الموت
- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : لكل حي موت .
- وقال ( عليه السلام ) : الموت أول عدل الآخرة .
- وقال ( عليه السلام ) : بالموت تختم الدنيا .
- وقال ( عليه السلام ) : الموت باب الآخرة .
- وقال( عليه السلام ) : وخلق الآجال فأطالها وقصرها ، وقدمها وأخرها ووصل بالموت أسبابها ، وجعله خالجا لأشطانها ، وقاطعا لمرائر أقرانها .
- وقال ( عليه السلام ) : الحمد لله الذي شرع الإسلام فسهل شرائعه لمن ورده . . . التصديق منهاجه ، والصالحات مناره ، والموت غايته ، والدنيا مضماره ، والقيامة حلبته ، والجنة سبقته .
- وقال( عليه السلام ) : إن الموت هادم لذاتكم ، ومكدر شهواتكم ، ومباعد طياتكم ، زائر غير محبوب ، وقرن غير مغلوب ، وواتر غير مطلوب ، قد أعلقتكم حبائله . . . فيوشك أن تغشاكم دواجي ظلله ، واحتدام علله .
- وقال ( عليه السلام ) : إن لله ملكا ينادي في كل يوم : لدوا للموت ، واجمعوا للفناء ، وابنوا للخراب .
- وقال( عليه السلام ) : ما رأيت إيمانا مع يقين أشبه منه بشك على هذا الإنسان ، إنه كل يوم يودع إلى القبور ، ويشيع ، وإلى غرور الدنيا يرجع ، وعن الشهوة والذنوب لا يقلع ، فلو لم يكن لابن آدم المسكين ذنب يتوكفه ولا حساب يقف عليه إلا موت يبدد شمله ويفرق جمعه ويوتم ولده ، لكان ينبغي له أن يحاذر ما هو فيه بأشد النصب والتعب .
-وقال( عليه السلام ) : عجبت لمن نسي الموت ، وهو يرى الموتى .
- وقال( عليه السلام ) : في كل نفس موت .
- وقال ( عليه السلام ) : في كل وقت فوت . - عنه ( عليه السلام ) : في كل لحظة أجل .
– وقال ( عليه السلام ) : نفس المرء خطاه إلى أجله
- وقال( عليه السلام ) - من وصاياه لابنه الحسن ( عليه السلام ) - : اعلم يا بني أنك إنما خلقت للآخرة لا للدنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وللموت لا للحياة ، وأنك في قلعة ودار بلغة وطريق إلى الآخرة ، وأنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ، ولا يفوته طالبه ، ولابد أنه مدركه ، فكن منه على حذر أن يدركك وأنت على حال سيئة قد كنت تحدث نفسك منها بالتوبة فيحول بينك وبين ذلك ، فإذا أنت قد أهلكت نفسك .
- وقال ( عليه السلام ) : لو أن أحدا يجد إلى البقاء سلما أو لدفع الموت سبيلا لكان ذلك سليمان بن داود ( عليه السلام ) ، الذي سخر له ملك الجن والإنس مع النبوة ، وعظيم الزلفة ، فلما استوفى طعمته واستكمل مدته رمته قسي الفناء بنبال الموت ، وأصبحت الديار منه خالية ، والمساكن معطلة ، وورثها قوم آخرون .
- وقال ( عليه السلام ) : أنتم طرداء الموت ، إن أقمتم له أخذكم ، وإن فررتم منه أدرككم ، وهو ألزم لكم من ظلكم ، الموت معقود بنواصيكم .
- وقال( عليه السلام ) : إن الموت لمعقود بنواصيكم ، والدنيا تطوى من خلفكم .
- وقال ( عليه السلام ) : الموت ألزم لكم من ظلكم ، وأملك بكم من أنفسكم .
- وقال ( عليه السلام ) : كل معدود منقض ، وكل متوقع آت .
- وقال ( عليه السلام ) : لكل ذي رمق قوت ، ولكل حبة آكل ، وأنت قوت الموت .
