العتبة العلوية المقدسة - فاطمة بنت أسد أم الإمام علي عليه السلام -
» » سيرة الإمام » نسب امير المؤمنين ووالداه » فاطمة بنت أسد أم الإمام علي عليه السلام

 

فاطمة بنت أسد أم الإمام علي عليه السلام

اما والدة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام  فهي: فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وكانت من السابقات الى الإسلام، وكانت امرأة لبيبة ، صلبة العقيدة ، فتيّة القلب ، بَرّة ، مبجَّلة . وهي التي احتضنت  النبي صلى الله عليه واله ولذا عندما ماتت جاء علي عليه السلام الى النبي صلى الله عليه واله باكياً وقال :يا رسول الله ماتت أمي، فبكى رسول الله صلى الله عليه واله وقال: وأمي. (

 

[1])

وفي رواية ( كانت أُمّي بعد أمّي التي ولدَتني ) (

 

[2])

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: هي أول هاشمية لهاشمي(

 

[3]).

وقال أيضا: (وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وفضلها كثير، وقربها من رسول الله صلى الله عليه واله وتعظيمه لها معلوم عند أهل الحديث) (

 

[4]).

وقال أيضا: (وهي التي ربي رسول الله صلى الله عليه واله في حجرها وكان صلى الله عليه واله يدعوها أمي ونزل في قبرها وكان يوجب حقها كما يوجب حق الأم) (

 

[5]).

 

وقال اليعقوبي في تاريخه: وكان لهاشم من الولد: عبد المطلب والشفاء ونضلة وأسد أبو فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب عليه السلام.

ثم يقول: وربته صلى الله عليه واله فاطمة بنت أسد بن هاشم، امرأة أبي طالب وأم أولاده جميعاً، ويروى عن رسول الله صلى الله عليه واله لما توفيت وكانت مسلمة فاضلة انه قال: اليوم ماتت أمي، وكفنها بقميصه ونزل على قبرها واضطجع في لحدها فقيل له: يا رسول الله، لقد اشتد جزعك على فاطمة، قال: انها كانت أمي، ان كانت تجمع صبيانها وتشبعني وتشعثهم، وتدهنني وكانت أمي(

 

[6]).

قال الخوارزمي في مناقبه([7]):وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأسلمت وتوفيت قبل الهجرة، وقيل بعدما هاجرت(

 

[8]).

 

ثم قال: وأنبأني الإمام الحافظ، قدوة أصحاب الحديث، سيد القراء، أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمّد العطار الهمداني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الحسين بن محمّد القاضي ويحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الله البغدادي، قالا: أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد المعدل، أخبرنا محمّد بن عبد الرحمن بن العباس الذهبي ، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير ابن بكار قال:

 

ولد أبو طالب بن عبد المطلب طالباً لا عقب له، وعقيلاً وجعفراً وعلياً، كل واحد منهم أسن من صاحبه بعشر سنين على الولاء. وأم هاني اسمها «فاختة وأُم كلهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وقد أسلمت وهاجرت إلى الله ورسوله صلى الله عليه واله  وماتت بالمدينة وشهدها رسول الله صلى الله عليه واله وعلي بن أبي طالب عليه السلام .

 

