خطبة له عليه السّلام لمّا سار طلحة و الزّبير و عائشة و من معهم الى البصرة
اَيُّهَا النَّاسُ ، اِنَّ عائِشَةَ سارَتْ اِلَى الْبَصْرَةِ ، وَ مَعَها طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ ، وَ كُلٌّ مِنْهُما يَرَى الْأَمْرَ لَهُ دوُنَ صاحِبِهِ ، اَمَّا طَلْحَةُ فَابْنُ عَمِّها ، وَ اَمَّا الزُّبَيْرُ فَخَتَنُها ، وَ اللَّهِ لَوْ ظَفَرُوا بِما اَرادُوا ، وَ لَنْ يَنالوُا ذلِكَ اَبَداً ، لَيَضْرِبَنَّ اَحَدُهُما عُنُقَ صاحِبِهِ بَعْدَ تَنازُعٍ مِنْهما شَديدٍ .
وَ اللَّهِ اِنَّ راكِبَةَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ ما تَقْطَعُ عَقَبَةً ، وَ لا عُقْدَةً اِلاَّ فى مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ سَخَطِهِ ، حَتّى تُورِدَ نَفْسَها وَ مَنْ مَعَها مَوارِدَ الْهَلَكَةِ ، اى وَ اللَّهِ لَيُقْتَلَنَّ ثُلْثُهُمْ ، وَ لَيَهْرِبَنَّ ثُلْثُهُمْ ، وَ لَيَتُوبَنَّ ثُلْثُهُمْ ، وَ اَنَّهَا الَّتى تَنْبَحُها كِلابُ الْحَوْأَبِ ، وَ اَنَّهُما لَيَعْلَمانِ اَنَّهُما مُخْطِئانِ . وَ رُبَّ عالِمٍ قَتَلَهُ جَهْلُهُ ، وَ مَعَهُ عِلْمٌ لا يَنْفَعُهُ ، وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكيلُ ، فَقَدْ قامَتِ الْفِتْنَةُ ، وَ فيهَا الْفِئَةُ الْباغِيَةُ اَيْنَ الْمُحْتَسِبُونَ ؟ اَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ ؟ .
ما لى وَ لِقُرَيْشٍ ؟ اَما وَ اللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُهُمْ كافِرينَ ، وَ لَأَقْتُلَنَّهُمْ مَفْتوُنينَ ، وَ ما لَنا اِلى عائِشَةَ مِنْ ذَنْبٍ اِلاَّ اَنَّا اَدْخَلْناها فى حَيِّزِنا وَ اللَّهِ لَاَبْقِرَنَّ الْباطِلَ حَتّى يَظْهَرَ الْحَقُّ مِنْ خاصِرَتِهِ ، فَقُلْ لِقُرَيْشٍ فَلْتَضِجَّ ضَجيجَها .