من ولا الطهر .. ومن طهر ولانا

رقصت في مسرح الذكرى منانا

كم رشفنا روحها .. في أكؤس

حالمات .. كنّ غازلن رؤانا

ومشينا .. نعصر القلب طلاً

لنروي شفة الشعر بيانا

يسكر السمع .. على أنغامه

إذ تغنّيه .. نديّاً شفتانا

لثرى الأمجاد .. منّا حلّقت

أنفس صيّرها الحبّ افتتانا

وطوينا البعد ... في لهفتنا

ولقد فازت على البعد .. خطانا

وبلغنا جنّة اللّه على

شاطئ الحق .. وألقينا سرانا

فتحت .. صدراً وضمّتنا حنانا

فانتشت بالخير منها مقلتانا

غمرتنا من علاها نفحة

فاح منها الطيب في عرف شذانا

ودنت أرواحنا ظامئةً

فحوانا .. من نداها .. ما حوانا

مهرجان الضوء .. غنّى فقفي

يا منى النفس وحيّي المهرجانا

إيه غصن الشمس .. في عالمنا

ظمئاً للنور .. أورق في دنانا

وأعد .. يوم الجهاد الحرّ إذ

فيه أبطال السرايا .. تتفانى

أعين .. سمّرها .. العزم على

المجد لا تبصر .. إلاّه .. مكانا

أحرف يعشقها الطهر ويعـ

ـلقهاالقلب ويفديها رجانا

روّضتها لغة الصبر على

أن تقول الحقّ .. سرّاً وعيانا

حملت ما شرع اللّه لها

ومضت تنشر حبّاً وحنانا

بينما الكون جمود واجم

يعشق العتم .. ويجترّ الهوانا

إذ بنا .. والدين .. قد أنبتنا

نزرع الأرض حقولاً وجنانا

الحضارات استقت .. من نبعنا

فيباب أرضها .. لولا روانا

يوم سرنا موكباً ـ كانوا له

قادة .. يومي إلى النصر سرانا

الفدى والعزّ امّا ظمئا

سكر الينبوع من فيض دمانا

ولوانا خافق يطوي المدى

ليشعّ الفتح في خفق لوانا

بعث الإسلام فينا ثورة

سائِل العلياء عنها والزمانا

دفقات النور .. في تاريخهم

حدثينا منك نستاف علانا

عن أناس أخلصوا للّه في

كل شيء .. فهم أنقى جنانا

عن سفين رقص الموج لها

وأنحنى البحر .. جلالا وتدانى

عن بناة الدين .. أهل البيت من

شدنا اللّه.. اليهم ودعانا

غمروا الكون عطاءً وهدىً

وأحالوا الارض .. ورداً اُقحوانا

أظلم التاريخ .. حتى طلعوا

فجلوه .. فتجلّى .. لمعانا

أعلن الهادي ولاهم سنّة

رحمة كان ولاهم وامتنانا

(ان تمسّكتم)، بلغتم هديكم

فتمسّكنا، فأعطينا هدانا

(لن تضلّوا) أحرف رائعة

قدّمت للكون بالحق ضمانا

فعجنّا القلب من حبّهمو

ولهم ـ يا كون ـ أسلمنا العنانا

(آية التطهير) وقف للأولى

مدت العليا لعلياهم بنانا