وانها عالمة وكانت الاحبار تعلم خبرها وان لها شانا عظيما وسيخرج منها مولود هو فخر اهل الارض فقد ان فاطمة بنت اسد قالت  لبعض الاحبار اقسمت عليك بدينك وسفرك وكتابك لتخبرني بالامر على حقيقته فان الحكيم لا يكتم من استنصحه نصيحة يقوى بها فنظر الحبر الى رسول الله صلى الله عليه واله  نظرا مستقصى ثم قال والله هذا غلام همام ابائه كرام يكفله الاعمام دينه الاسلام شريعته الصلوة والصيام يظله الغمام يجلى بوجهه الظلام من كفله رشد ومن ارتضعه سعد هو للانام سيد يبقى ذكره ما بقى الابد ثم ذكر كفالة ابي طالب اياه وعدد سيرته وخاتمة امره وعقباه ثم قال وتكفله منكم امرئة تطلب بذلك زيادة العدد فسيكون هذا المبارك المحمود لها طيب الغرس فيجيبوه بسره ونصيحته ويهدي اليه افضل النساء كريمته قالت فقلت له لقد اصبت فيما وصفت الى حيث انتهيت وقلت الحق فيما شرحت انا المرئة التي اكفله زوجة عمه الذي يرجوه ويامله فقال لها ان كنت صادقة فستلدين غلاما رابع اربعة من اولادك شجاعا عالما قمقاما اماما مطواعا هماما بدينه قواما لربه مصليا صواما غير خرق ولا شرق ولا احيف ولا اخيف اسمه على ثلاث احرف يلي هذا النبي في جميع اموره ويواسيه في قليله وكثيره يكون سيفه على اعدائه وبابه الذي يؤتى منه اولياءه يقطع في جهاد الكفار ويدع اهل النكث والغدر والنفاق دعا يفرج عن وجه نبيه الكربات ويجلى به دياجر حندس الغمرات اقربهم منه رحما وامتهم لحما واسخاهم كفا وانداهم يدا يصاهره على افضل كريمته ويوقيه بنفسه في اوقات شدته تعجب من صبره ملائكة الحجاب اذا قهر اهل الشرك بالطعن والضراب يهاب هولته اطفال المهاد وترعد من خيفته الفرايص يوم الجلاد مناقبه معروفة وفضائله مشهودة هزبر دناع شديد مناع مقدام كرار مصدق غير فرار خمش الساقين غليظ الساعدين عريض المنكبين رحب الذراعين شرفه الله بامينه واختصه لدينه واستودعه سره واستحفظه عمله عماد دينه مظهر شريعته يصول على الملحدين ويغيظ الله به المنافقيين ينال شيم الخيرات ويبلغ معالي الدرجات يجاهد بغير شك ويؤمن بغير شك له بهذا الرسول وصلة منيعة ومنزلة رفيعة يزوجه ابنته ويكون من صلبه ذريته يقوم بسنته ويتولى دفنه في حفرته قائد جيشه والساقي من حوضه والمهاجر معه عن وطنه الباذل دونه دمه سيصح لك ما ذكرته من ولادته اذا رزقته وترين ما قلته فيه عيانا كما صح لي دلائل محمد المحمود بالله ان ما وصفته من امرهما موجود مذكور في الاسفار والزبور وصحف ابراهيم وموسى ثم انشأ يقول

 

لا تعجبي من مقالي سوف تختبري               عما قليل تري ما قلته وضحا

 

امـــا النبي الذي قـــــد كنت اذكـــــره          فــــــالله يعلم مـــا قولي لـــه مرحـــا

 

يـــأوى الرشاد اليه مثل مــــا سكنت          ام الى ولـــــد اذ صـــادفت نجحــــا

 

ثـــــم الموازر والمـــــوصى اليــــــــه اذا           تتابـــــع الصيد مــن افراطه كلحــا

 

فـــــاحمد المصطفى يعطيــه رايتــــــــه           يحبـــوه بابنتــــه ناهــــي بها سمحـا

 

بذاك اخبرنا في الكتب اولنــــــــــــــــا            والجن تسترق الاسماع والبطحـــا

فاستبشري لا تراعي ان خطوتــــــــه             قد خطه صهره من نضلها ربحــــا(

 

