكن ليسأل الله من فضله(تفسير السيوطي 2: 149(
وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَافَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا(1)
*ـ عن ابن سيرين، عن عبيدة أنّه قال في هذه الآية: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْأَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَاقال: جاء رجل وامرأة إلى علي (رضي اللهعنه) ومع كلّ واحدة منها فئام من الناس، فأمرهم علي (رضي الله عنه)فبعثوا حَكَماًمن أهله وحَكَماً من أهلها، ثمّ قال للحكمين: تدريان ما عليكما، عليكما إن رأيتماأن تجمعا أن تجمعا، وإن رأيتما أن تفرّقا أن تفرّقا، قالت المرأة: رضيت بكتاب اللهبما عليّ فيه ولي، وقال الرجل: أما الفرقة فلا، فقال علي (رضي الله عنه): كذبتوالله حتّى تقرّ بمثل الذي أقرّت به(سنن البيهقي 7: 305.).
*ـ عن محمّد بن كعب القرظي، قال: كان علي بن أبي طالب يبعثالحكمين حكماً من أهله وحكماً من أهلها، فيقول الحكم من أهلها: يا فلان ما تنقم منزوجتك؟ فيقول: أنقم منها وكذا وكذا، فيقول: أرأيت إن نزعت عمّا تكره إلى ما تحب هلأنت متّقي الله فيها ومعاشرها بالذي يحقّ عليك في نفقتها وكسوتها؟ فإذا قال: نعم،قال الحكم من أهله: يا فلانة ما تنقمين من زوجك؟ فتقول مثل ذلك، فإن قالت: نعم، جمعبينهما، قال: وقال علي: الحكمان بهما يجمع الله وبهما يفرّق(تفسير السيوطي 2: 157.)
* ـ أخرج البيهقي، عن علي (رضي الله عنه) قال: إذاحكم أحد الحكمين ولم يحكم الآخر، فليس حكمه بشيء حتّى يجتمعا(تفسير السيوطي 2: 157.).
فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍبِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً
*ـ عن زيد بن حبش، عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه، قال:الأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفاً عليه لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم(عليهمالسلام)عند أخذهم المواثيق عليهم، ووصفهم في كتابه فقال عزّ وجلّ: يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيَماهُمْوهم الشهداء على أوليائهم، والنبي (صلى الله عليه وآله) الشهيد عليهم، أخذ لهممواثيق العباد بالطاعة، وأخذ للنبي (صلى الله عليه وآله) الميثاق بالطاعة، فجرتنبوّته عليهم، وذلك قول الله عزّ وجلّ: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَامِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهِيد وَجِئْنَا بِكَ عَلى هؤُلاَءِ شَهِيداً(تفسير البرهان 1: 369.)
وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِيسَبِيل
*ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: وَلاَجُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلقال: نزلت هذه الآية في المسافر، تصيبهالجنابة فيتيمّم ويصلّي، حتّى يجد الماء(كنز العمال 2: 389 ح4332.)
إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَبِهِ
*ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ما في القرآن آية أحبّ إليّ منهذه الآيةإِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِوَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ(تفسير الصافي 1: 458; التوحيد، باب الأمر والنهي: 409; كنز العمال 2: 384ح4319.)
*ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث: وقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لو أنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرضلكان الموت كفّارة لتلك الذنوب ثمّ قال: من قال لا إله إلاّ الله بإخلاص فهو بريءمن الشرك، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة، ثمّ تلا هذه الآيةإِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَادُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشَاءُمن شيعتك ومحبّوك يا علي، (قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :) فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال: إي وربّي إنّه لشيعتك.وإنّهم ليخرجون من قبورهم وهم يقولون: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، عليّابن أبي طالب حجّة الله، فيؤتون بحلل خضر من الجنّة، وتيجان من الجنّة، ونجائب منالجنّة، فيلبس كل واحد منهم حلّة خضراء ويوضع على رأسه تاج الملك وإكليل الكرامة،ثمّ يركبون النجائب فتطير بهم إلى الجنّة،لاَ يَحْزُنُهُمُالْفَزَعُ الاَْكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِيكُنْتُمْ تُوعَدُونَ(تأويل الآيات: 147; تفسير الصافي 1: 458; البحار 68: 140)
أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِيالاَْمْرِ مِنْكُم
*ـ روى الثقة الجليل إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي، كتاب علي (عليهالسلام) إلىمعاوية، وهو طويل يقول فيه: إنّ الله يقول: أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِمِنْكُمهي لنا أهل البيت ليست لكم، إلى أن قال: ألم تعلم يا معاوية أنّالأئمة منّا ليس منكم، وقد أخبركم الله أنّ اُولي الأمر المستنبطوا العلم، وأخبركمأنّ الأمر كلّه الذي تختلفون فيه يردّ إلى الله وإلى الرسول وإلى اُولي الأمرالمستنبطي العلم(الغارات 1: 196; اثبات الهداة 3: 96.).
