خروج الإمام الحسين ( عليه السلام ) من المدينة
*- أبو مخنف : وخرج الحسين ( عليه السلام ) في ليلته هذه ، وهي ليلة الأحد ، ليومين بقيا من رجب سنة ستّين ، ببنيه وإخوته وبني أخيه وجُلّ أهل بيته إلاّ محمّد بن الحنفيّة ، وهو يتلو هذه الآية ([1]): ( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) . ([2])
*- ابن أعثم : وفي رواية : خرج في جوف الليل يريد مكّة بجميع أهله ، وذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان في سنة ستّين ، فجعل يسير ويقرأ هذه الآية . . . فلزم الطريق الأعظم وقال له ابن عمّه مسلم بن عقيل بن أبي طالب : يا ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لو عدلنا عن الطريق وسلكنا غير الجادّة كما فعل عبد الله بن الزبير كان عندي الرأي ، فإنّا نخاف أن يلحقنا الطلب ! فقال له الحسين ( عليه السلام ) : لا وَاللهِ ! يَا ابْنَ عَمّي ! لا فارَقْتُ هذَا الطَّريقَ أَبَداً ، أَوْ أَنْظُرَ إِلى أَبْياتِ مَكَّةَ أَوْ يَقْضِيَ اللهُ في ذلِكَ ما يُحِبُّ وَيَرْضى . ([3])
*- المفيد : أنّه ( عليه السلام ) قال : لا وَاللهِ ! لا أُفارِقُهُ حَتّى يَقْضِيَ اللهُ ما هُوَ قاض . ([4])
*- أبو مخنف : [ لمّا خرج الحسين ( عليه السلام ) من المدينة ] وركب الجادّة العظمى ، فقال له أهل بيته : لو سلكت الطريق الأقرع لكان أصلح . قال ( عليه السلام ) : أَتَخافُونَ الطَّلَبَ ؟ قالوا : أجل . قال ( عليه السلام ) : أَخافُ أَنْ أَحيدَ الطَّريقَ حَذَرَ الْمَوْتِ ، وأنشأ يقول :
إِذَا الْمَرءُ لا يَحْمي بَنيهِ وَعِرْضِهِ * وَعِتْرَتِهِ كانَ اللَّئيمَ الْمُسَبَّبا
وَمِنْ دُونِ ما يَنْعى يَزيدُ بِنا غَداً * نَخُوضُ بِحارَ الْمَوْتِ شَرْقاً وَمَغْرِباً
وَنَضْرِبُ ضَرْباً كَالْحَريقِ مُقَدَّماً * إِذا ما رَآهُ ضَيْغَمٌ فَرَّ مَهْرَباً ([5])