قيس بن سعد بن عبادة
بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج... الأنصاري المتوفى 60 هـ.من كبار الصحابة، وكان شيخاً كريماً شجاعاً، أصلعاً شاعراً، طويلاً يركب الفرس المشرف، ورجلاه تخطان الأرض. وكان مع النبي صلى الله عليه واله بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله لى الله عليه وآله المشاهد كلها، وحمل راية الأنصار، وبعد وفاة النبي ص، رجع إلى أميرالمؤمنين عليه السلام وأصبح من كبار شيعته وقاتل بمحبته وولائه، وشهد معه حروبه كلها، كما كان مع الإمام الحسن عليه السلام ونقم عليه صلحه لمعاوية، فقد كان طالبي الرأي، مخلصاً في اعتقاده وولائه. أرسله عليّ عليه السلام إلى مصر، وأقام فيها فترة، غير أنّ معاوية دس إليه عيونه لإشعال الفتنة حوله، لأنّه كان أثقل خلق الله على معاوية، لقرب مصر وأعمالها إلى الشام.مات بالمدينة سنة 59 وقيل: 60هـ. وخلّف: سالماً. يحيى
. وكان يحظى باحترام خاص بين قبيلته والأنصار وعامة المسلمين ، وكان شجاعا ، كريم النفس ، عظيما ، مطاعا في قبيلته . وكان طويل القامة ، قوي الجسم ، معروفا بالكرم ، مشهورا بالسخاء . حمل اللواء في بعض حروب النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وهو من السباقين إلى رعاية حرمة الحق ، والدفاع عن خلافة الحق و حق الخلافة وإمامة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وكان من صحابة الإمام ( عليه السلام ) المقربين وحماته الثابتين في أيام خلافته ( عليه السلام ) . ولاه ( عليه السلام ) على مصر ، فاستطاع بحنكته أن يسكت المعارضين ويقضي على جذور المؤامرة . حاول معاوية آنذاك أن يعطفه إليه ، بيد أنه خاب ولم يفلح . وبعد مدة استدعاه الإمام ( عليه السلام ) وأشخص مكانه محمد بن أبي بكر لحوادث وقعت يومئذ . وكان قيس قائدا لشرطة الخميس ، وأحد الأمراء في صفين ، إذ ولي رجالة البصرة فيها . تولى قيادة الأنصار عند احتدام القتال وكان حضوره في الحرب مهيبا . وخطبه في تمجيد شخصية الإمام ( عليه السلام ) ، ورفعه علم الطاعة لأوامره ( عليه السلام ) ، وحث أولي الحق وتحريضهم على معاوية ، كل ذلك كان أمارة على وعيه العميق ، وشخصيته الكبيرة ، ومعرفته بالتيارات السياسية والاجتماعية والأمور الجارية ، وطبيعة الوجوه يومذاك . ولاه الإمام ( عليه السلام ) على أذربيجان . وشهد قيس معه صفين والنهروان ، وكان على ميمنة الجيش . ولما عزم الإمام ( عليه السلام ) على قتال معاوية بعد النهروان ، ورأى حاجة الجيش إلى قائد شجاع مجرب متحرس أرسل إليه ليشهد معه الحرب . وفي آخر تعبئة للجيش من أجل حرب المفسدين والمعتدين ، صعد الإمام ( عليه السلام ) على حجارة وخطب خطبة كلها حرقة وألم ، وذكر الشجعان من جيشه - ويبدو أن هذه الخطبة كانت آخر خطبة له - ثم أمر قيسا على عشرة آلاف . كما عقد للإمام الحسين ( عليه السلام ) على عشرة آلاف ، ولأبي أيوب الأنصاري على عشرة آلاف ، ومن المؤسف أن الجيش قد تخلخل وضعه بعد استشهاده ( عليه السلام ) . وكان قيس أول من بايع الإمام الحسن ( عليه السلام ) بعد استشهاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ودعا الناس إلى بيعته من خلال خطبة واعية له . وكان على مقدمة جيشه ( عليه السلام ) . ولما كان عبيد الله بن العباس أحد أمراء الجيش ، كان قيس مساعدا له ، وحين فر عبيد الله إلى معاوية صلى قيس بالناس الفجر ، ودعا المصلين إلى الجهاد والثبات والصمود ، ثم أمرهم بالتحرك . وبعد عقد الصلح بايع قيس معاوية بأمر الإمام ( عليه السلام ) . فكرمه معاوية ، وأثنى عليه . وعد قيس أحد الخمسة المشهورين بين العرب بالدهاء . وفارق قيس الحياة في السنين الأخيرة من حكومة معاوية
