القرآن
- الحارث الأعور : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنا إذا كنا عندك سمعنا الذي نسد ( نشد - خ ل ) به ديننا ، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة ، لا ندري ما هي ؟ قال : أوقد فعلوها ؟ قلت : نعم . قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أتاني جبرئيل فقال : يا محمد ، سيكون في أمتك فتنة ، قلت : فما المخرج منها ؟ فقال : كتاب الله ، فيه بيان ما قبلكم من خبر ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم .
- وقال الإمام علي ( عليه السلام ) - في صفة القرآن - : جعله الله ريا لعطش العلماء ، وربيعا لقلوب الفقهاء ، ومحاج لطرق الصلحاء ، ودواء ليس بعده داء ، ونورا ليس معه ظلمة .
- وقال ( عليه السلام ) : اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا يضل ، والمحدث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان ، زيادة في هدى ، أو نقصان من عمى .
- وقال ( عليه السلام ) : إن الله سبحانه لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن ، فإنه حبل الله المتين وسببه الأمين ، وفيه ربيع القلب ، وينابع العلم ، وما للقلب جلاء غيره .
- وقال ( عليه السلام ) : فالقرآن آمر زاجر ، وصامت ناطق ، حجة الله على خلقه ، أخذ عليه ميثاقهم ، وارتهن عليهم أنفسهم .
- وقال ( عليه السلام ) : أفضل الذكر القرآن ، به تشرح الصدور ، وتستنير السرائر .
- وقال ( عليه السلام ) : فتجلى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه بما أراهم من قدرته .
- وقال( عليه السلام ) : القرآن أفضل الهدايتين .
- وقال ( عليه السلام ) : الله الله في القرآن ، لا يسبقكم بالعمل به غيركم
- وقال( عليه السلام ) : كتاب الله تبصرون به ، وتنطقون به ، وتسمعون به ، وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض ، ولا يختلف في الله ، ولا يخالف بصاحبه عن الله .
- وقال( عليه السلام ) : إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل . . . فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم ، لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا ، فاجتمع القوم على الفرقة ، وافترقوا على الجماعة ، كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم ، فلم يبق عندهم منه إلا اسمه ، ولا يعرفون إلا خطه وزبره .
- وقال( عليه السلام ) : إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكر كتاب الله جل وعز .
- وقال( عليه السلام ) : تعلموا كتاب الله تبارك وتعالى فإنه أحسن الحديث وأبلغ الموعظة ، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنه شفاء لما في الصدور ، وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص .
- وقال( عليه السلام ) : أحسنوا تلاوة القرآن فإنه أنفع القصص ، واستشفوا به فإنه شفاء الصدور .
- وقال( عليه السلام ) : لا تخلقه كثرة الرد وولوج السمع .
- وقال( عليه السلام ) : إن فيه شفاء من أكبر الداء ، وهو الكفر والنفاق ، والغي والضلال .
- وقال( عليه السلام ) : عليكم بكتاب الله ، فإنه الحبل المتين ، والنور المبين والشفاء النافع . . . من قال به صدق ، ومن عمل به سبق .
- وقال( عليه السلام ) : اعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لأحد قبل القرآن من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لاوائكم .
- وقال( عليه السلام ) : في القرآن نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم .
- وقال( عليه السلام ) : ألا إن فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظم ما بينكم .
- وقال( عليه السلام ) : تعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث ، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته فإنه أنفع القصص .
- الإمام علي ( عليه السلام ) - لما سمع ضجة أصحابه في المسجد وهم يقرأون القرآن - : طوبى لهؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
- وقال( عليه السلام ) : حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ، ويحسن أدبه ، ويعلمه القرآن .
- وقال( عليه السلام ) : اقرؤوا القرآن واستظهروه ، فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعاء القرآن .
- وقال( عليه السلام ) : أهل القرآن أهل الله وخاصته .
- وقال( عليه السلام ) : لقاح الإيمان تلاوة القرآن .
- وقال ( عليه السلام ) : من أنس بتلاوة القرآن لم توحشه مفارقة الإخوان .
- وقال( عليه السلام ) - عند ختمه القرآن - : اللهم اشرح بالقرآن صدري ، واستعمل بالقرآن بدني ، ونور بالقرآن بصري ، وأطلق بالقرآن لساني ، وأعني عليه ما أبقيتني ، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك .
- وقال( عليه السلام ) : إلى الله أشكو من معشر يعيشون جهالا ويموتون ضلالا ، ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذ تلي حق تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه .
- وقال ( عليه السلام ) : إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل . . . ليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه ، ولا في البلاد شئ أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر ، فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته ، فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيان . . . ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة .
- وقال( عليه السلام ) : أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه ؟ وقرأوا القرآن فأحكموه .
- وقال ( عليه السلام ) : أوه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه ، وتدبروا الفرض فأقاموه ، أحيوا السنة وأماتوا البدعة ، دعوا للجهاد فأجابوا ، ووثقوا بالقائد فاتبعوه .
- وقال( عليه السلام ) : من قرأ القرآن فمات فدخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا .
- وقال( عليه السلام ) - أيضا - : بينه تبيانا ولا تهذه هذ الشعر ، ولا تنثره نثر الرمل ، ولكن أفزعوا قلوبكم القاسية ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة .
- وقال ( عليه السلام ) - في صفة المتقين - : أما الليل فصافون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم .
- وقال( عليه السلام ) : ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر ، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه .
- وقال( عليه السلام ) : تدبروا آيات القرآن واعتبروا به ، فإنه أبلغ العبر .
- وقال( عليه السلام ) - لاياس بن عامر - : يا أخا عك ، إنك إن بقيت فستقرأ القرآن ثلاثة أصناف : صنف لله عز وجل ، وصنف للدنيا ، وصنف للجدال ، فإن استطعت أن تكون ممن يقرأه لله عز وجل فافعل .
- وقال( عليه السلام ) : القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق .
- وقال( عليه السلام ) - من كتاب له إلى معاوية - : فعدوت على الدنيا بتأويل القرآن .
- وقال( عليه السلام ) : ذلك القرآن فاستنطقوه ، ولن ينطق ، ولكن أخبركم عنه .
- وقال ( عليه السلام ) - في توصيف عترة النبي صلوات الله عليهم - : هم أزمة الحق ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش .
- وقال( عليه السلام ) : إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام ، كل منها شاف كاف ، وهي : أمر ، وزجر ، وترغيب ، وترهيب ، وجدل ، ومثل ، وقصص . وفي القرآن ناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه ، وخاص وعام ، ومقدم ومؤخر ، وعزائم ورخص ، وحلال وحرام ، وفرائض وأحكام ، ومنقطع ومعطوف ، ومنقطع غير معطوف ، وحرف مكان حرف . ومنه ما لفظه خاص ، ومنه ما لفظه عام محتمل العموم ، ومنه ما لفظه واحد ومعناه جمع ، ومنه ما لفظه جمع ومعناه واحد ، ومنه ما لفظه ماض ومعناه مستقبل ، ومنه ما لفظه على الخبر ومعناه حكاية عن قوم آخر ، ومنه ما هو باق محرف عن جهته ، ومنه ما هو على خلاف تنزيله ، ومنه ما تأويله في تنزيله ، ومنه ما تأويله قبل تنزيله ، ومنه ما تأويله بعد تنزيله . ومنه آيات بعضها في سورة وتمامها في سورة أخرى ، ومنه آيات نصفها منسوخ ونصفها متروك على حاله ، ومنه آيات مختلفة اللفظ متفقة المعنى ، ومنه آيات متفقة اللفظ مختلفة المعنى ، ومنه آيات فيها رخصة وإطلاق بعد العزيمة ، لأن الله عز وجل يحب أن يؤخذ برخصه كما يؤخذ بعزائمه . ومنه رخصة صاحبها فيها بالخيار إن شاء أخذ وإن شاء تركها ، ومنه رخصة ظاهرها خلاف باطنها يعمل بظاهرها عند التقية ولا يعمل بباطنها مع التقية ، ومنه مخاطبة لقوم والمعنى لآخرين ، ومنه مخاطبة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ومعناه واقع على أمته ، ومنه لا يعرف تحريمه إلا بتحليله ، ومنه ما تأليفه وتنزيله على غير معنى ما انزل فيه . ومنه رد من الله تعالى واحتجاج على جميع الملحدين والزنادقة والدهرية والثنوية والقدرية والمجبرة وعبدة الأوثان وعبدة النيران ، ومنه احتجاج على النصارى في المسيح ( عليه السلام ) ، ومنه الرد على اليهود ، ومنه الرد على من زعم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأن الكفر كذلك ، ومنه رد على من زعم أن ليس بعد الموت وقبل القيامة ثواب وعقاب .
- وقال( عليه السلام ) - لما سئل عن تفسير المحكم والمتشابه من كتاب الله عز وجل - : أما المحكم الذي لم ينسخه شئ من القرآن فهو قول الله عز وجل : * ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ) * وإنما هلك الناس في المتشابه لأنهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته ، فوضعوا له تأويلات من عند أنفسهم بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء . . . . وأما المتشابه من القرآن فهو الذي انحرف منه ، متفق اللفظ مختلف المعنى ، مثل قوله عز وجل : * ( يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) * فنسب الضلالة إلى نفسه في هذا الموضع ، وهذا ضلالهم عن طريق الجنة بفعلهم ، ونسبه إلى الكفار في موضع آخر ونسبه إلى الأصنام في آية أخرى .
- وقال( عليه السلام ) - لعبد الله بن العباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج - : لا تخاصمهم بالقرآن ، فإن القرآن حمال ذو وجوه ، تقول ويقولون ، ولكن حاججهم ( خاصمهم ) بالسنة ، فإنهم لن يجدوا عنها محيصا .
- عن عكرمة : سمعت ابن عباس يحدث عن الخوارج الذين أنكروا الحكومة فاعتزلوا علي بن أبي طالب ، قال : فاعتزل منهم اثنا عشر ألفا فدعاني علي فقال : اذهب إليهم فخاصمهم وادعهم إلى الكتاب والسنة ، ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه ، ولكن خاصمهم بالسنة .