العتبة العلوية المقدسة - نهج البردة للحافظ البرسي -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الحسين في ضمير الشعراء » نهج البردة للحافظ البرسي

 نهج البردة للحافظ البرسي

 

ما هاجني ذكر ذات البان والعلم


 

ولا السلام على سلمى بذي سلم

ولا على طلل يوما أطلت به

 

مخاطبا لأهيل الحي والخيم

ولا تمسكت بالحادي وقلت له

 

( إن جئت سلما فسل عن جيرة العلم )

لكن تذكرت مولاي الحسين وقد

 

أضحى بكرب البلا كربلاء ظمي

ففاض صبري وفاض الدمع

 

وابتعد الرقاد واقترب السماء بالسقم

وهام إذ همت للعبرات من عدم

 

قلبي ولم أستطع مع ذاك منع دمي

لم أنسه وجيوش الكفر جائشة


 

والجيش في أمل والدين في ألم

تطوف بالطف فرسان الضلال به

 

والحق يسمع والأسماع في صمم

وللمنايا بفرسان المنى عجل

 

والموت يسعى على ساق بلا قدم

مسائلا ودموع العين سائلة

 

وهو العليم بعلم اللوح والقلم

ما اسم هذا الثرى يا قوم ؟ فابتدروا

 

بقولهم يوصلون الكلم بالكلم

بكربلا هذه تدعى ؟ فقال : أجل

 

آجالنا بين تلك الهضب والأكم

حطوا الرحال فحال الموت حل بنا

 

دون البقاء وغير الله لم يدم

يا للرجال لخطب حل مخترم

 

الآجال معتديا في الأشهر الحرم

فها هنا تصبح الأكباد من ظمأ

 

حرى وأجسادها تروى بفيض دم

وها هنا تصبح الأقمار آفلة

 

والشمس في طفل والبدر في ظلم

وها هنا تملك السادات أعبدها

 

ظلما ومخدومها في قبضة الخدم

وها هنا تصبح الأجساد ثاوية

 

على الثرى مطعما للبوم والرخم

وها هنا بعد بعد الدار مدفننا

 

وموعد الخصم عند الواحد الحكم

وصاح بالصحب : هذا الموت

 فابتدروا

 

أسدا فرائسها الآساد في الأجم

من كل أبيض وضاح جبينها

 

يغشى صلى الحرب لا يخشى من الضرم

من كل منتدب لله محتسب



 

في الله منتجب ، بالله معتصم

وكل مصطلم الأبطال ، مصطلم

 

الآجال ، ملتمس الآمال ، مستلم

وراح ثم جواد السبط يندبه

 

عالي الصهيل خليا طالب الخيم

فمذ رأته النساء الطاهرات بدا

 

بكارم الأرض في خلد له وفم

فجئن والسبط ملقى بالنصال أبت

 

من كف مستلم أو ثغر ملتثم

والشمر ينحر منه النحر من حنق

 

والأرض ترجف خوفا من فعالهم

فتستر الوجه في كم عقيلته

 

وتنحني فوق قلب وآله كلم

تدعو أخاها الغريب المستظام أخي

 

يا ليت طرف المنايا عن علاك عم

من اتكلت عليه النساء ؟ ومن

 

أوصيت فينا ؟ ومن يحنو على الحرم

هذي سكينة قد عزت سكينتها

 

وهذه فاطم تبكي بفيض دم

تهوي لتقبيله والدمع منهمر


 

والسبت عنها بكرب الموت في غمم

فيمنع الدم والنصل الكسير به فيمنع
الدم والنصل الكسير به

 

عنها فتنصل لم تبرح ولم ترم

تضمه نحوها شوقا ، وتلثمه

 

ويخضب النحر منه صدرها بدم

تقول من عظم شكواها ولوعتها

 

وحزنها غير منفض ومنفصم

أخي لقد كنت نورا يستضاء به

 

فما لنور الهدى والدين لي ظلم

 

أخي لقد كنت غوثا للأرامل يا


 

غوث اليتامى وبحر الجود والكرم

يا كافلي هل ترى الأيتام بعدك في

 

أسر المذلة والأوصاب والألم

يا واحدي يا بن أمي يا حسين لقد

 

نال العدى ما تمنوا من طلابهم

وبردوا غلل الأحقاد من ضغن

 

وأظهروا ما تخفى في صدورهم

أين الشقيق وقد بان الشقيق وقد

 

جار الرقيق ولج الدهر في الأزم

مات الكفيل وغاب الليث فابتدرت

 