*ـ عن سليم، عن علي (عليه السلام) ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) فيحديث طويل في قوله تعالى: أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُواالرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُمقال: الأوصياء إلى أن يردوا عليّحوضي كلّهم هاد، فقلت: يا رسول الله سمّهم لي، فقال: إبني هذا ووضع يده على رأسالحسن، ثمّ إبني هذا ووضع يده على رأس الحسين، ثمّ إبن إبني هذا ووضع يده على رأسالحسين، ثمّ إبن له علي إسمه إسمي محمّد الباقر لعلمي، ثمّ تكمله اثنى عشر إماماًمن ولدك يا أخي، فقلت: يا رسول الله سمّهم لي، فسمّاهم لي رجلا رجلا، منهم والله ياأخا بني هلال مهدي هذه الاُمّة(اثبات الهداة 3: 120; كتاب سليم بن قيس: 64.)
*ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض علىالعباد طاعتهم بقوله: أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَوَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُموبقوله: وَلَوْ رَدُّوهُإِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الاَْمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَيَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ(الاحتجاج 1: 581 ح137; تفسير نور الثقلين 1: 520.)
*ـ عن علي (عليه السلام) قد ذكر الحجج، قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله ومن حلّ محلّه من أصفياء الله، وهم ولاة الأمر الذين قال الله فيهم: أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِمِنْكُموقال فيهم: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِوَإِلى أُولِي الاَْمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُمِنْهُمْ، قال السائل: ما ذاك الأمر؟ قال علي (عليه السلام) : الذي به تنزلالملائكة في الليلة التي يفرق فيها كلّ أمر حكيم،من خلق أو رزق وأجل وعمل وحياة وموت، وعلم غيب السماواتوالأرض، والمعجزات التي لا تنبغي إلاّ لله وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه، وهموجه الله الذي قال: فَأَيْنََما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُاللهِهم بقيّة الله يعني المهدي (عليه السلام) الذي يأتي عند انقضاء هذه النظرة فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً،ومن آياته الغيبية والإكتتام عند عموم الطغيان وحلول الإنتقام، ولو كان هذا الأمرالذي عرّفتك بيانه للنبيّ (صلى الله عليه وآله) دون غيره لكان الخطاب يدلّ على فعلماض غير دائم ولا مستقبل، ولقال: نزلت الملائكة وفرق كلّ أمر حكيم، ولم يقل: تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ،فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم(الاحتجاج 1: 594 ح137; تفسير نور الثقلين 4: 626.)
*ـ عن سليم، عن علي (عليه السلام) ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) فيحديث طويل أنّه قال: ليس عند الله أحد أفضل منّي وأخي ووزيري وخليفتي في اُمّتيعليّ بن أبي طالب، فإذا هلك فابني الحسن من بعده، فإذا هلك فابني الحسين من بعده،وثمّ الأئمة من عقب الحسين.وفي رواية: ثمّ الأئمة التسعة من عقب الحسين (عليه السلام) )اثبات الهداة 3: 121; كتاب سليم بن قيس: 134 ح27(
مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَوَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً
*ـ محمّد بن يعقوب، بإسناده عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام قال الله في محكم كتابه: مَنْ يُطِعِالرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْحَفِيظاًفقرن طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته، فكان ذلك دليلا على ما فوّضإليه وشاهداً له على من اتّبعه وعصا، وبيّن ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم، فقالتبارك وتعالى في التحريض على اتّباعه، والترغيب في تصديقه، والقبول بدعوته: قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُاللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ فاتّباعهصلى الله عليه وآله من محبّة الله، ورضاه غفران الذنوب، وكمال الفوز، ووجوبالجنّة، وفي التولي عنه والإعراض محادة الله وغضبه وسخطه والبُعد منه مُسكن النار،وذلك قوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الاَْحْزَابِ فَالنَّارُمَوْعِدُهُيعني الجحود والعصيان له) الكافي 8: 26; تفسير البرهان 1: 276(
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُإِلاَّ نَفْسَكَ(4)
* ـ عن علي (عليه السلام) في حديث طويل: إنّ رسول الله (صلى الله عليهوآله) قال: يا علي أنت لست مثلي، إنّ الله أمرني أن أصدع بالحق، وأخبرني أنّهيعصمني من الناس، وأمرني أن اُجاهد ولو بنفسي، فقال: جاهد في سبيل الله لا تكلّفإلاّ نفسك، إلى أن قال: وإنّ الناس من بعدي يَدَعُون ما أمرهم الله به وما أمرهمفيك من ولايتك وما أظهر من حجّتك، معتمدين غير جاهلين ولا مشتبه عليهم فيه، فإنوجدت يا أخي أعواناً فجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً فكفّ يدك واحقن دمك، فأنت إننابذتهم قتلوك(اثبات الهداة 2: 191; كتاب سليم بن قيس: 154.)
