العتبة العلوية المقدسة - والدته حميدة المصفاة -
» سيرة الإمام » » المناسبات » قبسات من حياة الامام الكاظم عليه السلام » سيرته عليه السلام » والدته حميدة المصفاة

 

 

 

والدته حميدة المصفاة

 

        (حميدة ) بفتح الحاء المهملة وكسر الميم بعدها ياء مثناة من تحت ثم دال مهملة مفتوحة ثم هاء ، والبربرية نسبة إلى بربر بباءين موحدتين مفتوحتين بعد كل منهما راء ساكنه .

 

        قال : في معجم البلدان هم اسم لشمل قبائل كثيرة في جبال المغرب أولها برقة ثن إلى أخر المغرب والبحر المحيط ومن الجنوب إلى بلاد السودان وهم امم وقبائل لا تحصى بنسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله ويقال لمجموع بلادهم البربر .

        وقعت في سند الفقيه بعنوان ( حميدة البربرية ) وفي عيون اخبار الأمام الرضا عليه السلام (حميدة المصفاة ) ولقبها (لؤلؤة) وهي ابنة صاعد البربري ويقال أنها أندلسية ، وهي من التقيات النقيات وقد كان الأمام الصادق عليه السلام يرسلها مع أم فروة تقضيان حقوق أهل المدينة (

[1])

 

اسماءها والقابها

* ـ حميدة المصفاة : ولد الأمام الكاظم عليه السلام بالابواء منزل بين مكة والمدينة لسبعة خلون من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة ، وقبض عليه السلام ببغداد في حبس السندي بن شاهك ، لخمس بقين من رجب ، وقيل أيضا لخمس خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وله يؤمئذ خمس وخمسون سنة ، وأمه أم ولد يقال لها : حميدة البربرية ، ويقال لها : حميدة المصفاة(

[2]) .

* ـ حميدة البربرية : وقال : الشيخ المفيد : كان مولده عليه السلام بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة وأمه أم ولد يقال لها : حميدة البربرية(

[3]) .

*- لؤلؤه وقال ابن شهر اشوب في ترجمة الأمام الكاظم عليه السلام : أمه عليه السلام حميدة المصفاة ، أبنة صاعد البربري ، ويقال :انها اندلسية ، أم ولد تكنى لؤلؤة(

[4]) أمه أم ولد تسمى حميدة البرببرية ،وقيل غير ذلك .

        الاندلسية: وقال أيضا : أمه حميدة البربرية ويقال : الأندلسية ، أم ولد وهي أم اسحاق وفاطمة([5]) .

 قصة دخولها الى البيت العلوي

 

* ـ روي عن عيسى بن عبدالرحمان ، عن أبيه قال : دخل ابن عكاشةابن محصن الاسدي على أبي جعفر فكان أبوعبدالله عليه السلام قائما عنده ، فقدم إليه عنبافقال : حبة حبة يأكله الشيخ الكبير أو الصبي الصغير ، وثلاثة وأربعة من يظن أنه لايشبع ، فكله حبتين حبتين ، فانه يستحب ، فقال لابي جعفر : لاي شئ لا تزوج أبا عبدالله عليه السلام فقد أدرك التزويج ؟ وبين يديه صرة مختومة فقال : سيجئ نخاس من أهل بربر ينزل دار ميمون ، فنشتري له بهذه الصرة جارية .قال : فأتى لذلك ما أتى ، فدخلنا يوما على أبي جعفر عليه السلام فقال : ألا اخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم ؟ قد قدم فاذهبوا واشتروا بهذه الصرة منه جارية فأتينا النخاس فقال : قد بعت ما كان عندي إلا جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الاخرى قلنا : فأخرجهما حتى ننظر إليهما ، فأخرجهما ، فقلنا : بكم تبيع هذه الجارية المتماثلة ؟ قال : بسبعين دينارا قلنا : أحسن ؟ قال : لا أنقص من سبعين دينارا فقلنا : نشتريها منك بهذه الصرة مابلغت ؟ وما ندري مافيها .فكان عنده رجل أبيض الرأس واللحية قال : فكوا الخاتم وزنوا فقال النخاس : لاتفكوا فانها إن نقصت حبة من السبعين لم ابايعكم قال الشيخ : زنوا قال : ففككنا ووزنا الدنانير ، فاذا هي سبعون دينارا لاتزيد ولا تنقص ، فأخذنا الجارية ، فأدخلناها على أبي جعفر عليه السلام وجعفر عليه السلام قائم عنده ، فأخبرنا أبا جعفر عليه السلام بما كان ، فحمدالله ثم قال لها : ما اسمك ؟ قالت : حميدة فقال : حميدة في الدنيا ، محمودة في الآخرة أخبريني عنك أبكر ، أم ثيب ؟ قالت : بكر قال : كيف ولا يقع في يد النخاسين شئ إلا أفسدوه ! ؟ قالت : كان يجئ فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله عليه رجلا أبيض الرأس واللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني ففعل بي مرارا وفعل الشيخ مرارا فقال : يا جعفر خذها إليك فولدت خير أهل الارض موسى بن جعفر عليهما السلام