جملة من مناقب ومزايا قيس
* - عن عمرو بن دينار : كان قيس بن سعد رجلا ضخما ، جسيما ، صغير الرأس ، ليست له لحية ، إذا ركب حمارا خطت رجلاه الأرض
* - عن ابن شهاب : كان قيس بن سعد يحمل راية الأنصار مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) . قيل : إنه كان في سرية فيها أبو بكر وعمر ، فكان يستدين ويطعم الناس ، فقال أبو بكر وعمر : إن تركنا هذا الفتى أهلك مال أبيه ، فمشيا في الناس ، فلما سمع سعد قام خلف النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطاب ؟ يبخلان علي ابني
* - عن عروة : باع قيس بن سعد مالا من معاوية بتسعين ألفا ، فأمر مناديا فنادى في المدينة : من أراد القرض فليأت منزل سعد . فأقرض أربعين أو خمسين ، وأجاز بالباقي ، وكتب على من أقرضه صكا ، فمرض مرضا قل عواده ، فقال لزوجته قريبة بنت أبي قحافة - أخت أبي بكر - : يا قريبة ، لم ترين قل عوادي ؟ قالت : للذي لك عليهم من الدين . فأرسل إلى كل رجل بصكه
* - من مشهور أخبار قيس بن سعد بن عبادة : أنه كان له مال كثير ديونا على الناس ، فمرض واستبطأ عواده ، فقيل له : إنهم يستحيون من أجل دينك ، فأمر مناديا ينادي : من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له ، فأتاه الناس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه
* - تاريخ الإسلام عن موسى بن عقبة : وقفت على قيس عجوز ، فقالت : أشكو إليك قلة الجرذان . فقال : ما أحسن هذه الكناية ! املؤوا بيتها خبزا ولحما وسمنا وتمرا
* - عن قيس بن سعد : لولا أني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : المكر والخديعة في النار ، لكنت أمكر هذه الأمة
* - عن ابن شهاب : كانوا يعدون دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة رهط ، يقال لهم : ذوو رأي العرب في مكيدتهم : معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وقيس بن سعد بن عبادة والمغيرة بن شعبة ، ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي . وكان قيس بن سعد وابن بديل مع علي
* - عن أحمد بن البرقي : كان [ قيس ] صاحب لواء النبي ( صلى الله عليه وآله ) في بعض مغازيه ، وكان بمصر واليا عليها لعلي ( عليه السلام )
* - عن الزهري : كانت مصر من حين علي ، عليها قيس بن سعد بن عبادة ، وكان صاحب راية الأنصار مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان من ذوي الرأي والبأس ، وكان معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص جاهدين على أن يخرجاه من مصر ليغلبا عليها ، فكان قد امتنع فيها بالدهاء والمكايدة ، فلم يقدرا عليه ، ولا على أن يفتتحا مصر
* - عن سهل بن سعد : لما قتل عثمان وولي علي بن أبي طالب الأمر ، دعا قيس بن سعد الأنصاري فقال له : سر إلى مصر فقد وليتكها ، واخرج إلى رحلك ، واجمع إليك ثقاتك ومن أحببت أن يصحبك حتى تأتيها ومعك جند ، فإن ذلك أرعب لعدوك وأعز لوليك ، فإذا أنت قدمتها إن شاء الله ، فأحسن إلى المحسن ، واشتد على المريب ، وارفق بالعامة والخاصة ، فإن الرفق يمن . فقال له قيس بن سعد : رحمك الله يا أمير المؤمنين ، فقد فهمت ما قلت ، أما قولك : اخرج إليها بجند ، فوالله لئن لم أدخلها إلا بجند آتيها به من المدينة لا أدخلها أبدا ، فأنا أدع ذلك الجند لك ، فإن أنت احتجت إليهم كانوا منك قريبا ، وإن أردت أن تبعثهم إلى وجه من وجوهك كانوا عدة لك ، وأنا أصير إليها بنفسي وأهل بيتي . وأما ما أوصيتني به من الرفق والإحسان ، فإن الله عز وجل هو المستعان على ذلك . قال : فخرج قيس بن سعد في سبعة نفر من أصحابه حتى دخل مصر .