إِنَّ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
*ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله تعالى: اللهُ يَتَوَفَّى الاَْنْفُسُ حِينَ مَوْتِهَاوقوله: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُالْمَوْتِوقوله عزّ وجلّ: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَاوقولهالَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِيأَنْفُسِهِمْفمرّة يجعل الفعل لنفسه، ومرّة لملك الموت، ومرّة للرسل،ومرّة للملائكة، فقال: إنّ الله تعالى أجلّ وأعظم من أن يتولّى ذلك بنفسه، وفعلرسله وملائكته فعله; لأنّهم بأمره يعملون، فاصطفى من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبينخلقه وهم الذين قال الله فيهم: اللهُ يَصْطَفِي مِنَالْمَلاَئِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِفمن كان من أهل الطاعة تولّت قبضروحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولّت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملكالموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله، وكل ما يأتونهمنسوب إليه، فإذا كان فعلهم فعل ملك الموت ففعل ملك الموت فعل الله; لأنّه يتوفّىالأنفس على يد من يشاء ويعطي ويمنع ويُثيب ويعاقب على يد من يشاء، وإنّ فعل اُمنائهفعله، كما قال: وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاّ أَنْ يَشَاءَاللهُ(الاحتجاج 1: 579 ح137; تفسير الصافي 1: 488; تفسير البرهان 3: 104.)
وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَحِيماً
*ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباسفيقوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْيَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراًرَحِيماًقال: أخبر الله عباده بحلمه وعفوه وكرمه وسعة رحمته ومغفرته، فمنأذنب ذنباً صغيراً كان أو كبيراً، ثمّ استغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً، ولوكانت ذنوبه أعظم من السماوات والأرض والجبال(تفسير السيوطي 2: 219.)
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَانُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً
*ـ البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ، أنا عبد الرحمن بن الحسنالقاضي، حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا آدم بن أبي أياس، أنا حمّاد بن سلمة، عنسمّاك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) يقولفي قوله: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاًأَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَاصُلْحاًقال: هو الرجل تكون عنده امرأتان فتكون إحداهما قد عجزت، أو تكوندميمة فيريد فراقها، فتصالحه على أن يكون عندها ليلة، وعند الاُخرى ليالي ولايفارقها، فما طابت به نفسها، فلا بأس به، فإن رجعت سوّى بينهما(سنن البيهقي 7: 297; كنز العمال 2: 389 ح4334; تفسير السيوطي 2: 233.).
وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَىالْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا
*ـ عن علي [ (عليه السلام) ]،إنّه قيل له: أرأيت هذه الآيةوَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَسَبِيلاوهم يقاتلون فيظهرون ويقاتلون، فقال: أدنه أدنه، ثمّ قال:فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَالْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَسَبِيلا(كنز العمال 2: 390 ح4336.)
يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَإِلاَّ قَلِيلا
* ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عنإسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمر، عن أبي المعزّا الخصّافرفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : من ذكر الله عزّ وجلّ في السرّ فقدذكر الله كثيراً، إنّ المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السرّ،فقال الله عزّوجلّ: يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَاللهَ إِلاَّ قَلِيلا(الكافي 2: 501; تفسير نور الثقلين 1: 566.).
وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً
*ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : كلّم الله موسى تكليماً بلا جوارحوأدوات وشفّة، ولا لَهوات، سبحانه وتعالى عن الصفات(تفسير الصافي 1: 522; التوحيد، باب الردّ على الثنوية)
*ـ عن علي صلوات الله عليه في حديث، وقد سأله رجل عمّا اشتبه عليه منالآيات: وكلام الله ليس بنحو واحد: منه ما كلّم الله به الرسل، ومنه ما قذفه فيقلوبهم، ومنه رؤيا يراها الرسل، ومنه وحي وتنزيل يتلى ويقرأ، فهو كلام الله، فاكتفبما وصفت لك من كتاب الله فإنّ معنى كلام الله ليس بنحو واحد، فإنّ منه ما تبلغ رسلالسماء رسل الأرض(تفسير الصافي 1: 522; التوحيد، باب الردّ على الثنوية:)
سورة المائدة
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْوَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِْسْلامَدِيناً
*- عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن علي (عليه السلام) في حديث طويل، يقول في آخره: وإنّ بولايتي أكمل الله لهذه الاُمّةدينهم، وأتمّ عليهم النعم، ورضي إسلامهم إذ يقول يوم الولاية لمحمّد (صلى الله عليهوآله) : يا محمّد أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم، ورضيت لهم الإسلام ديناًوأتممت عليهم نعمتي، كلّ ذلك مِن مَنِّ الله عليّ فله الحمد (الخصال، باب التسعة: 41; تفسير نور الثقلين 1: 590.)
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَلِلسُّحْتِ
*- عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)، أنّه سُئل عنالسحت، فقال: الرشاء، فقيل له: في الحكم؟ قال: ذاك الكفر(تفسير السيوطي 2: 284)
*- عن الرضا عليّ ابن موسى (عليهما السلام)، وحدّثني أبو عبدالله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ،قال: حدّثنا علي بن محمد بن مهروية القزويني، عن داود بن سليمان الضَمّا، عن عليّابن موسى الرضا (عليه السلام) ، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبيجعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن علي، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين،قال: حدّثني أبي الحسين بن علي، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فيقول الله عزّوجلّ: {أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} قال: هوالرجل الذي يقضي لأخيه حاجة ثمّ يقبل هديّته(عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 28; وسائل الشيعة 12: 64; تفسير الصافي 2: 38; جامع الأخبار، باب الرشوة: 439 ح1234).
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِيَبْغُونَ
*- عن الصادق (عليه السلام) ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : الحكمحكمان: حكم الله وحكم الجاهلية، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية، وقد قال اللهعزّ وجلّ: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْميُوقِنُونَ}(وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم فيالفرائض بحكم الجاهلية) تفسير الصافي 2: 41; الكافي 7: 407.(
أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّة عَلَىالْكَافِرِينَ
*- عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {أَذِلَّةعَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ }قال: أهل رقّة على أهلدينهم، {أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ} قال: أهل غلظة علىمن خالفهم في دينهم(كنز العمال 2: 402 ح4359.)
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُوَالَّذِينَ آمَنُوا
*ـ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) قال:دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقرأ سورة المائدة، فقال: اُكتبفكتب حتّى انتهيت إلى هذه الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُوَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} ثمّ انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خفق برأسه كأنّه نائم وهو يملي بلسانه حتّى فرغ من آخر السورة، ثمّ انتبه فقاللي:اُكتب فأملى عليّ من الموضع الذي خفق عنده، فقلت: ألمتملئ عليّ حتّى ختمتها؟ فقال: الله أكبر ذلك الذي أملى عليك جبرئيل (عليه السلام) ثمّ قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : فأملى عليّ منها رسول الله (صلى اللهعليه وآله) ستّين آية، وأملى عليّ جبرئيل أربعاً وستين آية(البحار 39: 112; تفسير فرات: 128 ح147.)
*- عن علي (عليه السلام) قال:نزلت هذه الآية على نبيّ الله وهو في بيته {إِنَّمَاوَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ـ إلى قوله ـ وَهُمْ رَاكِعُونَ} خرج رسولالله (صلى الله عليه وآله) فدخل المسجد ثمّ نادى سائل فسأل، فقال له: أعطاك أحدشيئاً؟ قال: لا، إلاّ ذلك الراكع أعطاني خاتمه ـ يعني عليّاً ـ(تفسير فرات: 128 ح145; البحار 35: 186.)