- وقال ( عليه السلام ) : أيها الناس كل امرئ لاق في فراره ما منه يفر ، والأجل مساق النفس إليه ، والهرب منه موافاته .
- وقال( عليه السلام ) : ووأي على نفسه ألا يضطرب شبح مما أولج فيه الروح ، إلا وجعل الحمام موعده ، والفناء غايته .
- وقال ( عليه السلام ) : ما ينجو من الموت من خافه ، ولا يعطى البقاء من أحبه .
- وقال ( عليه السلام ) : إن الموت طالب حثيث لا يفوته المقيم ، ولا يعجزه الهارب .
- وقال( عليه السلام ) : احذروا عباد الله الموت وقربه ، وأعدوا له عدته ، فإنه يأتي بأمر عظيم وخطب جليل ، بخير لا يكون معه شر أبدا ، أو شر لا يكون معه خير أبدا ، فمن أقرب إلى الجنة من عاملها ! ومن أقرب إلى النار من عاملها ! .
- وقال ( عليه السلام ) : إذا كنت في إدبار والموت في إقبال فما أسرع الملتقى .
- وقال ( عليه السلام ) : من رأى الموت بعين يقينه رآه قريبا .
- وقال ( عليه السلام ) : الأمر قريب والاصطحاب قليل .
- وقال( عليه السلام ) : الرحيل وشيك .
- وقال ( عليه السلام ) : لا غائب أقرب من الموت .
- وقال ( عليه السلام ) : غائب الموت أحق منتظر ، وأقرب قادم .
- وقال ( عليه السلام ) : إن غاية تنقصها اللحظة وتهدمها الساعة لجديرة بقصر المدة ، وإن غائبا يحدوه الجديدان لحري بسرعة الأوبة .
- وقال ( عليه السلام ) : أوقات الدنيا وإن طالت قصيرة ، والمتعة بها وإن كثرت يسيرة .
- وقال ( عليه السلام ) : كل متوقع آت ، كل آت فكأن قد كان .
- وقال ( عليه السلام ) : ما أقرب الحياة من الموت .
- وقال ( عليه السلام ) : ما أقرب الحي من الميت للحاقه به ، ما أبعد الميت من الحي لانقطاعه عنه .
- وقال( عليه السلام ) - وقد سئل عن تفسير الموت - : على الخبير سقطتم ، هو أحد ثلاثة أمور يرد عليه : إما بشارة بنعيم الأبد ، وإما بشارة بعذاب الأبد ، وإما تحزين وتهويل وأمر [ ه ] مبهم ، لا يدري من أي الفرق هو . . . .
- وقال( عليه السلام ) : أفضل تحفة المؤمن الموت .
- وقال( عليه السلام ) : ما أنفع الموت لمن أشعر الإيمان والتقوى قلبه .
- وقال( عليه السلام ) : لا مريح كالموت .
- وقال( عليه السلام ) : في الموت راحة السعداء .
- وقال( عليه السلام ) : إن في الموت لراحة لمن كان عبد شهوته وأسير أهويته ، لأنه كلما طالت حياته كثرت سيئاته وعظمت على نفسه جناياته
- وقال ( عليه السلام ) : فإن الله تبارك وتعالى يدبر الأمور كيف يشاء ، ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء ، أما ملك الموت فإن الله يوكله بخاصة من يشاء من خلقه ، ويوكل رسله من الملائكة خاصة بمن يشاء من خلقه ، والملائكة الذين سماهم الله عز ذكره وكلهم بخاصة من يشاء من خلقه ، إنه تبارك وتعالى يدبر الأمور كيف يشاء ، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس ، لأن منهم القوي والضعيف ، ولأن منه ما يطاق حمله ، ومنه ما لا يطاق حمله إلا من يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه . وإنما يكفيك أن تعلم أن الله المحيي المميت ، وأنه يتوفى الأنفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم .
- وقال( عليه السلام ) : موت الأبرار راحة لأنفسهم ، وموت الفجار راحة للعالم .
- وقال( عليه السلام ) : اذكروا هادم اللذات ، ومنغص الشهوات ، وداعي الشتات ، اذكروا مفرق الجماعات ، ومباعد الأمنيات ، ومدني المنيات ، والمؤذن بالبين والشتات .
