العتبة العلوية المقدسة - سورة الليل -
» » سيرة الإمام » نماذج من تفسير الامام علي للقران » سورة الليل

 

سورة الليل
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشى وَالنَّهَارِ إِذَاتَجَلّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاُْنْثى
*ـ عن علي  (عليه السلام) قال: بينما نحن حول رسول الله (صلى الله عليهوسلم)، فنظر في وجوهنا فقال: ما منكم من أحد إلاّ وقد علم مكانه من الجنّة والنار،ثمّ تلا هذه السورة الآيةوَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاْنْثى إِنَّسَعْيَكُمْ لَشَتّى}إلى {الْيُسْرىقال: طريقالجنّة،وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَبِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى}قال: طريق النار. ([1])
 
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَبِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى
*ـ مسلم، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بنإبراهيم، (واللفظ لزهير) قال إسحاق: أخبرنا، وقالالآخران: حدّثنا جرير، عن منصور عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي قال: كنّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقعد وقعدناحوله، ومعه مِخصرة، فنكّس فجعل ينكت بمخصرته، ثمّ قال: ما منكم من أحد من نفسمنفوسة إلاّ وقد كتب الله مكانها من الجنّة والنار، وإلاّ وقد كتبت شقية أو سعيدة،قال: فقال رجل: يا رسول الله أفلا نَمكُثُ على كتابنا ونَدَع العمل؟ فقال: من كانمن أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عملأهل الشقاوة، فقال: اعملوا فكلّ مُيسّر، أمّا أهل السعادة فييسّرون لعمل أهلالسعادة، وأمّا أهل الشقاوة فييسّرون لعمل أهل الشقاوة، ثمّ قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرَهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَبِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ([2])
*ـ البخاري، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة،عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي (رضي الله عنه) قال: كنّا مع النبي (صلى اللهعليه وسلم) في بقيع الغرقد في جنازة، فقال: ما منكم من أحد إلاّ وقد كتب مقعده منالجنّة، ومقعده من النار، فقالوا: يا رسول الله أفلا نتّكل؟ فقال: اعملوا فكلّميسّر، ثمّ قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَبِالْحُسْنى ـ إلى قوله ـ لِلْعُسْرى ([3])
*ـ عن علي  (عليه السلام) قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: كتاب كتب الله فيه أهل الجنّة بأسمائهموأنسابهم، فيجمل عليهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة، ثمّ قال: كتابكتب الله فيه أهل النار بأسمائهموأنسابهم، فيجمل عليهم لا يزداد فيهم ولا ينقص منهم إلىيوم القيامة، صاحب الجنّة مختوم له بعمل أهل الجنّة وإن عمل أي عمل، وصاحب النارمختوم له بعمل أهل النار وإن عمل أيّ عمل، وقد يسلك بأهل السعادة طريق الشقاء حتّىيقال: ما أشبههم بهم بل هم منهم، وتدركهم السعادة فتستنقذهم، وقد يسلك بأهل الشقاءطريق السعادة حتّى يقال: ما أشبههم بهم بل هم منهم، ويدركهم الشقاء فيستخرجهم، مَنكتبه الله سعيداً في اُمّ الكتاب لم يخرجه من الدنيا حتى يستعمله بعمل يسعده به قبلموته ولو بفواق ناقة، ومَن كتبه الله في الكتاب شقياً لم يخرجه من الدنيا حتّىيستعمله بعمل يشقى به من قبل موته ولو بفواق ناقة، والأعمال بخواتمها ([4])
 


([1])كنز العمال 2: 552 ح4706.
([2])صحيح مسلم 8: 46; صحيح البخاري 2: 120; كنز العمال 1: 341ح1552; مسند أحمد 1: 132.
([3])صحيح البخاري 2: 12; كنز العمال 1: 115 ح538; تفسير الرازي 31: 198.
([4])كنز العمال 1: 342 ح1553.