[9])ان فاطمة بنت اسد قالت  لبعض الاحبار اقسمت عليك بدينك وسفرك وكتابك لتخبرني بالامر على حقيقته فان الحكيم لا يكتم من استنصحه نصيحة يقوى بها فنظر الحبر الى رسول الله صلى الله عليه واله  نظرا مستقصى ثم قال والله هذا غلام همام ابائه كرام يكفله الاعمام دينه الاسلام شريعته الصلوة والصيام يظله الغمام يجلى بوجهه الظلام من كفله رشد ومن ارتضعه سعد هو للانام سيد يبقى ذكره ما بقى الابد ثم ذكر كفالة ابي طالب اياه وعدد سيرته وخاتمة امره وعقباه ثم قال وتكفله منكم امرئة تطلب بذلك زيادة العدد فسيكون هذا المبارك المحمود لها طيب الغرس فيجيبوه بسره ونصيحته ويهدي اليه افضل النساء كريمته قالت فقلت له لقد اصبت فيما وصفت الى حيث انتهيت وقلت الحق فيما شرحت انا المرئة التي اكفله زوجة عمه الذي يرجوه ويامله فقال لها ان كنت صادقة فستلدين غلاما رابع اربعة من اولادك شجاعا عالما قمقاما اماما مطواعا هماما بدينه قواما لربه مصليا صواما غير خرق ولا شرق ولا احيف ولا اخيف اسمه على ثلاث احرف يلي هذا النبي في جميع اموره ويواسيه في قليله وكثيره يكون سيفه على اعدائه وبابه الذي يؤتى منه اولياءه يقطع في جهاد الكفار ويدع اهل النكث والغدر والنفاق دعا يفرج عن وجه نبيه الكربات ويجلى به دياجر حندس الغمرات اقربهم منه رحما وامتهم لحما واسخاهم كفا وانداهم يدا يصاهره على افضل كريمته ويوقيه بنفسه في اوقات شدته تعجب من صبره ملائكة الحجاب اذا قهر اهل الشرك بالطعن والضراب يهاب هولته اطفال المهاد وترعد من خيفته الفرايص يوم الجلاد مناقبه معروفة وفضائله مشهودة هزبر دناع شديد مناع مقدام كرار مصدق غير فرار خمش الساقين غليظ الساعدين عريض المنكبين رحب الذراعين شرفه الله بامينه واختصه لدينه واستودعه سره واستحفظه عمله عماد دينه مظهر شريعته يصول على الملحدين ويغيظ الله به المنافقيين ينال شيم الخيرات ويبلغ معالي الدرجات يجاهد بغير شك ويؤمن بغير شك له بهذا الرسول وصلة منيعة ومنزلة رفيعة يزوجه ابنته ويكون من صلبه ذريته يقوم بسنته ويتولى دفنه في حفرته قائد جيشه والساقي من حوضه والمهاجر معه عن وطنه الباذل دونه دمه سيصح لك ما ذكرته من ولادته اذا رزقته وترين ما قلته فيه عيانا كما صح لي دلائل محمد المحمود بالله ان ما وصفته من امرهما موجود مذكور في الاسفار والزبور وصحف ابراهيم وموسى ثم انشأ يقول

 

لا تعجبي من مقالي سوف تختبري               عما قليل تري ما قلته وضحا

 

امـــا النبي الذي قـــــد كنت اذكـــــره          فــــــالله يعلم مـــا قولي لـــه مرحـــا

 

يـــأوى الرشاد اليه مثل مــــا سكنت          ام الى ولـــــد اذ صـــادفت نجحــــا

 

ثـــــم الموازر والمـــــوصى اليــــــــه اذا           تتابـــــع الصيد مــن افراطه كلحــا

 

فـــــاحمد المصطفى يعطيــه رايتــــــــه           يحبـــوه بابنتــــه ناهــــي بها سمحـا

 

بذاك اخبرنا في الكتب اولنــــــــــــــــا            والجن تسترق الاسماع والبطحـــا

فاستبشري لا تراعي ان خطوتــــــــه             قد خطه صهره من نضلها ربحــــا(

 

