العتبة العلوية المقدسة - سير الناكثين الى البصرة -
» سيرة الإمام » » جهاد الامام علي عليه السلام » جهادة في خلافته » الامام علي والجمل » سير الناكثين الى البصرة

 

سير الناكثين الى البصرة
 
*- قال أبو مخنف: لما انتهت عائشة في مسيرها إلى الحوأب، وهو ماء لبني عامر بن صعصعة، نبحتها الكلاب، حتى نفرت صعاب إبلها، فقال قائل من أصحابها: ألا ترون، ما أكثر كلاب الحوأب، وما أشد نباحها! فأمسكت زمام بعيرها، وقالت: وإنها لكلاب الحوأب! ردوني ردوني؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: . . . وذكرت الخبر، فقال لها قائل: مهلاً يرحمك الله! فقد جزنا ماء الحوأب؛ فقالت: فهل من شاهد؛ فلفقوا لها خمسين أعرابياً، جعلوا لهم جعلاً، فحلفوا لها: إن هذا ليس بماء الحوأب، فسارت لوجهها.
*- لما انتهت عائشة وطلحة والزبير إلى حفر أبي موسى قريباً من البصرة، أرسل عثمان بن حنيف وهو يومئذ عامل علي رضي الله عنه على البصرة إلى القوم أبا الأسود الدؤلي يعلم له علمهم، فجاء حتى دخل على عائشة، فسألها عن مسيرها، فقالت: أطلب بدم عثمان، قال: إنه ليس بالبصرة من قتلة عثمان أحد، قالت: صدقت، ولكنهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة، وجئت أستنهض أهل البصرة لقتاله. أنغضب لكم من سوط عثمان ولا نغضب لعثمان من سيوفكم! فقال لها: ما أنت من السوط والسيف! إنما أنت حبيس رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرك أن تقري في بيتك، وتتلي كتاب ربك، وليس على النساء قتال، ولا لهن الطلب بالدماء، وإن علياً لأولى بعثمان منك، وأمس رحماً؛ فإنهما ابنا عبد مناف، فقالت: لست بمنصرفة حتى أمضي لما قدمت له، أفتظن يا أبا الأسود أن أحداً يقدم على قتالي! قال: أما والله لتقاتلن قتالاً أهونه الشديد.

ثم قام فأتى الزبير، فقال: يا أبا عبد الله، عهد الناس بك، وأنت يوم بويع أبو بكر آخذ بقائم سيفك، تقول: لا أحدٌ أولى بهذا الأمر من ابن أبي طالب؛ وأين هذا المقام من ذاك! فذكر له دم عثمان، قال: أنت وصاحبك وليتماه فيما بلغنا! قال: فانطلق إلى طلحة فاسمع ما يقول، فذهب إلى طلحة، فوجده سادراً في غيّه، مصرّاً على الحرب والفتنة، فرجع إلى عثمان بن حنيف، فقال: إنها الحرب، فتأهب لها!
*- لما نزل علي رضي الله عنه بالبصرة، كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان العبدي: من عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان؛ أما بعد فأقم في بيتك، وخذل الناس عن علي، وليبلغني عنك ما أحب، فإنك أوثق أهلي عندي، والسلام.
فكتب إليها: من زيد بن صوحان إلى عائشة بنت أبي بكر؛ أما بعد فإن الله أمرك بأمر وأمرنا بأمر، أمرك أن تقري في بيتك، وأمرنا أن نجاهد، وقد أتاني كتابك، فأمرتني أن أصنع خلاف ما أمرني الله، فأكون قد صنعت ما أمرك الله به، وصنعت ما أمرني الله به، فأمرك عندي غير مطاع، وكتابك غير مجاب والسلام.
*- وركبت عائشة يوم الحرب الجمل المسمى عسكراً في هودج، قد ألبس الرفرف، ثم ألبس جلود النمر، ثم ألبس فوق ذلك دروع الحديد.