 

* ـ وفي روايةاخرى عن هشام بن أحمر قال : أرسل إلي أبوعبدالله عليه السلام في يوم شديدالحر فقال لي : اذهب إلى فلان الافريقي فاعترض جارية عنده ، من حالها كذاوكذا ومن صفتها كذا وكذا ، وأتيت الرجل فاعترضت ماعنده فلم أر ماوصف لي فرجعت إليه فأخبرته فقال : عد إليه فانها عنده .فرجعت إلى الافريقي ، فحلف لي : ماعنده شئ إلا وقد عرضه علي . ثم قال : عندي وصيفة مريضة محلوقة الرأس ، ليس مما تعرض فقلت له : اعرضها علي فجاء بها متوكئة على جاريتين تخط برجليها الارض ، فأرانيها فعرفت الصفة فقلت : بكم هي ؟ فقال لي : اذهب بها إليه فيحكم فيها ثم قال لي : قد والله أدرتها منذ ملكتها فما قدرت عليها ، ولقد أخبرني الذي اشتريتها منه عند ذلك أنه لم يصل إليها ، وحلفت الجارية أنها نظرت إلى القمر وقع في حجرها ، فأخبرت أبا عبدالله عليه السلام بمقالته ، فأعطاني مائتي دينار ، فذهبت بها إليه فقال الرجل : هي حرةلوجه الله إن لم يكن بعث إلي بشرائها من المغرب ، فأخبرت أبا عبدالله عليه السلام بمقالته ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : ياابن أحمر أما إنها تلد مولودا ليس بينه وبين الله حجاب .

مدح الصادق لها

 

عن المعلى بن خنيس أن أبا عبدالله عليه السلام قال : حميدة مصفاة من الادناس ، كسبيكة الذهب ، مازالت الاملاك تحرسها حتى اديت إلي كرامة من الله لي والحجة من بعدي.

ولادتها حجة الله

 

*- عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبدالله عليه السلام في السنة التي ولد فيها ابنه موسى عليه السلام فلما نزلنا الابواء وضع لنا أبوعبدالله عليه السلام الغداء ولاصحابه وأكثره وأطابه ، فبينا نحن نتغدى إذ أتاه رسول حميدة أن الطلق قد ضربني ، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا . فقام أبوعبدالله فرحا مسرورا ، فلم يلبث أن عاد إلينا ، حاسرا عن ذراعيه  ضاحكا سنه فقلنا : أضحك الله سنك ، وأقر عينك ، ماصنعت حميدة ؟ فقال : وهب الله لي غلاما ، وهو خير من برأ الله ، ولقد خبرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها قلت : جعلت فداك وما خبرتك عنه حميدة ؟ قال : ذكرت أنه لما وقع من بطنها وقع واضعا يديه على الارض رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أن تلك أمارة رسول الله صلى الله عليه وآله وأمارة الامام من بعده . فقلت : جعلت فداك وماتلك من علامة الامام ؟ فقال : إنه لما كان في الليلة التي علق بجدي فيها ، أتى آت جد أبي وهو راقد ، فأتاه بكأس فيها شربة أرق من الماء ، وأبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من الشهد ، وأبرد من الثلج فسقاه إياه وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق فيها بجدي ، ولما كان في الليلة التي علق فيها بأبي أتى آت جدي فسقاه كما سقا جد أبي وأمره بالجماع فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق بأبي ، ولما كان في الليلة التي علق بي فيها ، أتى في الليلة التي علق فيها بابني هذا ، أتاني آت كما أتى جد أبي وجدي وأبي فسقاني كما سقاهم ، وأمرني كما أمرهم ، فقمت فرحا مسرورا بعلم الله بما وهب لي ، فجامعت فعلق بابني هذا المولود ، فدونكم فهو والله صاحبكم من بعدي