*- عن علي [ (عليه السلام) ] قال:نزلت الآية على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيته {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ} إلى آخر الآية، خرجالنبي فدخل المسجد وجاء الناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم يصلي، فإذا سائل، فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: لا، إلاّ ذاك الراكع ـ لعلي بن أبي طالب ـ أعطانيخاتمه(كنز العمال 13: 164 ح36501; تفسير السيوطي 2: 293; تاريخ ابن عساكر في ترجمةعلي (عليه السلام) 2: 409 ح908.)
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَآمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
*- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال (عليهالسلام) :الهداية هي الولاية، كما قال الله عزّ وجلّ: {وَمَنْيَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَآمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُالْغَالِبُونَ}والذين آمنوا في هذا الموضع هم المؤتمنون على الخلائق منالحجج والأوصياء في عصر بعد عصر(البحار 24: 213; تفسير نور الثقلين 1: 537)
قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَمَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ
*- قال الإمام العسكري (عليه السلام) : قال أمير المؤمنين صلوات اللهعليه: أمر الله عباده أن يستعيذوا من طريق المغضوب عليهم، وهم اليهود الذين قالالله فيهم: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَمَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُالْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ(تفسير البرهان 1: 485; تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : 50.)
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِيدِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ
* ـ عن الإمام العسكري (عليه السلام) : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أمر الله عباده أن يستعيذوا من طريق الضّالين وهم الذين قال الله فيهم: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّوَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْم قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراًوَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل}وهم النصارى، وقال الرضا (عليه السلام) كذلك، ثمّ قال (عليه السلام) : كلّ من كفر بالله فهو مغضوب عليهم (عليه) وضالٌّ عنسبيل الله(تفسير البرهان 1: 492; تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : 50.)
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيإِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْاوَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرفَعَلُوهُ
*ـ الصدوق، قال: قال علي (عليه السلام) : لمّا وقع التقصير في بنيإسرائيل، جعلالرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه فلا ينتهي، فلايمنعه من ذلك أن يكون أكيله وجليسه وشريبه، حتّى ضرب الله عزّ وجلّ قلوب بعضهمببعض، ونزل فيهم القرآن; حيث يقول عزّ وجلّ: {لُعِنَ الَّذِينَكَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَذلِكَ بِمَا عَصَوْا} الآية(ثواب الأعمال: 262; تفسير نور الثقلين 1: 660.)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَاالْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
*ـ عن عمرو بن حمران، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن البصري، قال: اجتمععثمان بن مظعون، وأبو طلحة، وأبو عبيدة، ومعاذ بن جبل، وسهيل بن بيضاء، وأبو دجانةفي منزل سعد بن أبي وقاص، فأكلوا شيئاً ثمّ قدّم إليه شيئاً من الفضيخ، فقام عليّ (عليه السلام) فخرج من بينهم، فقال عثمان في ذلك، فقال عليّ (عليه السلام) : لعنالله الخمر، والله لا أشرب شيئاً يذهب بعقلي ويضحك بي من رآني واُزوّج كريمتي من لااُريد وخرج من بينهم فأتى المسجد، وهبط جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} يعني هؤلاء الذين اجتمعوا فيمنزل سعد {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ}الآية، فقالعليّ (عليه السلام) : تبّاً لها والله يا رسول الله لقد كان بصري فيها نافذ مذ كنتصغيراً.قال الحسن: والله الذي لا إله إلاّ هو ما شربها قبل تحريمها ولا ساعة قط (مناقب ابن شهر آشوب 2: 178)
لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ
* ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِجُنَاحٌ} قال: قالوا: يا رسولالله ما نقول لاخواننا الذين مضوا كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر؟ فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِجُنَاحٌ فِيَما طَعِمُوا} من الحرام قبل أن يُحرّم عليهم إذا ما اتّقواوأحسنوا بعدما حُرّم عليهم، وهو قوله: {فَمَنْ جَاءَهُمَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَىاللهِ(تفسير السيوطي 2: 321.)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُواعَنْ أَشْيَاء إِنْ تُبْدَ لَكُمْ
*ـ عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّ الله كتب عليكم الحج، فقام عكاشةبن محصّن، وقيل سراقة بن مالك، فقال: أفي كلّ عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه حتّى عادمرّتين أو ثلاثاً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ويحك وما يؤمنك أن أقولنعم لوجبت، ولو وجبت ما استطعتم، ولو تركتم لكفرتم، فاتركوني كما تركتم، فإنّما هلكمن كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه مااستطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه(مجمع البيان 2: 250.)