صدقة الامام علي عين ابي نيزر
*- قال (المبرد): كان أبو نيزر من بعض اولاد الملوك الاعاجم قال : وصح عندي بعد انه من ولد النجاشي ، فرغب في الإسلام صغيرا فأتى رسول الله صلى الله عليه واله فاسلم وكان معه في بيوته . فلما توفى رسول الله صلى الله عليه واله وشرف وكرم صار مع فاطمة وولدها
قال أبو نيزر :جاءني علي وانا اقوم بالضيعتين عين أبي نيزر والبغيبغية فقال : هل عندك من طعام ؟ قلت طعام لا ارضاه لامير المؤمنين ، قرع من قرع الضيعة صنعته باهالة سنخة . فقال : عليّ به . فقام إلى الربيع فغسل يديه ثم أيصاب من ذلك شيئا ثم رجع إلى الربيع فغسل يديه بالرمل حتى أنقاهما ثم ضم يديه كل واحد منهما إلى اختها وشرب باسم الله حسا من الربيع ثم قال : يا أبا نيزر أن الاكف انضف الآنية . ثم مسح كفيه على بطنه وقال : من أدخلته بطنه النار فابعده الله ، ثم اخذ المعمول وانحدر في العين وجعل يضرب وابطأ عليه الماء فخرج وقد تنضح جبينه عرقا فأنتكف العرق عن جبينه ثم اخذ المعول وعاد إلى العين فاقبل يضرب بها وجعل يهمهم فإنثالت كانها عنق جزور فخرج مسرعا وقال : اشهد الله إنها صدقة علي بدواة وصحيفة . قال فعجلت بها إليه فكتب :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به عبد الله علي امير المؤمنين ، تصدق بالضيعتين المعروفتين أبي نيزر والبغيبغية على فقراء المدينة وابن السبيل ، يقي الله بهما وجهه من النار يوم القيامة ، لا تباعا ولا تورثا ، حتى يرثهما الله وهو خيرالوارثين إلا أن يحتاج إليهما الحسن أو الحسين فهما طلق لهما ، وليس لأحد غيرهما .
قال محمد بن هشام : فركب الحسن دين فحمل إليه معاوية بعين أبي نيرز مائتي ألف فأبى أن يبيعهما وقال : انم تصدق بهما أبي يقي الله بها وجهه حر النار . وذكر الزبيرون في حديث طويل : أن الحسين نحل البغيبغية لام كلثوم بنت عبد الله بن جعفر حين رغبها في نكاح ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر وقد خطبها معاوية على ابنه يزيد ، فلم تزل هذه الضيعة بأيدي بني جعفر ، حتى صار الأمر إلى المأمون فعوضهم منهــــــــــا وردها إلى ما كانت عليه وقال : هذا وقف علي بن أبي طالب(1)
.