- وقال( عليه السلام ) : من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير .
- وقال( عليه السلام ) : كيف تنسى الموت وآثاره تذكرك ؟ ! .
- وقال( عليه السلام ) : أوصيكم بذكر الموت وإقلال الغفلة عنه ، وكيف غفلتكم عما ليس يغفلكم ، وطمعكم فيمن ليس يمهلكم ! فكفى واعظا بموتى عاينتموهم .
- وقال( عليه السلام ) : أكثروا ذكر الموت ، ويوم خروجكم من القبور ، وقيامكم بين يدي الله عز وجل ، تهون عليكم المصائب .
- وقال( عليه السلام ) : أكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات وكفى بالموت واعظا ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول : أكثروا ذكر الموت ، فإنه هادم اللذات حائل بينكم وبين الشهوات .
- وقال( عليه السلام ) - لابنه الحسن ( عليه السلام ) - : يا بني أكثر من ذكر الموت ، وذكر ما تهجم عليه وتفضي بعد الموت إليه ، حتى يأتيك وقد أخذت منه حذرك وشددت له أزرك ، ولا يأتيك بغتة فيبهرك .
- وقال ( عليه السلام ) : من أكثر من ذكر الموت قلت في الدنيا رغبته .
- وقال ( عليه السلام ) : من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا بالكفاف .
- وقال( عليه السلام ) : استعدوا للموت فقد أظلكم ، وكونوا قوما صيح بهم فانتبهوا ، وعلموا أن الدنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا . . . وما بين أحدكم وبين الجنة أو النار إلا الموت أن ينزل به . . . نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم ممن لا تبطره نعمة ، ولا تقصر به عن طاعة ربه غاية ، ولا تحل به بعد الموت ندامة ولا كآبة . - وقال ( عليه السلام ) : ترحلوا فقد جد بكم ، واستعدوا للموت فقد أظلكم .
- وقال( عليه السلام ) : إن أمرا لاتعلم متى يفجأك ينبغي أن تستعد له قبل أن يغشاك .
- وقال ( عليه السلام ) : أسمعوا دعوة الموت آذانكم قبل أن يدعى بكم .
- وقال ( عليه السلام ) : إن العاقل ينبغي أن يحذر الموت في هذه الدار ، ويحسن له التأهب قبل أن يصل إلى دار يتمنى فيها الموت فلا يجده .
- وقال ( عليه السلام ) : إذا كان هجوم الموت لا يؤمن ، فمن العجز ترك التأهب له .
- وقال( عليه السلام ) : تارك التأهب للموت واغتنام المهل غافل عن هجوم الأجل ، ترحلوا فقد جد بكم ، واستعدوا للموت فقد أظلكم .
- وقال ( عليه السلام ) : اعلم أن أمامك عقبة كؤودا المخف فيها أحسن حالا [ امرأ ] من المثقل ، والمبطئ عليها أقبح حالا من المسرع . . . فارتد لنفسك قبل نزولك ، ووطئ المنزل قبل حلولك .
- وقال( عليه السلام ) : إياك أن ينزل بك الموت وأنت آبق عن ربك في طلب الدنيا .
- وقال( عليه السلام ) : إن وراءك طالبا حثيثا من الموت ، فلا تغفل .
- وقال( عليه السلام ) : من استعد لسفره قر عينا بحضره .
- وقال( عليه السلام ) : إن قادما يقدم بالفوز أو الشقوة لمستحق لأفضل العدة .
- وقال( عليه السلام ) : أزهد في الدنيا واعزف عنها ، وإياك أن ينزل بك الموت وأنت آبق من ربك في طلبها فتشقى .
- وقال( عليه السلام ) : عجبت لمن يرى أنه ينقص كل يوم في نفسه وعمره وهو لا يتأهب للموت .
- وقال( عليه السلام ) : لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل . . . يخشى الموت ، ولا يبادر الفوت .