* ـ وعن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : حججنا مع أبي عبدالله في السنة التي ولد فيها ابنه موسى عليهما السلام فلما نزل الابواء وضع لنا الغداء وكان إذا وضع الطعام لاصحابه أكثره وأطابه ، قال : فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة فقال : إن حميدة تقول لك : إني قد أنكرت نفسي وقد وجدت ما كنت أجد إذا حضرتني ولادتي وقد أمرتني أن لا أسبقك بابني هذا . قال : فقام أبوعبدالله عليه السلام فانطلق مع الرسول فلما انطلق قال له أصحابه سرك الله وجعلنا فداك ماصنعت حميدة ؟ قال : قد سلمها الله ، ووهب لي غلاما ، وهو خير من برأ الله في خلقه ، وقد أخبرتني حميدة ، ظنت أني لا أعرفه ، ولقد كنت أعلم به منها ، فقلت : وما أخبرتك به حميدة ؟ قال : ذكرت أنه لما سقط من بطنها سقط واضعا يده على الارض ، رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أن تلك أمارة رسول الله صلى الله عليه وآله وأمارة الوصي من بعده .فقلت : وما هذا من علامة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ، وعلامة الوصي من بعده ؟ فقال : ياأبا محمد إنه لما أن كانت الليلة التي علق فيها بابني هذا المولود أتاني آت فسقاني كما سقاهم ، وأمرني بمثل الذي أمرهم به ، فقمت بعلم الله مسرورا بمعرفتي مايهب الله لي فجامعت فعلق بابني هذا المولود ، فدونكم فهو والله صاحبكم من بعدي إن نطفة الامام مما أخبرتك ، فاذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وانشئ فيه الروح ، بعث الله تبارك وتعالى إليه ملكا يقال له حيوان ، فكتب على عضده الايمن (اية وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته ) فاذا وقع من بطن امه وقع واضعا يده على الارض رافعا رأسه إلى السماء . فاذا وضع يده على الارض فان مناديا يناديه من بطنان العرش من قبل رب العزة من الافق الاعلى ، باسمه واسم أبيه : يافلان بن فلان اثبت ثلاثا لعظيم خلقتك أنت صفوتي من خلقي ، وموضع سري وعيبة علمي ، وأميني على وحيي ، وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي ، ومنحت جناني ، وأحللت جواري ثم وعزتي لاصلين من عاداك ، أشد عذابي ، وإن وسعت عليهم في الدنيا سعة رزقي. قال : فاذا انقضى صوت المنادي أجابه هو ، وهو واضع يده على الارض رافعا رأسه إلى السماء ، ويقول : (اية شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولو العلم قائما بالسقط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) قال : فاذا قال : ذلك أعطاه الله العلم الاول ، والعلم الآخر ، واستحق زيارة الروح في ليلة القدر ، قلت : والروح ليس هو جبرئيل ؟ قال : لا الروح خلق أعظم من جبرئيل إن جبرئيل من الملائكة ، وإن الروح خلق أعظم من الملائكة أليس يقول الله تبارك وتعالى ( تنزل الملائكة والروح )(

[6]).

* ـ علي بن حديد ، عن منصور بن يونس ، وداود بن رزين ، عن منهال القصاب قال : خرجت من مكة وأنا أريد المدينة ، فمررت بالأبواء وقد ولد للأمام لأبي عبد الله عليه السلام فسبقته إلى المدينة ، ودخل بعدي فأطعم الناس ثلاثا ، فكنت آكل فيمن يأكل ، فما آكل شيئا إلى الغد حتى أعود فآكل فمكثت بذلك ثلاثا أطعم حتى أرتفق ثم لا أطعم شيئا إلى الغد(

[7])

 



([1]) معجم البلدان / مادة بربر

([2]) بحار الانوار 44/1

([3]) الارشاد ص 307

([4]) المناقب 3/437 ، بحار الانوار 44/6

([5]) كشف الغمة 2/40 ، بحار الانوار 44/7

([6]) المحاسن 2/314

([7]) المحاسن 2/418