العتبة العلوية المقدسة - صالح التميمي -
» » سيرة الإمام » الامام علي في ضمير الشعراء » شعراء القرن الثالث عشر الهجري » صالح التميمي

صالح التميمي

(( 1190 ــ 1261 هـ ))

هو ابو سعيد الشيخ صالح بن درويش بن علي بن محمد حسين ابن زين العابدين الكاظمي النجفي الحلي البغدادي المعروف بالشيخ صالح التميمي الشاعر المشهور

ولد في الكاظمية سنة 1190 هـ(

 

[1]) 

عُرف شاعرنا من بيت ادب وكمال , حيث ربي في حجر جده الشيخ علي الرزيني الشهير بعد وفاة والده وهو انذاك لم يبلغ سن التكليف .

هاجر الى النجف الاشرف ونشأ فيها على المجالس الادبية إتصل خلال اقامته في النجف الاشرف بزعماء خزاعة فتجول في ربوعهم واقام مدة في ارياف الفرات حيث امتزج فيها بمعظم عشائره .

انتقل الى الحلة وسكن فيها بعد وفاة استاذه السيد مهدي الطباطبائي كثيراً ما تردد على بغداد حيث استقدمه واليها داود باشا فسكنها وعينه كاتباً في ديوانه واتخذ منه شاعراً خاصاً لدولته , وبقي شاعرنا في مصبه عندما قدم علي رضا باشا خلفاً لداود باشا فعرف فضل شاعرنا واكرمه .

توفي التميمي بالكاظمية مسقط راسه وقيل ببغداد 16 شعبان سنة 1261 هـ الموافق 1845 م ودفن بجوار مرقد الامامين الجوادين عليهما السلام   وكان ذلك يوم الخميس بعد الظهر ورثاه فريق من الشعراء منهم الشيخ ابراهيم العاملي بقصيدة مطلعها :

أثاره : 1ــ شرك العقول وغرائب النقول : فيه بحث عن عصر الوزير داود وذكر الحوادث التي جرت في عهده .2ــ وشاح الرود والجواهر والعقود في نظم الوزير داود : جمع فيه كثيراً من نظم الوزير ومساجلاته مع شعراء عصره .3ــ الاخبار المستفادة من منادمات الشاه زادة .4ــ الروضة التميمية : مدح بها صديقه الشاعر عبد علي الحويزي .5ــ ديوان شعره : جمعه ولده كاظم

قال يمدح امير المؤمنين عليه السلام :

غاية المدح في علاك ابتداه

 

ليت شعري ما تصنع الشعراء

يا اخا المصطفى وخير ابن عم

 

وامير ان عدت الامراء

ما نرى ما استطال الا تناهى

 

ومعاليك ما لهن انتهاء

فلك دائر اذا غاب جزء

 

من نواحيه اشرقت اجزاء

او كبدر ما يعتريه خفاء

 

من غمام الا عراه انجلاء

يحذر البحر حوله الجزر لكن

 

غارة المد غارة شعواء

ربما عالج من الرمل يحصى

 

لم يضق في رماله الاحصاء

يا صراطاً الى الهدى مستقيماً

 

وبه جاء للصدور الشفاء

بني الدين فاستقام ولولا

 

ضرب ماضيك ما استقام البناء

انت للحق سلم ما لراق

 

يتأتى بغيره الارتقاء

معدن الناس كلها الارض لكن

 

انت من جوهر وهم حصباء

شبه الشكل ليس يقضي التساوي

 

انما في الحقائق الاستواء

شرف الله فيك صلباً فصلباً

 

ازكياء نمتهم ازكياء

فكأن الاصلاب كانت بروجاً

 

ومن الشمس عمهن البهاء

لم تلد هاشمية هاشمياً

 

كعلي وكلهم نجباء

وضعته ببطن اول بيت

 

ذاك بيت يفخره الاكتفاء

امر الناس بالمودة لكن

 

منهم احسنوا ومنهم اساؤا

يا بن عم النبي اليس ودادي

 

وداد يكون فيه الرياء

الورى فيك بين غال وقال

 

وموال وذو الصواب الولاء

وولائي ان بحت فيه بشيء

 

فبنفسي تخلقت اشياء

تقي ملحداً واخشى عدواً

 

يتمادى ومذهبي الاتقاء

وفراراً من نسبة لغلو

 

انما الكفر سواء

ذا مبيت الفراش يوم قريش

 

كفراش وانت فيه ضياء

فكأني ارى الصناديد منهم

 

وبأيديهم سيوف ظماء

صاديات الى دم هو للماء

 

طهور لو غيرته الدماء

دم من ساد في الانام جميعاً

 

ولديه احرارها ادعياء

قصرت مذ رأوك منهم خطاهم

 

ولديهم قد استبان الخطاء

شكر الله منك سعياً عظيماً

 

قصرت عن بلوغه الاتقياء

عميت اعين عن الرشد منهم

 

وبذات الفقار زال العماء

يستغيثون في يغوث الى ان

 

منك قد حل في يغوث القضاء

لك طول على قريش بيوم

 

فيه طول وريحه نكباء

كم رجال اطلقتهم بعد اسر

 

اشنع الاسر انهم طلقاء

يردع الخصم شاهدن حنين

 

بعد بدر لو قال هذا ادعاء

ان يوم النفير والعير يوم

 

هو في الدهر راية ولواء

سل وليداً وعتبة ما دعاهم

 

لفناء عدا عليه الفناء

الا تسل شيبة فقد اسكرته

 

نشوة كرمها القنا والظباء

قد دعوا للنزال انصار صدق

 

زان فيهم عفافهم والحياء

برز الاوس نحوهم فاجابوا

 

لا حياء فلتبرز الاكفاء

ثم اسكنتهم بقعر قليب

 

