العتبة العلوية المقدسة - أثناء الهجرة -
» » سيرة الإمام » استشهاد الامام علي عليه السلام » محاولات اغتيال امير المؤمنين » أثناء الهجرة

 

أثناء الهجرة
 
أما المحاولة الثالثة فهي في أثناء إلتحاقه برسول الله صلى الله عليه واله وهو في طريق هجرته إلى المدينة ، إذ أن رسول الله صلى الله عليه واله إستخلفه على فواطمه [ فاطمة الزهراء ، وفاطمة بنت أسد ، وفاطمة بنت الحمزة ] ولم يدخل المدينة إلا وبرفقته فمن هناك أرسل إليه أن أدي الودائع عني لأهلها والتحق بي ، فطاف أمير المؤمنين عليه السلام في البيت إسبوعا ثم أعلن للملأ من قريش إن غدا خارج بعائلة رسول الله صلى الله عليه واله والمستضعفين من المسلمين فمن أراد أن أفري جلده فليلتحق بي .
 
قال بن شهر آشوب في مناقشته :
لما ورد صلى الله عليه واله المدينة نزل في بني عمرو بن عوف بقبا ترصدا لعلي عليه السلام وكتب إليه بأمره بالمسير إليه على أيد أبي واقد الليثي فتهيأ للهجرة وأمر ضعفاء المؤمنين أن يتسللوا ويستخفوا إذا ملأ الليل الليل بطن كل واد ، وخرج علي عليه السلام إلى ذي طوى بالفواطم وأيمن بنت أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه واله وغير ذلك وأبي واقد يسوق الرواحل فاعنف بهم فقال عليه السلام :
- ارفق بالنسوة أبا واقد إنهن من الضعائف .
قال : إني أخاف أن يدركنا الطلب .
فقال : أربع عليك إن النبي صلى الله عليه واله قال لي :
- يا علي إنهم لن يصلوا من الآن إليك بأمر تكرهه ثم جعل علي عليه السلام يسوق بهن سوقا رفيقا ويرتجز :
 
وليس إلا الله فارفع ظنكا             يكفيك رب الناس ما أهمكا
 
فلما شارف ضجنان([1]) أدركه الطلب بثمانية فوارس فأنزل النسوة واستقبلهم منتضيا سيفه فأقبلوا عليه فقالوا :
 
- ظننت يا غدار إنك ناج بالنسوة إرجع لا أبا لك .
قال عليه السلام : فإن لم أفعل أترجعون راغمين ؟
فدنوا من النسوة فحال بينهم وبيبنهن وقتل جناحا ، وكان يشد على قومه شد الأسد على فريسته وهو يقول :
 
خلوا سبيل الجاهد المجاهد                     آليت لا أعبد غير الواحد
 
فانتشروا عنه ، فسار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان فتلوم([2]) بها قدر يومه وليلته .
ويروى إنه لحق به نفر من المستضعفين فصلى ليلته تلك هو والفواطم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر فصلى بهم صلاة الفجر ثم سار لوجهه حتى قدم المدينة وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم [ الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم] إلى قوله تعالى [ الأنثى ] فالذكر علي والأنثى فاطمة [ بعضكم من بعض] يقول : علي من الفواطم وهن من علي [ فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم ] إلى قوله [ حسن الثواب] وتلا رسول الله [ إن الله اشترى] الآية ، ثم قال : يا علي أنت أول هذه الأمة إيمانا بالله ورسوله وأولهم هجرة إلى الله ورسوله وآخره عهدا برسوله لا يحبك والذي نفسي بيده إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان ولا يبغضك إلا منافق أو كافر([3])
 


([1])جبل قرب مكة وجبل آخر قرب المدينة ، وفيه أدرك أمير المؤمنين (ع) أبو بكر لما بعثه رسول الله ببراءة ، ثم بعث عليا في خلفه ليأخذها منه .
([2])تلوم في الأمر تمكث وانتظر
([3])مناقب آل أبي طالب 1/159