العتبة العلوية المقدسة - شّك فيه المرتابون -
» سيرة الإمام » » المناسبات » لمحات من حياة الامام الجواد عليه السلام » حياة الامام الجواد عليه السلام » شّك فيه المرتابون

 

شّك فيه المرتابون

 

قال ابن شهر آشوب في مناقبه:

كان عليه السلام  شديد الأدمة، فشّك فيه المرتابون، وهو بمكة فعرضوه على القافة(

[1]) فلما نظروا إليه خرّوا لوجوههم سجداً، ثم قاموا فقالوا: يا ويحكم أمثل هذا الكوكب الدرّي والنور الزاهر تعرضون على مثلنا، وهذا والله الحسب الزكي، والنسب المهذّب الطاهر، ولدته النجوم الزواهر، والأرحام الطواهر، والله ما هو إلا من ذريّة النبيّ صلى الله عليه واله  وأمير المؤمنين عليه السلام  وهو عليه السلام  في ذلك ابن خمس وعشرين شهراً، فنطق عليه السلام  بلسان أرهف من السيف، وأفصح من الفصاحة، يقول عليه السلام :

 

الحمد لله الذي خلقنا من نوره، واصطفانا من بريّته، وجعلنا أمناء على خلقه ووحيه، معاشر الناس أنا محمد بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن سيّد العابدين، بن الحسين الشهيد، بن أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب وابن فاطمة الزهراء، بنت محمد المصطفى i.

 

أفي مثلي يشك، وعلى الله تبارك وتعالى وعلى جدّي يفترى، وأعرض على القافة، إنّي والله لأعلم ما في سرائرهم وخواطرهم، وإنّي والله لأعلم الناس أجمعين بما هم إليه صائرون، أقول حقاً وأظهر صدقاً، علماً قد نبأه الله تبارك وتعالى قبل الخلق أجمعين، وقبل بناء السماوات والأرضين.

وأيم الله لولا تظاهر الباطل علينا، وغواية الكفر وتوثب أهل الشرك والشك والشقاق علينا لقلت قولاً يعجب منه الأوّلون والآخرون، ثم وضع عليه السلام  يده على فيه، ثم قال عليه السلام : يا محمد اصمت كما صمت آباؤك: ]فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون[(

[2]).

 

ثم أتى عليه السلام  إلى رجل بجانبه، فقبض ـ الرجل ـ على يده عليه السلام  فما زال يمشي، يتخطّى رقاب الناس، وهم يفرجون له عليه السلام : قال: فرأيت مشيخة أجلاؤهم ينظرون إليه ويقولون: ]الله أعلم حيث يجعل رسالته[ فسألت عنهم، فقيل: هؤلاء قوم من بني هاشم من أولاد عبد المطلب..

فبلغ الرضا عليه السلام  وهو في خراسان ما صنع ابنه عليه السلام  فقال عليه السلام : الحمد لله ثم ذكر ما قذفت به مارية القبطية([3])، ثم قال عليه السلام : الحمد لله الذي جعل في ابني محمد أسوةً برسول الله صلى الله عليه واله  وابنه إبراهيم(

[4]).

 



([1]) القائف: هو الذي يعرف الآثار ويلحق الولد بالوالد، والأخ بأخيه، الجمع قافة (مجمع البحرين).

([2]) سورة الاحقاف: 35.

([3]) انظر تفسير القمي: ج2 ص99 ط بيروت.

([4]) مناقب ابن شهر آشوب: ج4 ص387 ط قم.