أبو بكر بن شهاب
(1262 هـ - 1341 هـ)
السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحسيني الخضرمي، عالمٌ فاضل وأديب شاعر، ولد في حضرموت/ اليمن عام 1262 هـ/ 1846 م ونشأ فيها وتلقى علومه في حواضرها واشتغل بالتأليف منذ فتوّته وله مصنفات مأثورة في مختلف العلوم وله ايضاً ديوان شعر كبير قسمٌ منه في مدائح أهل البيت (عليهم السلام)ومراثيهم، توفي في الهند عام 1341 هـ/ 1922 م.
وله من قصيدة اسماها (النبأ اليقين في مدح أمير المؤمنين علي (عليه السلام)):
علي أخو المختار ناصر دينه * * * وملّته يعسوبها وإمامها
وأعلم أهل الدين بعد ابن عمه * * * بأحكامه من حلّها وحرامها
وأوسعهم حلماً وأعظمهم تقى * * * وأزهدهم في جاهها وحطامها
وأولهم وهو الصبي اجابة * * * إلى دعوة الاسلام حال قيامها
فكل امرئ من سابقي امة الهدى * * * وان جلَّ قدرا مقتد بغلامها
أبي الحسن الكرار في كل مأقط * * * مبدد شوس الشرك نقّاف هامها
فتى سمته سمت النبي وما انتقى * * * مواخاته إلا لعظم مقامها
فدت نفسه نفس الرسول بليلة * * * سرى المصطفى مستخفياً في ظلامها
له فتكات يوم بدر بها انثنت * * * صناديد حرب أدبرت في انهزامها
سقى عتبة كاس الحتوف وجرّع الـ * * * ـوليد ابنه بالسيف مرّ زؤامها
وفي أحد أبلى تجاه ابن عمه * * * وفلّ صفوف الكفر بعد التئامها
بعزم سماوي ونفس تعودت * * * مساورة الابطال قبل احتلامها
أذاق الردى فيها ابن عثمان طلحة * * * أمير لواء الشرك غرب حسامها
وعمرو بن ود يوم أقحم طرفه * * * مدى هوَّة لم يخش عقبى ارتطامها
دنا ثم نادى القوم هل من مبارز * * * ومن لسبنتي عامر وهمامها
تحدَّى كماة المسلمين فلم تجب * * * كأن الكماة استغرقت في منامها
فناجزه من لا يروع جنانه * * * إذا اشتبَّت الهيجاء لفح ضرامها
وعاجله من ذي الفقار بضربة * * * بها آذنت أنفاسه بانصرامها
وكم غيرها من غمة كان عصبه * * * مبدّد غماها وجالي قتامها
به في حنين أيَّد الله حزبه * * * وقد روَّعت أركانه بانهدامها
سل العرب طراً عن مواقف بأسه * * * تجبك عراقاها ونازح شامها
وناشد قريشاً من أطلَّ دماءَها * * * وهدَّ ذرى ساداتها وكرامها
أجنَّت له الحقد الدفين وأظهرت * * * له الودَّ في اسلامها وسلامها
ولما قضى المختار نحباً تنفّست * * * نفوس كثير رغبة في انتقامها
أقامت ملياً ثم قامت ببغيها * * * طوائف تلقى بعد شرّ أثامها
قد اجتهدت قالوا وهذا اجتهادها * * * لجمع قوى الاسلام أم لانقسامها
أليس لها في قتل عمَّار عبرة * * * ومزدجر عن غيها واجترامها
أليس بخمٍّ عزمة الله أمضيت * * * الى الناس إنذاراً بمنع اختصامها
بها قام خير المرسلين مبلغاً * * * عن الله أمراً جازماً بالتزامها
هو العروة الوثقى التي كل مَن بها * * * تمسك لا يعروه خوف انفصامها
أما حبه حب النبي محمد * * * بلى وهما والله أزكى أنامها
شمائل مطبوع عليها كأنها * * * سجايا أخيه المصطفى بتمامها
حنانيك مولى المؤمنين وسيد الـ * * * ـمنيبين والساقي بدار سلامها
فلي قلب متبول ونفس تدلَّهت * * * بحبك يا مولاي قبل فطامها
وداد تمشّى في جميع جوارحي * * * وخامرها حتى سرى في عظامها
متى تنقضي أيام سجني وغربتي * * * وتنحل روحي من عقال اغتمامها
وهل لي إلى ساح الغريين زورة * * * لاستاف رياً رندها وبشامها
إذا جئتها حرمت ظهر مطيتي * * * وحرّرتها من رحلها وخطامها
واني على نأي الديار وبينها * * * وصدع الليالي شعبنا واحتكامها
منوط بها ملحوظ عين ولائها * * * قريب اليها مرتو من مدامها
اليك أبا الريحانتين مديحة * * * بعلياك تعلو لا بحسن انسجامها