[10])ان فاطمة بنت اسد قالت  لبعض الاحبار اقسمت عليك بدينك وسفرك وكتابك لتخبرني بالامر على حقيقته فان الحكيم لا يكتم من استنصحه نصيحة يقوى بها فنظر الحبر الى رسول الله صلى الله عليه واله  نظرا مستقصى ثم قال والله هذا غلام همام ابائه كرام يكفله الاعمام دينه الاسلام شريعته الصلوة والصيام يظله الغمام يجلى بوجهه الظلام من كفله رشد ومن ارتضعه سعد هو للانام سيد يبقى ذكره ما بقى الابد ثم ذكر كفالة ابي طالب اياه وعدد سيرته وخاتمة امره وعقباه ثم قال وتكفله منكم امرئة تطلب بذلك زيادة العدد فسيكون هذا المبارك المحمود لها طيب الغرس فيجيبوه بسره ونصيحته ويهدي اليه افضل النساء كريمته قالت فقلت له لقد اصبت فيما وصفت الى حيث انتهيت وقلت الحق فيما شرحت انا المرئة التي اكفله زوجة عمه الذي يرجوه ويامله فقال لها ان كنت صادقة فستلدين غلاما رابع اربعة من اولادك شجاعا عالما قمقاما اماما مطواعا هماما بدينه قواما لربه مصليا صواما غير خرق ولا شرق ولا احيف ولا اخيف اسمه على ثلاث احرف يلي هذا النبي في جميع اموره ويواسيه في قليله وكثيره يكون سيفه على اعدائه وبابه الذي يؤتى منه اولياءه يقطع في جهاد الكفار ويدع اهل النكث والغدر والنفاق دعا يفرج عن وجه نبيه الكربات ويجلى به دياجر حندس الغمرات اقربهم منه رحما وامتهم لحما واسخاهم كفا وانداهم يدا يصاهره على افضل كريمته ويوقيه بنفسه في اوقات شدته تعجب من صبره ملائكة الحجاب اذا قهر اهل الشرك بالطعن والضراب يهاب هولته اطفال المهاد وترعد من خيفته الفرايص يوم الجلاد مناقبه معروفة وفضائله مشهودة هزبر دناع شديد مناع مقدام كرار مصدق غير فرار خمش الساقين غليظ الساعدين عريض المنكبين رحب الذراعين شرفه الله بامينه واختصه لدينه واستودعه سره واستحفظه عمله عماد دينه مظهر شريعته يصول على الملحدين ويغيظ الله به المنافقيين ينال شيم الخيرات ويبلغ معالي الدرجات يجاهد بغير شك ويؤمن بغير شك له بهذا الرسول وصلة منيعة ومنزلة رفيعة يزوجه ابنته ويكون من صلبه ذريته يقوم بسنته ويتولى دفنه في حفرته قائد جيشه والساقي من حوضه والمهاجر معه عن وطنه الباذل دونه دمه سيصح لك ما ذكرته من ولادته اذا رزقته وترين ما قلته فيه عيانا كما صح لي دلائل محمد المحمود بالله ان ما وصفته من امرهما موجود مذكور في الاسفار والزبور وصحف ابراهيم وموسى ثم انشأ يقول

لا تعجبي من مقالي سوف تختبري               لا تعجبي من مقالي سوف تختبري               

 

 

 

عما قليل تري ما قلته وضحا

 

 

امـــا النبي الذي قـــــد كنت اذكـــــره         

 

 

 

فــــــالله يعلم مـــا قولي لـــه مرحـــا
 

 

 

 

يـــأوى الرشاد اليه مثل مــــا سكنت         

 

 

 

ام الى ولـــــد اذ صـــادفت نجحــــا

 

 

 

ثـــــم الموازر والمـــــوصى اليــــــــه اذا          

 

 

 

تتابـــــع الصيد مــن افراطه كلحــا

 

 

 

فـــــاحمد المصطفى يعطيــه رايتــــــــه          

 

 

 

يحبـــوه بابنتــــه ناهــــي بها سمحـا

 

 

 

بذاك اخبرنا في الكتب اولنــــــــــــــــا           

 

 

 

والجن تسترق الاسماع والبطحـــا

 

 

 

فاستبشري لا تراعي ان خطوتــــــــه
             

 

 

قد خطه صهره من نضلها ربحــــا([11])

 

 

