اخبار النبي صلى الله عليه واله يمقتله
منها حديث أنس بن مالك رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم ابن عساكر في " تاريخ مدينة دمشق - ترجمة الإمام علي عليه السلام " ( ج 3 ص 266 ط بيروت ) قال : أخبرنا أبو الوفا [ ء ] عمرو بن الفضل [ بن أحمد ] المميز ، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله ، أنبأنا عمر بن الحسن ، أنبأنا أبو يعلى المسمعي ، أنبأنا عبد العزيز بن الخطاب ، أنبأنا ناصح بن عبد الله المحلمي ، عن عطا [ ء ] بن السائب ، عن أنس بن مالك ، قال : مرض علي بن أبي طالب فدخل عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتحولت عن مجلسي فجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كنت جالسا ، وذكر كلاما فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن هذا لا يموت حتى يملأ غيظا ، ولن يموت إلا مقتولا .
أخبرنا أبو غالب البنا [ ء ] ، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر البجلي الكوفي الحرار ، أنبأنا علي بن الحسين بن عبيد بن كعب ، أنبأنا إسماعيل بن أبان ، عن ناصح أبي عبد الله ، عن سماك بن حرب ، عن أنس بن مالك ، قال : كان علي بن أبي طالب مريضا فدخلت عليه وعنده أبو بكر وعمر جالسان ، قال : فجلست عنده فما كان إلا ساعة حتى دخل نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم فتحولت عن مجلسي فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى جلس في مكاني وجعل ينظر في وجهه ، فقال أبو بكر أو عمر : يا نبي الله لا نراه إلا لما به ، فقال : لن يموت هذا الآن ، ولن يموت إلا مقتولا . قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث سماك ، عن أنس ، تفرد به ناصح ولم يروه عنه غير إسماعيل بن أبان .
ومنها حديث أبي رافع رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة المذكور في الكتاب ( ج 3 ص 269 ) قال : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم ابن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، أنبأنا محمد بن الحسن بن حفص ، أنبأنا عباد بن يعقوب ، أنبأنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبيد الله ، عن أبيه عن جده أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : أنت تقتل على سنتي .
ومنها حديث جابر بن سمرة رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة المذكور ( في ص 267 من الكتاب ) قال : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم ابن مسعدة الجرجاني ، أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني ، أنبأنا أحمد بن الحسين الصوفي ، أنبأنا عباد بن يعقوب ، أنبأنا علي بن هاشم ، عن ناصح - يعني ابن عبد الله المحلمي - عن سماك ، عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : إنك مستخلف ومقتول ، وإن هذه مخضوبة من هذه [ يعني ] لحيته من رأسه .
ومنهم الفاضل المعاصر محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي في " نبؤات الرسول ما تحقق منها وما يتحقق " ( ص 113 ط دار السلام ) قال : أخرج الحميدي في مسنده فقال : حدثنا سفيان ، ثنا عبد الملك بن أعين سمعه من أبي حرب بن أبي الأسود الديلي يحدثه عن أبيه قال : سمعت عليا يقول : أتاني عبد الله بن سلام وقد أدخلت رجلي في الغرز فقال لي : أين تريد ؟ فقلت ، العراق فقال : أما إنك إن جئتها ليصبك بها ذباب السيف . فقال علي : وأيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبله يقوله . درجة الحديث : الحديث صحيح ، صححه الحاكم والذهبي وأشار إلى صحته الهيثمي كما ذكرت في تخريج الحديث . تحقق النبوءة : صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد استشهد علي كرم الله وجهه بالعراق حين أصاب ذباب سيف الشقي عبد الرحمن بن ملجم سنة أربعين من الهجرة ،
وتفصيل ذلك أنه انتدب ثلاثة نفر من الخوارج عبد الرحمن بن ملجم وهو من حمير والبرك بن عبد الله التميمي وعمرو بن بكير فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ويريحون العباد منهم ، فقال عبد الرحمن بن ملجم : أنا لكم بعلي ، وقال البرك : أنا لكم بمعاوية ، وقال عمرو بن بكير : أنا أكفيكم عمرو بن العاص ، فاتعدوا بينهم ليلة سبع عشر من شهر رمضان . فقدم عبد الرحمن بن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد ولقي عبد الرحمن شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن يكون معه فأجابه إلى ذلك ، فلما كانت الليلة التي عزم فيها أن يقتل عليا في صبيحتها أخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي كرم الله وجهه ، فلما كان الفجر خرج علي عليه السلام من الباب ونادى : أيها الناس الصلاة الصلاة ، فبدره شبيب بسيفه فأخطأه وضربه عبد الرحمن بن ملجم على رأسه فقال علي عليه السلام : فزت ورب الكعبة لا يفوتنكم الكلب فأما شبيب فأفلت وأخذ عبد الرحمن ابن ملجم فأدخل على علي كرم الله وجهه فقال : أطيبوا طعامه وألينوا فراشه فإن أعش فأنا أولى بدمه عفوا وقصاصا وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين . وقال في ذلك الكتاب : هذا الحديث يتعلق بسيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحابيان هما علي وعمار رضي الله تعالى عنهما . أما حديث علي عليه السلام . فخرجه أحمد في مسنده 1 / 102 بنحوه ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 137 رجاله موثقون . والحميدي في مسنده 1 / 30 ( ح 53 ) بلفظه ورجاله رجال الصحيح غير أبي حرب بن أبي الأسود وهو ثقة . تقريب التهذيب 2 / 410 . والبزار في مسنده كما في كشف الأستار 3 / 204 ( ح 2571 ) بمثله و 3 / 203 ( ح 2568 ) بنحوه .