عرج الضباع على الأشبال في نهم

وتستغيث رسول الله صارخة

 

يا جد أين الوصايا في ذوي الرحم

يا جدنا لو رأت عيناك من حزن

 

للعترة الغر بعد الصون والحشم

مشردين عن الأوطان قد قهروا

 

ثكلى أسارى حيارى ضرجوا بدم

يسري بهن سبايا بعد عزهم

 

فوق المطايا كسبي الروم والخدم

هذا بقية آل الله سيد أهل

 

الأرض زين عباد الله كلهم

نجل الحسين الفتى الباقي ووارثه

 

والسيد العابد السجاد في الظلم

يساق في الأسر نحو الشام مهتضما

 

بين الأعادي فمن باك ، ومبتسم

ابن النبي السبط وثغر يقرعه

 

يزيد بغضا لخير الخلق كلهم

أينكث الرجس ثغرا كان قبله

 

من حبة الطهر خير العرب والعجم ؟

ويدعي بعدها الإسلام من سفه

 

وكان أكفر من عاد ومن أرم !

يا ويله حين تأتي الطهر فاطمة

 

في الحشر صارخة في موقف الأمم

تأتي فيطرق أهل الجمع أجمعهم

 

منها حياء ووجه الأرض في قتم

وتشتكي عن يمين العرش صارخة

 

وتستغيث إلى الجبار ذي النقم

هناك يظهر حكم الله في ملأ

 

عصوا وخانوا فيا سحقا لفعلهم

وفي يديها قميص للحسين غدا

 

مضمخا بدم قرنا إلى قدم

أيا بني الوحي والذكر الحكيم ومن

 

ولاهم أملي والبرء من ألمي

حزني لكم أبدا لا ينقضي كمدا

 

حتى الممات ورد الروح في رمم

حتى تعود إليكم دولة وعدت

 

مهدية تملأ الأقطار بالنعم

فليس للدين من حام ومنتصر

 

إلا الإمام الفتى الكشاف للظلم

القائم الخلف المهدي سيدنا

 

الطاهر العلم ابن الطاهر العلم

بدر الغياهب تيار المواهب



 

منصور الكتائب حامي الحل والحرم

يا بن الإمام الزكي العسكري فتى



 

الهادي النقي علي الطاهر الشيم

يا بن الجواد ويا نجل الرضاء ويا

 

سليل كاظم غيظ منبع الكرم

 

خليفة الصادق المولى الذي ظهرت

 

 

علومه فأثارت غيهب الظلم

خليفة الباقر المولى خليفة زين

 

 

العابدين علي طيب الخيم

نجل الحسين شهيد الطف سيدنا

 

وحبذا مفخر يعلو على الأمم

نجل الحسين سليل الطهر فاطمة

 

وابن الوصي علي كاسر الصنم

يا بن النبي ويا بن الطهر حيدرة

 

يا بن البتول ويا بن الحل والحرم

أنت الفخار ومعناه وصورته

 

ونقطة الحكم لا بل خطة الحكم

أيامك البيض خضر فهي خاتمة

 

الدنيا وختم سعود الدين والأمم

متى نراك فلا ظلم ، ولا ظلم

 

والدين في رغد والكفر في رغم

أقبل فسبل الهدى والدين قد
 طمست

 

ومسها نصب والحق في عدم

يا آل طه ومن حبي لهم شرف

 

أعده في الورى من أعظم النعم

إليكم مدحة جاءت منظمة

 

ميمونة صغتها من جوهر الكلم

بسيطة إن شدت أو أنشدت عطرت

 

بمدحكم كبساط الزهر منخرم

بكرا عروسا ثكولا زفها حزن

 

على المنابر غير الدمع لم تسم

يرجو بها ( رجب ) رحب المقام
غدا

 

بعد العناء غناء غير منهدم

يا سادة الحق ما لي غيركم أمل

 

وحبكم عدتي والمدح معتصمي

ما قدر مدحي والرحمن مادحكم

 

في ( هل أتى ) مع نون والقلم

حاشاكم تحرموا الراجي مكارمكم

 

ويرجع الجار عنكم غير محترم

أو يخشى الزلة ( البرسي ) وهو يرى

 

ولاكم فوق ذي القربى وذي الرحم

إليكم تحف التسليم واصلة

 

ومنكم وبكم أنجو من النقم

صلى الله عليكم ما بدا نسم

 

وما أتت بسمات الصبح في الحرم