- وقال ( عليه السلام ) : بادروا الموت وغمراته ، وامهدوا له قبل حلوله ، وأعدوا له قبل نزوله .
- وقال ( عليه السلام ) : بادروا الموت الذي إن هربتم منه أدرككم ، وإن أقمتم أخذكم ، وإن نسيتموه ذكركم .
- وقال ( عليه السلام ) : بادروا أمر العامة وخاصة أحدكم وهو الموت ، فإن الناس أمامكم ، وإن الساعة تحدوكم من خلفكم ، تخففوا تلحقوا ، فإنما ينتظر بأولكم آخركم . من عد غدا من أجله
- وقال( عليه السلام ) : ما أنزل الموت حق منزلته من عد غدا من أجله .
- وقال( عليه السلام ) : تزودوا في الدنيا من الدنيا ما تحرزون [ تحوزون - خ - ل ] به أنفسكم غدا .
- وقال( عليه السلام ) : تزودوا في أيام الفناء لأيام البقاء ، قد دللتم على الزاد ، وأمرتم بالظعن ، وحثثتم على المسير .
- وقال ( عليه السلام ) : عليكم بالجد والاجتهاد ، والتأهب والاستعداد ، والتزود في منزل الزاد .
- وقال ( عليه السلام ) : فليعمل العامل منكم في أيام مهله قبل إرهاق أجله . . . وليتزود من دار ظعنه لدار إقامته .
- وقال ( عليه السلام ) : ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول أعمارا ، وأبقى آثارا . . . تعبدوا للدنيا أي تعبد ، وآثروها أي إيثار ، ثم ظعنوا عنها بغير زاد مبلغ ولا ظهر قاطع .
- وقال ( عليه السلام ) : إن الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها .
- وقال ( عليه السلام ) : إنما الدنيا منتهى بصر الأعمى ، لا يبصر مما وراءها شيئا ، والبصير ينفذها بصره ويعلم أن الدار وراءها ، فالبصير منها شاخص ، والأعمى إليها شاخص ، والبصير منها متزود ، والأعمى لها متزود .
- وقال ( عليه السلام ) : إن الدنيا لم تخلق لكم دار مقام ، بل خلقت لكم مجازا لتزودوا منها الأعمال إلى دار القرار .
- وقال ( عليه السلام ) : رحم الله امرأ . . . اغتنم المهل ، وبادر الأجل ، وتزود من العمل .
- وقال ( عليه السلام ) : إنك لن يغني عنك بعد الموت إلا صالح عمل قدمته ، فتزود من صالح العمل .
- وقال ( عليه السلام ) : لا خير في شئ من أزوادها إلا التقوى .
- وقال ( عليه السلام ) : أوصيكم عباد الله بتقوى الله التي هي الزاد وبها المعاذ [ المعاد - خ - ل ] : زاد مبلغ ، ومعاذ منجح .
- وقال( عليه السلام ) - إذا صلى العشاء الآخرة ينادي الناس ثلاث مرات حتى يسمع أهل المسجد - : أيها الناس تجهزوا رحمكم الله ، فقد نودي فيكم بالرحيل ، فما التعرج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل ؟ ! تجهزوا رحمكم الله ، وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو التقوى .
- وقال( عليه السلام ) - أنه كان ينادي في كل ليلة حين يأخذ الناس مضاجعهم للمنام بصوت يسمعه كافة أهل المسجد ومن جاوره من الناس - : تزودوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل ، وأقلوا العرجة على الدنيا ، وانقلبوا بصالح ما يحضركم من الزاد ، فإن أمامكم عقبة كؤودا ومنازل مهولة . . . .
- وقال ( عليه السلام ) - وكان كثيرا ما ينادي به أصحابه - : تجهزوا رحمكم الله ! فقد نودي فيكم بالرحيل ، وأقلوا العرجة على الدنيا ، وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد ، فإن أمامكم عقبة كؤودا ، ومنازل مخوفة مهولة ، لابد من الورود عليها ، والوقوف عندها . . . فقطعوا علائق الدنيا واستظهروا بزاد التقوى .