* - عن الإمام علي ( عليه السلام ) - في كتاب كتبه لأهل مصر مع قيس بن سعد لما ولاه إمارتها - : قد بعثت إليكم قيس بن سعد بن عبادة أميرا ، فوازروه وكانفوه ، وأعينوه على الحق ، وقد أمرته بالإحسان إلى محسنكم ، والشدة على مريبكم ، والرفق بعوامكم وخواصكم ، وهو ممن أرضى هديه ، وأرجو صلاحه ونصيحته . أسأل الله عز وجل لنا ولكم عملا زاكيا ، وثوابا جزيلا ، ورحمة واسعة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* -في الكامل في التاريخ : خرج قيس حتى دخل مصر في سبعة من أصحابه . . . ، فصعد المنبر فجلس عليه ، وأمر بكتاب أمير المؤمنين فقرئ على أهل مصر بإمارته ، ويأمرهم بمبايعته ومساعدته وإعانته على الحق ، ثم قام قيس خطيبا وقال : الحمد لله الذي جاء بالحق وأمات الباطل وكبت الظالمين ، أيها الناس ، إنا قد بايعنا خير من نعلم بعد نبينا ( صلى الله عليه وآله ) ، فقوموا أيها الناس فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله ، فإن نحن لم نعمل لكم بذلك فلا بيعة لنا عليكم . فقام الناس فبايعوا ، واستقامت مصر ، وبعث عليها عماله إلا قرية منها يقال لها : خرنبا ، فيها ناس قد أعظموا قتل عثمان ، عليهم رجل من بني كنانة ثم من بني مدلج اسمه يزيد بن الحرث ، فبعث إلى قيس يدعو إلى الطلب بدم عثمان . وكان مسلمة بن مخلد قد أظهر الطلب أيضا بدم عثمان ، فأرسل إليه قيس : ويحك أعلي تثب ؟ ! فوالله ما أحب أن لي ملك الشام إلى مصر وأني قتلتك ! فبعث إليه مسلمة : إني كاف عنك ما دمت أنت والي مصر . وبعث قيس ، وكان حازما ، إلى أهل خرنبا : إني لا أكرهكم على البيعة وإني كاف عنكم ، فهادنهم وجبى الخراج ليس أحد ينازعه
* - عن محمد بن سيرين : بعث علي قيس بن سعد بن عبادة أميرا على مصر ، فكتب إليه معاوية وعمرو بن العاص كتابا أغلظا فيه وشتماه ، فكتب إليهما بكتاب لطيف قاربهما فيه ، فكتبا إليه يذكران شرفه وفضله ، فكتب إليهما بمثل جوابه كتابهما الأول . فقالا : إنا لا نطيق مكر قيس بن سعد ، ولكنا نمكر به عند علي ، فبعثا بكتابه الأول إلى علي ، فلما قرأه قال أهل الكوفة : غدر والله قيس فاعزله . فقال علي : ويحكم ، أنا أعلم بقيس إنه والله ما غدر ولكنها إحدى فعلاته . قالوا : فإنا لا نرضى حتى تعزله ، فعزله وبعث مكانه محمد بن أبي بكر .
