خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) بالبيضة
*- الطبري : وصار الحرّ يسير بأصحابه ناحية ، والحسين ( عليه السلام ) في ناحية حتّى وافى البيضة . ([1])
قال أبو مخنف : عن عقبة بن أبي العيزار ، إنّ الحسين ( عليه السلام ) خطب أصحابه وأصحاب الحرّ بالبيضة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أَيُّهَا النّاسُ ! إِنَّ رَسُولَ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) قالَ : من رأى سلطاناً جائراً مستحلاًّ لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنّة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول ، كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله . أَلا وَإِنَّ هؤُلاءِ قَدْ لَزِمُوا طاعَةَ الشَّيْطانِ ، وَتَرَكُوا طاعَةَ الرَّحْمنِ ، وَأَظْهَرُوا الْفَسادَ ، وَعَطَّلُوا الْحُدُودَ ، وَاسْتَأْثَرُوا بِالْفَيءِ ، وَأَحَلّوُا حَرامَ اللهِ ، وَحَرَّمُوا حَلالَهُ ، وَأَنَا أَحَقُّ مَنْ غَيَّرَ . قَدْ أَتَتْني كُتُبُكُمْ ، وَقَدِمَتْ عَلَيَّ رُسُلُكُمْ بِبَيْعَتِكُمْ أَنَّكُمْ لا تُسْلِمُوني وَلا تَخْذُلُوني ، فَإِنْ تَمَّمْتُمْ عَلىِّ بَيْعَتَكُمْ تُصيبُوا رُشْدَكُمْ ، فَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَابْنُ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، نَفْسي مَعَ أَنْفُسِكُمْ ، وَأَهْلي مَعْ أَهْليكُمْ ، فَلَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَنَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ ، وَخَلَعْتُمْ بَيْعَتي مِنْ أَعْناقِكُمْ فَلَعَمْري ما هِيَ لَكُمْ بِنُكْر ، لَقَدْ فَعَلْتُمُوها بِأَبي وَأَخي وَابْنِ عَمّي مُسْلِم ! وَالْمَغْرُورُ مَنِ اغْتَرَّ بِكُمْ ، فَحَظَّكُمْ أَخْطَأْتُمْ ، وَنَصيبَكُمْ ضَيَّعْتُمْ ( فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ) ([2]) وَسَيُغْنِي اللهُ عَنْكُمْ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . ([3])