العتبة العلوية المقدسة - الدفن عند امير المؤمنين نجاة للعاصين -
» » سيرة الإمام » كرامات في المرقد العلوي » الدفن عند امير المؤمنين نجاة للعاصين

 

الدفن عند امير المؤمنين نجاة للعاصين

 

قال ابن طاووس:  سمعت بعض من أثق به يحكي لبعض الفقهاء عن القاضي بن بدر الهمداني ، وكان زيديا صالحا ( سعيدا ) ، توفي في رجب سنة ثلاث وستين وستمائة ، ودفن بالسهلة ، قال : كنت بالجامع في الكوفة وكانت ليلة  مظلمة ، فدق باب مسلم جماعة ، فذكر بعضهم ان معهم جنازة ، فأدخلوها وجعلوها على الصفة التي تجاه باب مسلم بن عقيل رضي الله عنه  ، ثم إن أحدهم نعس  فنام  ، فرأى في منامه كأن قائلا يقول لاخر : ما نبصره حتى نبصر هل لنا معه حساب أم لا ؟ فكشفوا عن وجهه فقال : بلى ، لنا معه حساب ، وينبغي أن نأخذه منه معجلا قبل ان يتعدى الرصافة ، فما يبقى لنا معه طريق .

 

 فانتبهت وحكيت لهم المنام ، وقلت لهم : خذوه عجلا . فأخذوه ومضوا في الحال .

 قال  المولى  المعظم  الكامل بقية الخلف ، وشرف السلف ، عزة آل أبي طالب  غياث  الدنيا والدين ، أبو المظفر  عبد الكريم بن طاووس  الحسيني  شرف الله قدره  وهذا باب واسع متى فتح لم تسعه بطون الأوراق لكونه ممتد الاطناب ، فسيح الرواق ، ولكن ذكرنا قطرة من تيار ، وجذوة من نار ، ونحمد الله على حسن  التوفيق بالاقرار  وتسهيل الطريق بالتصديق للاخبار  ، ونسأله أن يجازينا بالصفح عن الحوب  للمراد الصحيح والمطلوب ، ويجعل ما لنا خير مآل ، ويصرف عن كل إغفال وإهمال ، حتى نظفر  بالسعادتين الباقية  والزائلة ، و  تنمو  لدينا عوام الاعمار بالنعم الواصلة بمنه وكرمه ([1])

 

وقد نظم هذا المعنى السماوي في ارجوزته  عنوان الشرف قائلا :

 

ثرى به  امن من عذاب البرزخ

 

 

 

من حيث جيىء فرسخا في فرسخ

 

فان من يدفن خلف الخندق

 

 

 

عند علي لم يخف مما لقي

 

جاءت بما ذكرته اخبار

 

 

 

وعاضدتها في الورى اثار

 

كما راى ابن بدر  الهمداني

 

 

 

في المسجد الجامع  من كوفان

 

حين راى  مسائل الميت اتى

 

 

 

مع صاحب  له  ليلقي ميتا

 

وهو يقول سله قبل  الخندق

 

 

 

فانه العباس اعور شقي

 

فسال الحامل بعدما انتبه

 

 

 

عن اسمه ووصفه فما اشتبه

 

فقص رؤياه فسار عابرا

 

 

 

خندقها مسارعا  مبادرا



([1])  فرحة الغري ص 161، بحار الانوار 42/316،