فما بكى قمر إلا على قمر للشيخ كاظم الأزري التميمي
هي المعاهد أبلتها يد الغير |
|
وصارم الدهر لا ينفك ذا أثر |
يا سعد دع عنك دعوى الحب ناحية |
|
وخلني وسؤال الأرسم الدثر |
أين الألى كان أشراق الزمان بهم
|
|
إشراق ناصية الآكام بالزهر |
جار الزمان عليهم غير مكترث |
|
وأي حر عليه الدهر لم يجر |
فكم تلاعب بالأمجاد حادثه
|
|
كما تلاعبت الغلمان بالأكر |
لا حبذا فلك دارت دوائره |
|
على الكرام فلم تترك ولم تذر |
وإن ينل منك مقدارا فلا عجب |
|
هل ابن آدم إلا عرضة الخطر
|
وكيف تأمن من مكر الزمان يد |
|
خانت بآل علي خيرة الخير |
أفدي القروم الألى سارت ركائبهم |
|
والموت خلفهم يسري على الأثر |
لله من في مغاني كربلاء ثوى |
|
وعنده علم ما يأتي من القدر |
إذا الشياطين بارته انبرت شهب
|
|
ترميهم عن شهاب الله بالشرر |
ما أومضت في الوغى منهم بروق ظبي |
|
إلا وفاض سحاب الهام بالمطر |
يسطو بمثل هلال منه بدر دجى |
|
في جنح ليل من الهيجاء معتكر |
هم الأسود ولكن الوغى أجم |
|
ولا مخالب غير البيض والسمر |
ثاروا فلولا قضاء الله يمسكهم |
|
لم يتركوا لأبي سفيان من أثر
|
أبدوا وقائع تنسي ذكر غيرهم |
|
والوخز بالسمر ينسي الوخز بالإبر |
غر المفارق والأخلاق قد رفلوا |
|
من المحامد في أسنى من الحبر |
سل كربلا كم حوت منهم هلال دجى |
|
كأنها فلك للأنجم الزهر |
لم أنس حامية الإسلام منفردا |
|
خالي الظعينة من حام ومنتصر |
يرى قنا الدين من بعد استقامتها |
|
مغموزة وعليها صدع منكسرا |
فقام يجمع شملا غير مجتمع |
|
منها ويجبر كسرا غير منجبر |
لم أنسه وهو خواض عجاجتها |
|
يشق بالسيف منها سورة السور |
كم طعنة تتلظى من أنامله |
|
كالبرق يقدح من عود الحيا النضر |
وضربة تتجلى من بوارقه |
|
كالشمس طالعة من صفحتي نهر |
كأن كل دلاص منهم برد |
|
يرمى بجمر من الهندي مستعر |
وواحد الدهر قد نابته واحدة |
|
من النوائب كانت عبرة العبر |
من آل أحمد لم تترك سوابقه |
|
في كل آونة فخرا لمفتخر |
إذا نضا بردة التشكيل عنه تجد |
|
لاهوت قدس تردى هيكل البشر |
ما مسه الخطب إلا مس مختبر |
|
فما رأى منه إلا أشرف الخبر |
وأقبل النصر يسعى نحوه عجلا |
|
مسعى غلام إلى مولاه مبتدر |
فأصدر النصر لم يطمع بمورده |
|
وعاد حيران بين الورد والصدر |
يا نيرا راق مرآه ومخبره |
|
فكان للدهر ملء السمع والبصر |
لاقاك منفردا أقصى جموعهم |
|
فكنت أقدر من ليث على حمر |
لم تدع آجالهم إلا وكان لها |
|
جواب مصغ لأمر السيف مؤتمر |
صالوا وصلت ولكن أين منك هم |
|
النقش في الرمل غير النقش في الحجر |
يا من تساق المنايا طوع راحته |
|
موقوفة بين أمريه خذي وذري |
لله رمحك إذ ناجى نفوسهم |
|
بصادق الطعن دون الكاذب الأشر |
حتى دعتك من الأقدار داعية
|
|
إلى جوار عزيز الملك مقتدر |
فكنت أسرع من لبى لدعوته |
|
حاشاك من فشل عنها ومن خور |
وحق آبائك الغر الذين هم |
|
على جباه العلى انقى من الغرر |
لولا ذمام بنيك الزهر ما اعتصرت |
|
خمر الغمام ولا دارت على الزهر |
قد كنت في مشرق الدنيا ومغربها |
|
كالحمد لم تغن عنها سائر السور |
ما أنصفتك الظبي يا شمس دارتها |
|
إذ قابلتك بوجه غير مستتير |
ولا رعتك القنا يا ليث غابتها |
|
إذ لم تذب لحياء منك أو حذر |
أين الظبي والقنا مما خصصت به |
|
لولا سهام أراشتها يد القدر |
أما رأى الدهر إذ وافاك مقتنصا |
|
بأن طائره لولاك لم يطر |
واصفقة الدين لم تتفق بضاعته |
|
في كربلاء ولم يربح سوى الضرر |
وأصبحت عرصات الكتب دارسة |
|
كأنها الشجر الخالي من الثمر |
يا دهر حسبك ما أبديت من غير |
