أويس بن عامر بن جزء بن مالك
بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد يحابر بن مالك بن أدد بن مذحج المرادي، المعروف بأويس القرني... المقتول بصفين سنة 37هـ.
كان من خيار التابعين ولم ير النبي صلى الله عليه وآله ولم يصحبه، ومن الزهاد وأهل الفقه والعلم، سكن الكوفة، ثم خرج إلى صفين وقد تقلّد بسيفين، ويقال: كان معه مرماة ومخلاة من الحصى، فسلّم على أميرالمؤمنين عليه السلام وودّعه، وبرز مع رجالة ربيعة فقتل من يومه وصلّى عليه أميرالمؤمنين عليه السلام ودفنه.
هو : اويس بن انس ( وقيل بن عامر ) بن مالك القرني المرادي الشهير بالقرني نسبة الى أحد أجداده وهوَ قرن بن رومان بن ناحية بن مراد من أهل اليمن أحد سادات التابعين وسيد زهاد زمانه استشهد مع الرجالة في حرب صفين بين يدي الإمام علي عليه السلام سنة 37 هجرية .
أويس من الزهاد :
زهاد الكوفة أربعة عمر بن عتبة وهمام بن الحارث وأويس القرني والربيع بن قيثم ، وكان أويس إذن أحد الزهاد الثمانية ومن سادات التابعين وهم أويس والربيع على رواية ويضاف إليهم بن حيان وعامر بن عبد قيس وهؤلاء الأربعة على كلا الروايتين كانوا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكانوا من أصحابه وكانوا زهادا أتقياء وأما الأربعة الأخرى فهم على الباطل وهم : أبو مسلم الخولاني ومسروق بن الجدع والحسن البصري واسود بن يزيد أو حريز بن عبد الله . وكان أويس ممن شهد له رسول الله صلى الله عليه واله بالحقية ولم يره النبي ولم يحظ بلقيا النبي صلى الله عليه واله ومجالسته وقيل إنه أدرك حياته النبي (ص).
وقيل إن أويسا كان من أكابر الزهاد رث الثياب قليل المتاع وكان أشهل ذا صهوبه بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضاربا بذقنه الى صدره راميا ببصره الى موضع سجوده واضعا يمينه على شماله .
هل شهد النبي صلى الله عليه واله :
اختلفت الروايات في أويس هل شهد النبي صلى الله عليه واله أم لا قال بشر الحافي : بلغ من ورع أويس انه جلس في قوصرة من العري فهذا هو الزهد وكان مشغولا بخدمة والدته فلذلك لم يجتمع برسول الله (ص).
وقد روي أنه أجتمع به مرات وحضر معه وقعة أحد وقال :
والله ما كسرت رباعيته صلى الله عليه واله حتى كسرت رباعيتي ولا شج وجهه حتى شج وجهي ولا وطئ ظهره حتى وطئ ظهري .
وروي في بعض المؤلفات عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال :
واشوقاه إليك يا أويس القرني ألا من لقيه فليقرئه مني السلام .
فقيل: يا رسول الله صلى الله عليه واله ومن أويس القرني هذا ؟
قال (ص): ان غاب عنكم لم تفقدوه وإن ظهر لكم لم تكترثوا به ويقتل بين يدي خليفتي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في صفين .
أويس زاهدا حكيما :
روي عن أويس القرني أنه قال لرجل سأله : كيف حالك ؟
فقال : كيف حال من يصبح يقول : لا أمسي ويمسي يقول لا أصبح يبشر بالجنة ولا يعمل لها ويحذر النار ولا يترك ما يوجبها ثم قال : والله إن الموت وغصصه وكرباته وذكر هول المطلع وأهوال يوم القيامة لم تدع للمؤمن في الدنيا فرحاً وغن حقوق الله تعالى لم تبق لنا ذهبا ولا فضة وإن قيام المؤمن بالحق في الناس لم يدع له صديقا فآمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فيشتمون أعراضنا ويرموننا بالجرائم والمعايب والعظايم ويجدون في ذلك أعوانا للفاسقين إنه والله لا يمنعنا ذلك أن نقوم فيهم بحق الله تعالى شأنه
أويس من حواري أمير المؤمنين :
وقد أصبح أويس لعظيم ولاءه وطاعته وعبادته من حواري أمير المؤمنين عليه السلام فقد روي عن الإمام الكاظم عليه السلام : إنه إذا كان يوم القيامة ينادي منادي : أين حواري علي بن أبي طالب وصي محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله :
فيقوم عمر بن الحمق الخز اعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحي التمار وأويس القرني
أويس في المدينة يبايع أمير المؤمنين :
روي أن أويس دخل المدينة والنبي محمد صلى الله عليه واله على المغتسل فقال أمير المؤمنين عليه السلام
ما الذي جاء بك يا أويس في هذه الساعة تقتلك قريش أذهب وأتني بعد خمسة وعشرين سنة .
قال أويس: مد يدك أبايعك
فبايعه ثم جاء بعد مضي الوقت الذي ضربه له عليه السلام ثم جاء الى موضع صفين فسمع صوت ضرب الطبل وسأل عنه قيل له محاربة علي أمير المؤمنين (ع) لمعاوية وأهل الشام فألتحق فورا بأمير المؤمنين عليه السلام وحصل منه الرخصة في حرب معاوية وقتل من الشاميين وقتل ودفن في المعركة .
أويس تمام الألف الذين يبايعون أمير المؤمنين عليه السلام :
قال أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار وهو جالس لعقد البيعة :
يأتيكم من قبل الكوفة آلف رجل لا يزيدون رجلا ولا ينقصون رجلا يبايعوني على الموت .
قال ابن عباس: فجزعت لذلك وخفت أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدون عليه فبعد الأمر علينا ولم أزل مهموما وآبي إحصاء القوم حتى ورد أوائلهم فجعلت أحصهم فاستوفيت عددهم تسعمائة وتسعة وتسعين رجلا ثم أنقطع مجيء القوم فبينما أنا مفكر في ذلك وأقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ماذا حمله على ما قال : إذ رأيت شخصا قد اقبل حتى إذا دنا فإذا هو رجل عليه قباء صوف معه سيفه وترسه وادواته فقرب من أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : امدد يدك أبايعك ؟
فقال أمير المؤمنين: علامَ تبايعني
قال : على السمع والطاعة والقتال بين يديك حتى الموت أو يفتح الله عليك .
فقال له : ما اسمك ؟
قال : أويس
قال عليه السلام : أنت أويس القرني
قال : نعم
قالعليه السلام : الله أكبر اخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله إني ادرك رجلا من أمته يدخل في شفاعته مثل ربيع ومضر
قال أبن عباس: فسري والله عني
مرقده :
استشهد –كما مر- مع الرجالة في صفين ومرقده في الرقة في صفين قرب حدود العراق ومجرى نهر الفرات.
وقد طمست معالم القبور في الرقة كلها ولم يبق منها الا قبر أويس القرني تحت قبة معروفة في الجهة الشرقية من الرقة وهو معتضد عند الأهليين حتى إن الأشجار التي حوله لا تعضد
(له ترجمة في عنوان الداريه لأبي العباس أحمد القرني ت 644 هجريه وشذرات الذهب \ج1 ومالك الأبصار\ج1 وطبقات بن سعد \ج6 والإصابة وتهذيب التهذيب وصفوة الصفوة \ج3 . إتقان المقال / 28. أسد الغابة 1/151. وقعة صفين / 324.)