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في " مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر ( ج 18 ص 33 ط دار الفكر ) قال : وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : إنك لن تموت حتى تؤمر ، وتملأ غيظا ، وتوجد من بعدي صابرا . وعن عمران بن حصين قال : مرض علي في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعاده النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعدناه معه ، فقال : يا رسول الله ، ما أرى عليا إلا لما به ، فقال : والذي نفسي بيده لا يموت حتى يملأ غيظا ، ويوجد من بعدي صابرا . وفي حديث آخر : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن هذا لا يموت حتى يملأ غيظا ، ولن يموت إلا مقتولا . وقال أيضا في ص 84 : وعن أنس بن مالك قال : مرض علي بن أبي طالب فدخل عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتحولت عن مجلسي ، فجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كنت جالسا ، وذكر كلاما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن هذا لا يموت حتى يملأ غيظا ، ولن يموت إلا مقتولا .
ومنهم الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم ( ص 194 ط القاهرة ) قال : عن عمار بن ياسر ، قال : كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذات العشيرة ، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقام بها رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل ، فقال لي علي : يا أبا اليقظان ، هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون ؟ فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعلي ، فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا ، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحركنا برجله وقد تتربنا من الدقعاء ، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب . قال : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : أحمير ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي على هذه - يعني قرنه - حتى تبل منه هذه يعني لحيته . عن عبيد الله بن أنس أو أيوب بن خالد ، أو كليهما ، أخبرنا عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال لعلي : يا علي من أشقى الأولين والآخرين ؟ قال : الله ورسوله أعلم قال : أشقى الأولين عاقر الناقة ، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي ، وأشار إلى حيث يطعن .
ومنهم الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن عبد الرحمن العراقي في " شرح الألفية " ( ج 3 ص 243 ط دار الكتب العلمية - بيروت ) قال : وكان الذي قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي أشقى الآخرين كما في حديث صهيب ، وذكر النسائي من حديث عمار بن ياسر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي : أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى تخضب هذه - يعني لحيته - وأشرت إلى ذلك ذلك بقولي : ذو الشقاء الأزلي .
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين " للحاكم النيسابوري ( القسم 2 ص 345 ط عالم الكتب - بيروت ) قالوا : إنك ستضرب ضربة هاهنا معرفة الصحابة / علي 3 / 113 ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم ( ص 692 ط بيروت ) قال : إخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتل علي 3 / 139
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات " لابن الجوزي " ( ص 92 ط دار البشائر الإسلامية - بيروت ) قال : لن يموت هذا الآن . . في فضائل علي 1 / 402
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام " ( ص 67 ط دار الجيل ) قال : عن عمار بن ياسر ، قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع ، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقام بها شهرا فصالح فيها بني مدلج وحلفاءهم من ضمرة فوادعهم ، فقال لي علي عليه السلام : هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء نفر من بني مدلج يعملون في عين لهم فننظر كيف يعملون ؟ قال : قلت : إن شئت ، فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في ظل صور من النخل وفي دقعاء من التراب فنمنا فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحركنا برجله وقد تربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام : ما لك يا أبا تراب ؟ لما يرى عليه من التراب . ثم قال : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه وأخذ بلحيته . نعم يا رسول الله صلى الله عليك هذا المجرم وهو أشقى الناس وكيف لا يكون أشقاها وقد قتل أعلاها .
وقال أيضا في ص 611 : قال أنس بن مالك : مرض علي فدخلت عليه وعنده أبو بكر وعمر فجلست عنده فأتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنظر في وجهه فقال له أبو بكر وعمر : يا نبي الله ما نراه إلا ميتا ؟ فقال : لن يموت هذا الآن ولن يموت حتى يملأ غيظا ولن يموت إلا مقتولا .