|
أين الأسود أسود الله من مضر |
أمسى الهدى والندى يستصرخان بهم |
|
والقوم لم يصبحوا إلا على سفر |
شمائل إن بكتها كل مكرمة |
|
فحق للروض أن يبكي على المطر |
رزء إذ اعتبرته فانكسفت |
|
فمثله العبرة الكبرى لمعتبر |
وإن بكى القمر الأعلى لمصرعه |
|
فما بكى قمر إلا على قمر |
لا در درك يا وادي الطفوف أما |
|
راعيت أحمد أو أوقات منتظر |
كم من قلائد مجد للنبي عدا |
|
من آل صخر عليها ناقض المرر |
وكيف أنسى لهم فيها أصيبية |
|
بباترات الصدى مبتورة العمر |
ما للمواضي الظوامي منهم رويت |
|
فليت ري ظماها كان من سقر
|
وما على السمر لو كفت أسنتها |
|
عن أكرم الخلق من بيض ومن سمر |
يا ابن النبيين ما للعلم من وطن |
|
إلا لديك وما للحلم من وطر |
إن يقتلوك فلا عن فقد معرفة |
|
الشمس معروفة بالعين والأثر |
لم يطلبوك بثأر أنت صاحبه |
|
ثار لعمرك لولا الله لم يشر |
ولم يصبك سوى سهم الأعلى غدروا |
|
كجائر البيض لولا الكف لم يجر |
يا دهر ما لك تقذي كل رائقة |
|
ونزل القمر الأعلى إلى الحفر |
جررت آل علي بالقيود فهل |
|
للقوم عندك ذنب غير مغتفر |
تركت كل أبي من أسودهم |
|
فريسة بين ناب الكلب والظفر |
ما للمكارم قد حلت قلائدها |
|
فانحط منحدر في إثر منحدر |
وما لحالية الوفاد عاطلة |
|
تبكي على البحر لا تبكي على الدرر |
أما ترى علم الإسلام بعدهم |
|
والكفر ما بين مطوي ومنتشر |
أي المحاجر لا تبكي عليك دما |
|
أبكيت والله حتى محجر الحجر |
أنظر إلى هاديات العلم حائرة |
|
والصحف محشوة الأحشاء بالفكر |
وامسح بكف عين الدين إن لها |
|
من المدامع ما يلهي عن النظر |
لم أنس من عترة الهادي جحاجحة |
|
يسقون من كدر يكسون من عفر |
قد غير الطعن منهم كل جارحة |
|
إلا المكارم في أمن من الغير |
هم الأشاوس تمضى كل آونة |
|
وذكرهم غرة في جبهة السير |
مضت نفوس وأيم الله ما وجدت |
|
أظفار أيدي الردى إلا من الظفر |
أفدي الضراغم ملقاة على كشب |
|
ومنظر اليأس منها قاتل النظر |
من ذاكر لبنات المصطفى مقلا |
|
قد وكلتها يد الضراء بالسهر |
وكيف أسلو لآل الله أفئدة |
|
يعار منها جناح الطائر الذعر |
هذي نجائب للهادي تقلصها |
|
أيدي نجائب من بدو ومن حضر |
وهذه حرمات الله تهتكها |
|
خزر الحواجب هتك النوب والخزر |
لهفي لرأسك والخطار يرفعه |
|
قسرا فيطرق رأس المجد والخطر |
من المعزي نبي الله في ملأ |
|
كانوا بمنزلة الأرواح للصور |
إن يتركوا حضرة السفلى فإنهم |
|
من حضرة ( الملك الأعلى) على سرر |
وإن أيوا لذة الأولى مكدرة |
|
فقد صفت لهم الأخرى من الكدر |
أنى تصاب مرامي الخير بعدهم |
|
والقوس خالية من ذلك الوتر |
بني أمية إن ثارت كلابكم |
|
فإن للثأر ليثا من بني مضر
|
سيف من الله لم تفلل مضاربه |
|
يبري الذي هو من دين الإله يري |
كم حرة هتكت فيكم لفاطمة |
|
وكم دم عندكم للمصطفى هدر |
أين المفر بني سفيان من أسد |
|
لو صاح بالفلك الدوار لم يدر |
مؤيد العز يستسقي الرشاد به |
|
أنواء عز بلطف الله منهمر |
وينزل الملأ الأعلى لخدمته |
|
موصولة زمر الأملاك بالزمر |
يا غاية الدين والدنيا وبدءهما
|
|
وعصمة النفر العاصين من سقر |
ليست مصيبتكم هذي التي وردت |
|
كدراء أول مشروب لكم كدر |
لقد صبرتم على أمثالها كرما |
|
والله غير مضيع أجر مصطبر |
فهاكم يا غياث الله مرثية |
|
من عبد عبدكم المعروف بالأزري |
يرجو الإغاثة منكم يوم محشره |
|
وأنتم خير مذخور لمدخر |
سمي كاظمكم أهدى لكم مدحا |
|
أصفى من الدر بل أنقى من الدرر |
حييتم بصلاة الله ما حييت |
|
بذكركم صفحات الصحف والزبر([1])
|