* - عن أبي مخنف : لما أيس معاوية من قيس أن يتابعه على أمره ، شق عليه ذلك ؛ لما يعرف من حزمه وبأسه ، وأظهر للناس قبله أن قيس بن سعد قد تابعكم ، فادعوا الله له ، وقرأ عليهم كتابه الذي لان له فيه وقاربه . قال : واختلق معاوية كتابا من قيس بن سعد ، فقرأه على أهل الشام : بسم الله الرحمن الرحيم ، للأمير معاوية بن أبي سفيان من قيس بن سعد ، سلام عليك ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فإني لما نظرت رأيت أنه لا يسعني مظاهرة قوم قتلوا إمامهم مسلما محرما برا تقيا ، فنستغفر الله عز وجل لذنوبنا ، ونسأله العصمة لديننا . ألا وإني قد ألقيت إليكم بالسلم ، وإني أجبتك إلى قتال قتلة عثمان ، إمام الهدى المظلوم ، فعول علي فيما أحببت من الأموال والرجال أعجل عليك ، والسلام . فشاع في أهل الشام أن قيس بن سعد قد بايع معاوية بن أبي سفيان ، فسرحت عيون علي بن أبي طالب إليه بذلك ، فلما أتاه ذلك أعظمه وأكبره ، وتعجب له ، ودعا بنيه ، ودعا عبد الله بن جعفر فأعلمهم ذلك ، فقال : ما رأيكم ؟ فقال عبد الله بن جعفر : يا أمير المؤمنين ، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، اعزل قيسا عن مصر . قال لهم علي : إني والله ما أصدق بهذا على قيس . فقال عبد الله : يا أمير المؤمنين ، اعزله ، فوالله لئن كان هذا حقا لا يعتزل لك إن عزلته
* - وعن أبي مخنف : جاء كتاب من قيس بن سعد فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فإني أخبر أمير المؤمنين أكرمه الله أن قبلي رجالا معتزلين قد سألوني أن أكف عنهم ، وأن أدعهم على حالهم حتى يستقيم أمر الناس ، فنرى ويروا رأيهم ، فقد رأيت أن أكف عنهم ، وألا أتعجل حربهم ، وأن أتألفهم فيما بين ذلك لعل الله عز وجل أن يقبل بقلوبهم ، ويفرقهم عن ضلالتهم ، إن شاء الله . فقال عبد الله بن جعفر : يا أمير المؤمنين ، ما أخوفني أن يكون هذا ممالأة لهم منه ، فمره يا أمير المؤمنين بقتالهم ، فكتب إليه علي : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فسر إلى القوم الذين ذكرت ، فإن دخلوا فيما دخل فيه المسلمون وإلا فناجزهم ، إن شاء الله . فلما أتى قيس بن سعد الكتاب فقرأه ، لم يتمالك أن كتب إلى أمير المؤمنين : أما بعد يا أمير المؤمنين ، فقد عجبت لأمرك ، أتأمرني بقتال قوم كافين عنك ، مفرغيك لقتال عدوك ؟ ! وإنك متى حاربتهم ساعدوا عليك عدوك ، فأطعني يا أمير المؤمنين ، واكفف عنهم ، فإن الرأي تركهم ، والسلام . . . فبعث علي محمد بن أبي بكر على مصر وعزل عنها قيسا
* - عن كعب الوالبي : إن عليا كتب معه [ أي محمد بن أبي بكر ] إلى أهل مصر كتابا ، فلما قدم به على قيس ، قال له قيس : ما بال أمير المؤمنين ؟ ! ما غيره ؟ أدخل أحد بيني وبينه ؟ قال له : لا ، وهذا السلطان سلطانك ! قال : لا ، والله لا أقيم معك ساعة واحدة . وغضب حين عزله ، فخرج منها مقبلا إلى المدينة ، فقدمها ، فجاءه حسان بن ثابت شامتا به - وكان حسان عثمانيا - فقال له : نزعك علي بن أبي طالب ، وقد قتلت عثمان فبقي عليك الإثم ، ولم يحسن لك الشكر ! فقال له قيس بن سعد : يا أعمى القلب والبصر ، والله لولا أن ألقي بين رهطي ورهطك حربا لضربت عنقك ، اخرج عني . ثم إن قيسا خرج هو وسهل بن حنيف حتى قدما على علي ، فخبره قيس فصدقه علي ، ثم إن قيسا وسهلا شهدا مع علي صفين
