العتبة العلوية المقدسة - التعريف باصحاب الامام علي عليه السلام -
» » سيرة الإمام » اصحاب الامام علي عليه السلام » التعريف باصحاب الامام علي عليه السلام

 

التعريف باصحاب الامام علي عليه السلام
الامام علي عليه السلام باعتباره اول من امن ظاهرا حين اعلن رسول الله دعوته فقد رافقه جميع المسلمين وصحبوه فمن من رافقه بحكم قربهم من النبي صلى الله عليه واله لانه عليه السلام ما يقترب مقترب من رسول الله صلى الله عليه واله الا وامير المؤمنين عليه السلام اقرب منه وكذلك هو باب رسول الله صلى الله عليه واله وما كان احد يكلم رسول الله صلى الله عليه واله بالامور الخاصة جدا الا بواسطته ولقد قال عليه السلام واصفا علاقته بالنبي الكريم صلى الله عليه واله :
وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة . وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ، ويكنفني إلى فراشه ، ويمسني جسده ويشمني عرفه. وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه . وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة في فعل. ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره . ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به . ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري . ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما . أرى نور الوحي والرسالة ، وأشم ريح النبوة ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله ، فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة ؟ فقال هذا الشيطان أيس من عبادته . إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي . ولكنك وزير وإنك لعلى خير . ولقد كنت معه صلى الله عليه وآله لما أتاه الملأ من قريش ، فقالوا له : يا محمد إنك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك ، ونحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه وأريتناه علمنا أنك نبي ورسول ، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب . فقال صلى الله عليه وآله : وما تسألون ؟ قالوا تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك ، فقال صلى الله عليه وآله : إن الله على كل شئ قدير ، فإن فعل الله لكم ذلك أتؤمنون وتشهدون بالحق ؟ قالوا نعم ، قال فإني سأريكم ما تطلبون ، وإني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير ، وإن فيكم من يطرح في القليب ، ومن يحزب الأحزاب . ثم قال صلى الله عليه وآله : يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله . فوالذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله مرفرفة ، وألقت بغصنها الأعلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وببعض أغصانها على منكبي ، وكنت عن يمينه صلى الله عليه وآله فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا - علوا واستكبارا - : فمرها فليأتك نصفها ويبقي نصفها فأمرها بذلك ، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا ، فكادت تلتف برسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا - كفرا وعتوا - فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان فأمره صلى الله عليه وآله فرجع . فقلت أنا : لا إله إلا الله فإني أول مؤمن بك يا رسول الله ، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا بنبوتك وإجلالا لكلمتك . فقال القوم كلهم : بل ساحر كذاب ، عجيب السحر خفيف فيه ، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا ( يعنوني ) وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم سيماهم سيما الصديقين ، وكلامهم كلام الأبرار . عمار الليل ومنار النهار. متمسكون بحبل القرآن . يحيون سنن الله وسنن رسوله . لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلون ولا يفسدون . قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل(نهج البلاغة ج 2 ص 157 )
فهذا القرب من رسول الله اوجب لجميع المسلمين الصحبة له الا ان بعض الاصحاب ابتعدوا عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وبعض منهم بغضوه وبعض حاربوه وثبت على صحبته له منهم بعض اخراما الذين لم يدركوا حياة النبي صلى الله عليه واله من المسلمين والذين اطلق عليهم فيما بعد لقب ( التابعين ) فقد عاشوا زمنالفتنة واضطربت امور الكثير منهم فتنوعت ميولاتهم ووولاءاتهم فمنهم من اتبع وصي رسول الله صلى الله عليه واله ومنهم من اعتزل ومنهم من حارب وبغض
 وقد اتبعنا في هذا القسم من حياة امير المؤمنين الى تقسيم اصحابه الى عدة اقسام من عدة حيثيات اذ يصعب حصرهم في حيثية واحدة 
فقد ذكرنا في اول الامر اصحاب امير المؤمنين من الصحابة
 ثم اصحابه من الذين استشهدوا معه ثم اصحابه من قادة الجيش وحاملي الالوية والولاة وحملة رسائله الى الامصار ومسؤلي الشرط ومن كان يستخلفهم على الخراج وغير ذلك من الشؤون الادارية
 ثم ذكرنا اصحابة من مواليه وقراباته واهل بيته ثم اصحابه من العلماء واهل البصيرة ممن اختص بذلك ثم جملة من اصحابه ممن اشار اليهم اهل التراجم واخيرا ذكرنا ممن روى عنه ، والبعض من هذه المجاميع من خالفه وبعضهم من ارتد عن صحبته كالخوارج – مثلا – وقد تتداخل الحيثيات في هذه الاقسام فيكون هناك رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه واله ومن الشهداء كعمار بن ياسر او يكون من القادة والعلماء كمالك الاشتر الا اننا اعتبرنا الحيثية الغالبة على الشخص