- وقال ( عليه السلام ) - لرجل ذم الدنيا كل الذم - : أيها الذام للدنيا ، أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك ؟ . . . ثم التفت إلى أهل المقابر فقال : يا أهل التربة ، ويا أهل الغربة ، أما المنازل فقد سكنت ، وأما الأموال فقد قسمت ، وأما الأزواج فقد نكحت ، هذا خبر ما عندنا ، فما خبر ما عندكم ؟ ثم أقبل على أصحابه فقال : والله لو اذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى .
- وقال ( عليه السلام ) - وقد مر على المقابر - : السلام عليكم يا أهل القبور ، أنتم لنا سلف ، ونحن لكم خلف ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أما المساكن فسكنت ، وأما الأزواج فنكحت ، وأما الأموال فقسمت ، هذا خبر ما عندنا ، فليت شعري ما خبر ما عندكم ؟ ثم قال : أما إنهم إن نطقوا لقالوا : وجدنا التقوى خير زاد .
- وقال ( عليه السلام ) - لما أشرف على القبور وهو يرجع من صفين - : يا أهل الديار الموحشة ، والمحال المقفرة ، والقبور المظلمة ، يا أهل التربة ، يا أهل الغربة ، يا أهل الوحدة ، يا أهل الوحشة ، أنتم لنا فرط سابق ، ونحن لكم تبع لاحق . أما الدور فقد سكنت ، وأما الأزواج فقد نكحت ، وأما الأموال فقد قسمت . هذا خبر ما عندنا ، فما خبر ما عندكم ؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال : أما لو اذن لهم في الكلام لأخبروكم أن ( خير الزاد التقوى ) .
- وقال ( عليه السلام ) : آه ! من قلة الزاد ، وطول الطريق ، وبعد السفر ، وعظيم المورد ! .
- وقال( عليه السلام ) - لما سئل عن الاستعداد للموت - : أداء الفرائض ، واجتناب المحارم ، والاشتمال على المكارم ، ثم لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه ، والله ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه .
- وقال ( عليه السلام ) : إنما الاستعداد للموت تجنب الحرام ، وبذل الندى والخير .
- وقال( عليه السلام ) - للحارث الهمذاني - : وأكثر ذكر الموت وما بعد الموت ، ولا تتمن الموت إلا بشرط وثيق .
- وقال( عليه السلام ) - في صفة المأخوذين على الغرة - : اجتمعت عليهم سكرة الموت وحسرة الفوت ، ففترت لها أطرافهم ، وتغيرت لها ألوانهم . ثم ازداد الموت فيهم ولوجا ، فحيل بين أحدهم وبين منطقه ، وإنه لبين أهله ينظر ببصره ويسمع باذنه على صحة من عقله وبقاء من لبه ، يفكر فيم أفنى عمره ، وفيم أذهب دهره ! ويتذكر أموالا جمعها ، أغمض في مطالبها ، وأخذها من مصرحاتها ومشتبهاتها ، قد لزمته تبعات جمعها ، وأشرف على فراقها ، تبقى لمن وراءه ينعمون فيها ، ويتمتعون بها ، فيكون المهنأ لغيره والعب ء على ظهره ، والمرء قد غلقت [ علقت ] رهونه بها ، فهو يعض يده ندامة على ما أصحر له عند الموت من أمره ، ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره ، ويتمنى أن الذي كان يغبطه بها ويحسده عليها قد حازها دونه ! فلم يزل الموت يبالغ في جسده حتى خالط لسانه سمعه ، فصار بين أهله لا ينطق بلسانه ، ولا يسمع بسمعه ، يردد طرفه بالنظر في وجوههم ، يرى حركات ألسنتهم ، ولا يسمع رجع كلامهم . ثم ازداد [ زاد ] الموت التياطا به ، فقبض بصره كما قبض سمعه ، وخرجت الروح من جسده ، فصار جيفة بين أهله . . . .
- وقال( عليه السلام ) : إن للموت لغمرات هي أفظع من أن تستغرق بصفة ، أو تعتدل على عقول أهل الدنيا .