وقال الخوارزمي أيضاً : أخبرنا الشيخ القاضي، الإمام الزاهد، زين الأئمة، أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبوبكر أحمد ابن الحسين البيهقي، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا أحمد بن حماد بن رغبة المصري، حدثنا روح بن صلاح، حدثنا الثوري، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك، قال: (لما ماتت فاطمة بنت أسد ابن هاشم أم علي بن أبي طالب عليه السلام دخل عليها رسول الله صلى الله عليه واله  فجلس عند رأسها فقال: رحمك الله يا أُمي! كنت أُميّ بعد أُمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسوني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة، ثم أمر صلى الله عليه واله أن تغسل ثلاثاً، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه واله  بيده الشريفة، ثم خلع قميصه فألبسها إياه وكفنت فوقه، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه واله أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود فحفروا قبرها، فلما بلغوا قبرها، حفره رسول الله صلى الله عليه واله بيده وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه واله فاضطجع فيه ثم قال: يا الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت، اغفر لأُمي فاطمة بنت أسد ولقّنها حجتها، ووسّع عليها مدخلها بحق نبيك محمَّد والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين ، وكبّر عليها أربعاً وأدخلها اللحد هو والعباس وأبوبكر) (

 

[12]).

عن  أبي عبدالله عليه السلام قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد ام أمير المؤمنين جاء علي إلى النبي صلى الله عليه وآله  فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أبا الحسن مالك ؟ قال : امي ماتت ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله :  وامي والله ، ثم بكى . وقال : وااماه ، ثم قال لعلي عليه السلام : هذا قميصي فكفنها  فيه ، وهذا ردائي فكفنها فيه ، فإذا فرغتم فآذنوني ، فلما اخرجت صلى عليها النبي صلى الله عليه وآله  صلاة لم يصل قبلها ولا بعدها على أحد مثلها ، ثم نزل على قبرها فاضطجع فيه ، ثم  قال لها : يا فاطمة ، قالت : لبيك يا رسول الله ، فقال : فهل وجدت ما وعد ربك حقا ؟  قالت : نعم ، فجزاك الله خيرا ، وطالت مناجاته في القبر ، فلما خرج قيل : يا رسول الله  لقد صنعت بها شيئا في تكفينك إياها ثيابك ودخولك في قبرها وطول مناجاتك وطول  صلاتك ما رأيناك صنعته بأحد قبلها ، قال : أما تكفيني إياها فإني لما قلت لها : يعرض  الناس يوم يحشرون من قبورهم ، فصاحت وقالت : واسوأتاه فلبستها ثيابي ، وسألت الله  في صلاتي عليها بأن لا يبلى أكفانها حتى تدخل الجنة ، فأجابني إلى ذلك ، وأما دخولي  في قبرها فإني قلت لها يوما : إن الميت إذا ادخل قبره وانصرف الناس عنه دخل عليه  ملكان : منكر ونكير فيسئلانه ، فقالت : واغوثاه بالله ، فما زلت أسأل ربي في قبرها حتى  فتح لها بابا من قبرها إلى الجنة ، وجعله روضة من رياض الجنة.  ([13])

 

وقال محب الدين الطبري في الرياض النضرة: … هو ــ أي علي عليه السلام  ــ أقربهم من رسول الله صلى الله عليه واله نسباً، يجتمع مع الرسول صلى الله عليه واله في عبد المطلب الجد الأدنى، وينسب إلى هاشم، فيُقال: القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله لأبويه ، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.. قال أبو عمرة وغيره: وهي أول هاشمية ولدت هاشمياً، أسلمت وتوفيت مسلمة بالمدينة وشهدها النبيصلى الله عليه واله وتوّلى دفنها واشعرها قميصه واضطجع في قبرها، ذكره الخجندي.

 

وذكر السلفي أنه صلى الله عليه واله صلى عليها وتمرغ في قبرها، وذكر الطائي في الأربعين: أنه صلى الله عليه واله نزع قميصه وألبسها إياه وتولى دفنها واضطجع في قبرها فلما سوّى عليها التراب، سئل عن ذلك فقال : ألبسها لتلبس من ثياب أهل الجنة واضطجعت معها في قبرها لأخفف عنها من ضغطة القبر إنها كانت أحسن خلق الله صنيعاً إليّ بعد أبي طالب، وبكى صلى الله عليه واله وقال: جزاك الله من أم خيراً فلقد كنت خيراً. قال: وكانت ربت النبي صلى الله عليه واله .