بعد ما عنهم يضيق الفضاء

وحنين وقد شكت ثقل حمل

 

مذ وطاها حسامك الغبراء

حل في بطنها من الشرك رهط

 

حاربوا المصطفى وبالاثم باؤا

ليس الا مخاضها يوم الشر

 

يوم تعرف المخاض النساء

احد قد ارتك اثبت منهم

 

يوم ضاقت من القنا البيداء

يوم حاصت ليوث قحطان رعبا

 

وبلاء الاصحاب ذاك البلاء

وخبت جمرة لعبد مناف

 

صح من حرها الهدى والسناء

لست انسى اذا نسيت الرزايا

 

كبداً فلذة لهند غذاء

كم شرفتم من آل حرب بحرب

 

والى الله ترجع الخصماء

ليس خطباً بل كان اعظم خطب

 

كسر سن لها النفوس فداء

فر من فر والمنادي ينادي

 

اثر من لا بسمعهم اصغاء

كل هذا وانت تبري نفوساً

 

هم لمن حل في الصفا رؤوساء

ولصبر صبرته ولعبء

 

قد تحملته اتاك النداء

لا فتى في الانام الا علي

 

وكذا السيف عمه استثناء

ثم في فتح خيبر نلت فخراً

 

شاهد الفخر راية بيضاء

اعطيت ذا بسالة حباء الله

 

يميناً ما فوق هذا عطاء

فسقى مرحباً بكأس ابن ود

 

مسكراً عنه تقصر الصهباء

ودحا باب خيبر بيمين

 

هي للدين عصمة ووقاء

قال لما شكت مواضيه سغباً

 

تلك ام القرى وفيها القراء

جاء نصر الآله في ذلك اليوم

 

وبالفتح تمت النعماء

وحديث ( الغدير ) فيه بلاغ

 

في معانيه حارت الآراء

هبط الروح مستقلاً أمر

 

من مليك الاؤه الآلاء

بهجير من الفلا وهجير

 

محرق منه تفزع الحرباء

قال بلغ ما انزل الله فيمن

 

تشكر الارض فضله والسماء

فاناخ الركاب بين بطاح

 

لم يحم حولها الكلا والماء

ثم نادى اكرم به من مناد

 

حان فرض وللفروض اداء

فاستداروا من حوله كنجوم

 

حول بدر تجلى به الظلماء

فبدا منه ما بدا فيك مدح

 

فتحت منه فتنة صماء

هو حكم لكنه غير ماض

 

رب حكم قد خانه الامضاء

انما المصطفى مدينة علم

 

بابها انت والورى شهداء

انت فصل الخطاب حين القضايا

 

علم فيك تقتدي العلماء

وفصيح كل الانام لديه

 

بعد طه فصيحهم فأفاء

ليس الاك للفصاحة نهج

 

وعلى النهج تسلك البلغاء

ثم لما هنالك انقطع الوحـ

 

ـي وفي الخافقين قام العزاء

وبكت فاطم لفقد ابي الكل

 

فاشجى القلوب ذاك البكاء

واستقامت نيفاً وعشرين عاما

 

مقلة الدين لم يصبها قذاء

سار فيها النور المبين بهدي

 

وعلى هديه مضى الخلفاء

قل لمن قال بينهم كان شيء

 

قال رب هم بينهم رحماء

ذا اعتقادي ومن يقل غير هذا

 

انني والآله منه براء

مذ ترديت بالخلافة اورى

 

نارهم في القلوب ذاك الرداء

يوم غصت فيحاؤهم بخميس

 

زال فيه عن القلوب الصداء

اصبحت ضبة كاعجاز نخل

 

حان فيها عند اللقاء البقاء

وابيحت ارواحهم ودماهم

 

واصيبت اموالهم والنساء

وبصفين وقعة ما علمنا

 

انتج الحرب مثلها والوغاء

يوم وافت كتائب الشام تترى

 

حمير والسكاسك السفهاء

قادهم ذو الكلاع في يوم بدر

 

مثلما قاد ذا الكلاع البغاء

جيش في قلبه اسد اللـ

 

ـه وخيل من فوقها اصفياء

راكع يسجد اذا جن ليل

 

حلفاء مع الوغى اصدقاء

عالجوا الشام بالقنا لسقام

 

حل فيه والداء ذاك الداء

ان تسل عن مصاحف رفعوها

 

هو مكر عن الكفاح وقاء

شبهات كفى بها قتل عما

 

ر بياناً لو انهم عقلاء

قد تجرعت صابها لا لشوق

 

حركته البيضاء والصفراء

يوم طلقتها فسامتك لدغاً

 

وهي افعى يعز فيها الرقاء

قلدت كلب ملجم سيف غدر

 

قد سقته زفافها الرقشاء

ما عرا الدين مثل يومك خطب

 

مدلهم ونكبة دهياء

ثم كر البلا واي بلاء

 

مستطيل اتت به كربلاء

يوم باتت تبكي السماء عليهم

 

بدماء وهل يفيد البكاء

ايها الراكب المهجر يحدوا

 

بعملات ما مسها الانضاء

يمم الراكب للغري ففيه

 

بحر جود وروضة غناء

ثم قم مقام من مسه الضر

 

وغاداه كل يوم عناء

واذل عبرة كصواب سحاب

 

هطلت عنه ديمة وطفاء

والتثم تربة وقل يا غياثي

 

ورجائي ان خاب مني الرجاء

ان اتتكم هدية مثل قدري

 

فبمقداركم سيأتي الجزاء(

 

[2])

 



([1] ) شعراء الحلة / ج3 / 142 , معجم الشعراء العراقيين / 165  .

([2] ) أعيان الشيعة / ج36 / 212 ـ 218 .