* - عن الزهري : قدم قيس المدينة فتوامر فيه الأسود بن أبي البختري ومروان أن يبيتاه ، وبلغ ذلك قيسا ، فقال : والله إن هذا لقبيح أن أفارق عليا وإن عزلني ، والله لألحقن به . فلحق به ، وحدثه بما كان يعتمد بمصر . فعرف علي أن قيسا كان يداري أمرا عظيما بالمكيدة ، فأطاع علي قيسا في الأمر كله ، وجعله على مقدمة جيشه
* - عن المدائني عن أصحابه : فسدت مصر على محمد بن أبي بكر ، فبلغ عليا توثبهم عليه ، فقال : ما لمصر إلا أحد الرجلين : صاحبنا الذي عزلناه عنها بالأمس - يعني قيس بن سعد - أو مالك بن الحارث الأشتر . وكان علي ( عليه السلام ) حين رجع عن صفين قد رد الأشتر إلى عمله بالجزيرة ، وقال لقيس بن سعد : أقم أنت معي على شرطتي حتى نفرغ من أمر هذه الحكومة ، ثم أخرج إلى أذربيجان ، فكان قيس مقيما على شرطته
* - عن الإمام علي في كتابه إلى قيس بن سعد بن عبادة وهو على أذربيجان - : أما بعد ، فأقبل على خراجك بالحق وأحسن إلى جندك بالإنصاف وعلم من قبلك مما علمك الله ، ثم إن عبد الله بن شبيل الأحمسي سألني الكتاب إليك فيه بوصايتك به خيرا ، فقد رأيته وادعا متواضعا ، فألن حجابك وافتح بابك واعمد إلى الحق فإن وافق الحق ما يحبو أسره ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب )
* - عن غياث : ولما أجمع علي القتال لمعاوية كتب أيضا إلى قيس : أما بعد ، فاستعمل عبد الله بن شبيل الأحمسي خليفة لك ، وأقبل إلي ، فإن المسلمين قد أجمع ملؤهم وانقادت جماعتهم ، فعجل الإقبال ، فأنا سأحضرن إلى المحلين عند غرة الهلال ، إن شاء الله ، وما تأخري إلا لك ، قضى الله لنا ولك بالإحسان في أمرنا كله
* - عن الزهري : جعل علي ( عليه السلام ) قيس بن سعد على مقدمته من أهل العراق إلى قبل أذربيجان ، وعلى أرضها ، وشرطة الخميس الذي ابتدعه من العرب ، وكانوا أربعين ألفا ، بايعوا عليا ( عليه السلام ) على الموت ، ولم يزل قيس يدارئ ذلك البعث حتى قتل علي ( عليه السلام )
*- عن قيس بن سعد - قبل حرب صفين - : يا أمير المؤمنين ، انكمش بنا إلى عدونا ولا تعرد ، فوالله لجهادهم أحب إلي من جهاد الترك والروم ؛ لإدهانهم في دين الله ، واستذلالهم أولياء الله من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان . إذا غضبوا على رجل حبسوه أو ضربوه أو حرموه أو سيروه ، وفيئنا لهم في أنفسهم حلال ، ونحن لهم - فيما يزعمون - قطين
* - في تاريخ اليعقوبي : أتاه [ معاوية ] قيس بن سعد بن عبادة فقال : بايع قيس ! قال : إن كنت لأكره مثل هذا اليوم ، يا معاوية . فقال له : مه ، رحمك الله ! فقال : لقد حرصت أن أفرق بين روحك وجسدك قبل ذلك ، فأبى الله ، يا بن أبي سفيان ، إلا ما أحب . قال : فلا يرد أمر الله . قال : فأقبل قيس على الناس بوجهه ، فقال : يا معشر الناس ، لقد اعتضتم الشر من الخير ، واستبدلتم الذل من العز ، والكفر من الإيمان ، فأصبحتم بعد ولاية أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وابن عم رسول رب العالمين ، وقد وليكم الطليق ابن الطليق يسومكم الخسف ، ويسير فيكم بالعسف ، فكيف تجهل ذلك أنفسكم ، أم طبع الله على قلوبكم ، وأنتم لا تعقلون ؟ فجثا معاوية على ركبتيه ، ثم أخذ بيده وقال : أقسمت عليك ! ثم صفق على كفه ، ونادى الناس : بايع قيس ! فقال : كذبتم ، والله ، ما بايعت .
). أخبار شعراء الشيعة / 38. الاستيعاب 3/ 224. أسد الغابة 4/ 215. الإصابة 3/ 249. أعيان الشيعة 8/ 452. )