 

قال: وولدت لأبي طالب طالبا وعقيلاً وجعفراً وعلياً وأم هانىء واسمها (فاختة) و(جهانة).

قال ابن قتيبة وأبو عمر : وكان علي أصغر ولد أبي طالب، كان أصغر من جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أصغر من عقيل بعشر سنين، وكان عقيل أصغر من طالب بعشر سنين

 

(1).

 

والدة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام  فهي: فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وكانت من السابقات الى الإسلام، وهي التي ربت النبي صلى الله عليه واله ولذا عندما ماتت جاء علي عليه السلام الى النبي صلى الله عليه واله باكياً وقال :يا رسول الله ماتت أمي، فبكى رسول الله صلى الله عليه واله وقال: وأمي.

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: هي أول هاشمية لهاشمي(

 

[14]).

وقال أيضا: (وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وفضلها كثير، وقربها من رسول الله صلى الله عليه واله وتعظيمه لها معلوم عند أهل الحديث) (

 

[15]).

وقال أيضا: (وهي التي ربي رسول الله صلى الله عليه واله في حجرها وكان صلى الله عليه واله يدعوها أمي ونزل في قبرها وكان يوجب حقها كما يوجب حق الأم) (

 

[16]).

 

وقال اليعقوبي في تاريخه: وكان لهاشم من الولد: عبد المطلب والشفاء ونضلة وأسد أبو فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب عليه السلام.

ثم يقول: وربته صلى الله عليه واله فاطمة بنت أسد بن هاشم، امرأة أبي طالب وأم أولاده جميعاً، ويروى عن رسول الله صلى الله عليه واله لما توفيت وكانت مسلمة فاضلة انه قال: اليوم ماتت أمي، وكفنها بقميصه ونزل على قبرها واضطجع في لحدها فقيل له: يا رسول الله، لقد اشتد جزعك على فاطمة، قال: انها كانت أمي، ان كانت تجمع صبيانها وتشبعني وتشعثهم، وتدهنني وكانت أمي(

 

[17]).

قال الخوارزمي في مناقبه(

 

[18]):

وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأسلمت وتوفيت قبل الهجرة، وقيل بعدما هاجرت(

 

[19]).

 

ثم قال: وأنبأني الإمام الحافظ، قدوة أصحاب الحديث، سيد القراء، أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمّد العطار الهمداني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الحسين بن محمّد القاضي ويحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الله البغدادي، قالا: أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد المعدل، أخبرنا محمّد بن عبد الرحمن بن العباس الذهبي ، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير ابن بكار قال:

 

ولد أبو طالب بن عبد المطلب طالباً لا عقب له، وعقيلاً وجعفراً وعلياً، كل واحد منهم أسن من صاحبه بعشر سنين على الولاء. وأم هاني اسمها «فاختة وأُم كلهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وقد أسلمت وهاجرت إلى الله ورسوله صلى الله عليه واله  وماتت بالمدينة وشهدها رسول الله صلى الله عليه واله وعلي بن أبي طالب عليه السلام .

 

وقال الخوارزمي أيضاً : أخبرنا الشيخ القاضي، الإمام الزاهد، زين الأئمة، أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبوبكر أحمد ابن الحسين البيهقي، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا أحمد بن حماد بن رغبة المصري، حدثنا روح بن صلاح، حدثنا الثوري، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك، قال:

(لما ماتت فاطمة بنت أسد ابن هاشم أم علي بن أبي طالب عليه السلام دخل عليها رسول الله صلى الله عليه واله  فجلس عند رأسها فقال: رحمك الله يا أُمي! كنت أُميّ بعد أُمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسوني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة، ثم أمر صلى الله عليه واله أن تغسل ثلاثاً، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه واله  بيده الشريفة، ثم خلع قميصه فألبسها إياه وكفنت فوقه، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه واله أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود فحفروا قبرها، فلما بلغوا قبرها، حفره رسول الله صلى الله عليه واله بيده وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه واله فاضطجع فيه ثم قال: يا الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت، اغفر لأُمي فاطمة بنت أسد ولقّنها حجتها، ووسّع عليها مدخلها بحق نبيك محمَّد والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين ، وكبّر عليها أربعاً وأدخلها اللحد هو والعباس وأبوبكر) (

 

[20]).

