خطبة له عليه السّلام في الموعظة ووصية التقوى
اُوصيكُمْ عِبادَ اللَّهِ بِتَقْوىَ اللَّهِ الَّذى ضَرَبَ لَكُمُ الْأَمْثالُ ، وَ وَقَّتَ الْأجالَ ، وَ جَعَلَ لَكُمْ اَسْماعاً تَعى ما عَناها ، وَ اَفْئِدَةً تَفْهَمُ مادَهاها ، لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً ، وَ لَمْ يَضْرِبْ عَنْكُمْ صَفْحاً بَلْ اَكْرَمَكُمْ بِالنِّعَمِ السَّوآئِقِ ، وَ الْالآءِ الرَّوافِعِ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبادَ اللَّهِ ، وَ حَثُّوا فىِ الطَّلَبِ ، وَ بادِرُوا بِالْعَمَلِ قَبْلَ هادِمِ اللَّذَّاتِ وَ مُفَرِّقِ الْجَماعاتِ ، فَاِنَّ الدُّنْيا لا يَدُومُ نَعيمُها ، وَ لا تُؤْمَنُ فَجآئِعُها ، غُرُورٌ حآئِلٌ ، وَ سَنادٌ مآئِلٌ ، وَ نَعيمٌ زائِلٌ ، فَاتَّعِظُوا بِالْعِبَرِ ، وَ ازْدَجِرُوا بِالنُّذُرِ ، فَكَاَنَّ قَدْ عَلِقَتْكُمْ مَخالِبُ الْمَنِيَّةِ ، وَ دَهَمَتْكُمْ مُفْظِعاتُ الْأُمُورِ ، بِنَفْخِ الصُّورِ ، وَ بَعْثَرَةِ الْقُبُورِ ، وَ بَرَز الْخَلآئِقُ لِلْمُبْدِءِ الْمُعيدِ ، وَ جآئَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سآئِقٌ وَ شَهيدٌ ، وَ اَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ، وَ وُضِعَ الْكِتابُ ، وَ نادَى الْمُنادى مِنْ كُلِّ مَكانٍ قَريبٍ ، وَ حُشِرَ الْوُحُوشُ وَ زُوِّجَتِ النُّفُوسُ ، وَ بُرِّزَتِ الْجَحيمُ ، قَدْ تَاَجَّجَ حَجيمُها ، وَ غَلا حَميمُها ، فَاتَّقُوا اللَّهَ تَقِيَّةَ مِنْ وَجَلٍ وَ حَذَرٍ ، وَ اُبْصِرَ وَ ازْدُجِرَ ، فَاحْتَتَّ طَلَباً ، وَ نَجا هَرَباً ، وَ قَدِّمْ لِلْمَعادِ ، وَ اسْتَظْهِرْ مِنَ الزَّادِ ، وَ كَفى بِاللَّهِ منْتَقِماً ، وَ بِالْكِتابِ خَصْماً ، وَ بِالْجَنَّةِ ثَواباً وَ نَعيماً ، وَ بِالنَّارِ عِقاباً ، وَ اَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لى وَ لَكُمْ .