- وقال( عليه السلام ) : فإنكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم ، وسمعتم وأطعتم ، ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا ، وقريب ما يطرح الحجاب ! .
- وقال( عليه السلام ) : شوقوا أنفسكم إلى نعيم الجنة تحبوا الموت وتمقتوا الحياة .
- وقال( عليه السلام ) - لمحمد بن أبي بكر لما ولاه مصر - : احذروا يا عباد الله الموت وسكرته ، وأعدوا له عدته ، فإنه يفجأكم بأمر عظيم ، بخير لا يكون معه شر أبدا ، أو بشر لا يكون معه خير أبدا . . . إنه ليس أحد من الناس تفارق روحه جسده حتى يعلم أي المنزلتين يصل ، إلى الجنة أم إلى النار ، أعدو هو لله أم ولي [ له ] ، فإن كان وليا لله فتحت له أبواب الجنة وشرعت له طرقها ورأي ما أعد الله له فيها ، ففرغ من كل شغل ووضع عنه كل ثقل ، وإن كان عدوا لله فتحت له أبواب النار وشرعت له طرقها ونظر إلى ما أعد الله له فيها ، فاستقبل كل مكروه وترك كل سرور . كل هذا يكون عند الموت ، وعنده يكون اليقين ، قال الله عز اسمه : ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) ويقول : ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء . . . ) . . . .
- الحارث الهمداني : أتيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذات يوم نصف النهار فقال : ما جاء بك ؟ قلت : حبك والله ، قال ( عليه السلام ) : إن كنت صادقا لتراني في ثلاثة مواطن : حيث تبلغ نفسك هذه - وأومأ بيده إلى حنجرته - وعند الصراط ، وعند الحوض .
- وقال( عليه السلام ) : من أحبني وجدني عند مماته بحيث يحب ، ومن أبغضني وجدني عند مماته بحيث يكره .
- وقال( عليه السلام ) : يا عباد الله ما بعد الموت لمن لم يغفر له أشد من الموت ، القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته . . . .
- وقال( عليه السلام ) : الجاهل ميت بين الأحياء .
- وقال ( عليه السلام ) : وآخر قد تسمى عالما وليس به . . . فالصورة صورة إنسان ، والقلب قلب حيوان ، لا يعرف باب الهدى فيتبعه ، ولا باب العمى فيصد عنه ، وذلك ميت الأحياء ! .
- وقال ( عليه السلام ) : الكذاب والميت سواء ، فإن فضيلة الحي على الميت الثقة به ، فإذا لم يوثق بكلامه بطلت حياته .
- وقال ( عليه السلام ) - في صفة الزهاد - : ويرون أهل الدنيا يعظمون موت أجسادهم ، وهم أشد إعظاما لموت قلوب أحيائهم .
- وقال ( عليه السلام ) - في ذكر فتنة بني أمية - : كان أهل ذلك الزمان ذئابا ، وسلاطينه سباعا ، وأوساطه اكالا ، وفقراؤه أمواتا .
- وقال( عليه السلام ) : لم يمت من ترك أفعالا يقتدى بها من الخير ، من نشر حكمة ذكر بها .
- وقال( عليه السلام ) : والله ما فجأني من الموت وارد كرهته ، ولا طالع أنكرته ، وما كنت إلا كقارب ورد ، وطالب وجد ، وما عند الله خير للأبرار .
- وقال( عليه السلام ) - لما تبع جنازة فسمع رجلا يضحك - : كأن الموت فيها على غيرنا كتب ، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الذي نرى من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون ، نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم ، ثم قد نسينا كل واعظ وواعظة ، ورمينا بكل فادح وجائحة .
- وقال( عليه السلام ) : أمرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن ندفن موتانا وسط قوم صالحين ، فإن الموتى يتأذون بجار السوء كما يتأذى به الأحياء . ›
- وقال( عليه السلام ) : أشد من الموت طلب الحاجة من غير أهلها .
- وقال( عليه السلام ) : أشد من الموت ما يتمنى الخلاص منه بالموت .