 

وقال محب الدين الطبري في الرياض النضرة: … هو ــ أي علي عليه السلام  ــ أقربهم من رسول الله صلى الله عليه واله نسباً، يجتمع مع الرسول صلى الله عليه واله في عبد المطلب الجد الأدنى، وينسب إلى هاشم، فيُقال: القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله لأبويه ، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.. قال أبو عمرة وغيره: وهي أول هاشمية ولدت هاشمياً، أسلمت وتوفيت مسلمة بالمدينة وشهدها النبي صلى الله عليه واله وتوّلى دفنها واشعرها قميصه واضطجع في قبرها، ذكره الخجندي.

 

وذكر السلفي أنه صلى الله عليه واله صلى عليها وتمرغ في قبرها، وذكر الطائي في الأربعين: أنه صلى الله عليه واله نزع قميصه وألبسها إياه وتولى دفنها واضطجع في قبرها فلما سوّى عليها التراب، سئل عن ذلك فقال : ألبسها لتلبس من ثياب أهل الجنة واضطجعت معها في قبرها لأخفف عنها من ضغطة القبر إنها كانت أحسن خلق الله صنيعاً إليّ بعد أبي طالب، وبكى صلى الله عليه واله وقال: جزاك الله من أم خيراً فلقد كنت خيراً. قال: وكانت ربت النبي صلى الله عليه واله .

 

قال: وولدت لأبي طالب طالبا وعقيلاً وجعفراً وعلياً وأم هانىء واسمها (فاختة) و(جهانة).

قال ابن قتيبة وأبو عمر : وكان علي أصغر ولد أبي طالب، كان أصغر من جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أصغر من عقيل بعشر سنين، وكان عقيل أصغر من طالب بعشر سنين

 

(1).



([1]) انضر: تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٤ ، تاج المواليد : ٨٨ ، شرح الأخبار : ٣ / ٢١٤ ، كشف الغمّة : ١ / ٥٩ . كنز العمّال : ١٣ / ٦٣٦ / ٣٧٦٠٧ .

([2]) انظر: كنز العمّال : ١٣ / ٦٣٦ / ٣٧٦٠٧ .

([3]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج1 ص13.

([4]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج15 ص72 ب9.

([5]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج15 ص278 ب28.

([6]) تاريخ اليعقوبي: ج2 ص14.

([7]) المناقب للخوارزمي : ص46 ، وراجع ايضاً تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام  ج1 ص22 ـ ح10. وفضائل الصحابة: ج2 ص555 ح933.

([8]) نظيره في مستدرك الصحيحين ج3 ص108.

([9]) مدينة المعاجز 4/76

([10]) مدينة المعاجز 4/76

([11]) مدينة المعاجز 4/76

([12]) المناقب للخوارزمي: ص47 ، وانظر ايضاً مستدرك الصحيحين: ج3 ص108 ، والفصول المهمة لابن الصباغ: ص31 ، وأنساب الأشراف: ج2 ص35.

([13])  الثاقب في المناقب ص 95

(1)

 

راجع الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الفصل الأول في ذكر نسبه عليه السلام  .

([14]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج1 ص13.

([15]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج15 ص72 ب9.

([16]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج15 ص278 ب28.

([17]) تاريخ اليعقوبي: ج2 ص14.

([18]) المناقب للخوارزمي : ص46 ، وراجع ايضاً تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام  ج1 ص22 ـ ح10. وفضائل الصحابة: ج2 ص555 ح933.

([19]) نظيره في مستدرك الصحيحين ج3 ص108.

([20]) المناقب للخوارزمي: ص47 ، وانظر ايضاً مستدرك الصحيحين: ج3 ص108 ، والفصول المهمة لابن الصباغ: ص31 ، وأنساب الأشراف: ج2 ص35.

(1) راجع الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الفصل الأول في ذكر نسبه عليه السلام  .