سعيد بن عبد الله الحنفي

كان سعيد من وجوه الشيعة بالكوفة . وذوي الشجاعة والعبادة فيهم وكان من اصحاب امير المؤمنين المحاربين معه في حروبه الثلاث وكان ممن لم يرض ببيعة الحسن لمعاوية .

قال ابو مخنف دخل المسيب بن نجيه وسليمان بن صرد وسعيد بن عبد الله الحنفي على الحسن يوم البيعة فسالوه عن السبب فاجابهم ثم دخلوا على الحسين  فسالوه فاجابهم بجواب الحسن وامرهم بالطاعة والانتهاء لما يقوله الحسن .

وقال اهل السير لما ورد نعى معاوية الى الكوفة . اجتمعت الشيعة ، فكتبوا الى الحسين 

وهو احد الذين حملوا كتب اهل الكوفة الى الامام الحسين  عليه السلام  بعد هلاك معاوية

قال ابو جعفر لما حضر مسلم بالكوفة ونزل دار المختار ؟ خطب الناس عابس ثم حبيب ثم قام سعيد بعدهما فحلف انه موطن نفسه على نصرة الحسين . ثم ان سعيدا بعثه مسلم بكتاب الى الحسين : فبقي مع الحسين حتى قتل معه .

وقال ابو مخنف خطب الحسين عليه السلام  اصحابه في الليلة العاشرة من المحرم : فقال في خطبته وهذا الليل قد غشيكم الخ : فقام اهله اولاً : ثم قام سعيد بن عبد الله فقال والله لانخليك حتى يعلم الله انا قد حفظنا نبيه محمدا  فيك . والله لو علمت اني اقتل . ثم احيي . ثم احرق حياً ثم اذر : يفعل بي ذلك سبعين مرة . مافارقتك حتى القي حمامي دونك فكيف لاافعل ذلك . وانما هي قتلة واحدة . ثم هي الكرامة التي لاانقضاء لها ابدا .

وروى ابو مخنف انه لما صلى الحسين الظهر صلوة الخوف . اقتتلوا بعد الظهر فاشتد القتال . ولما قرب الاعداء من الحسين وهو قائم بمكانه . استقدم سعيد الحنفي امام الحسين .

فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً . وهو قائم بين يدي الحسين  يقيه السهام طوراً بوجهه ، وطوراً بيديه ، وطوراً بجنبيه . فلم يكد يصل الى الحسين  شيء من ذلك حتى سقط الحنفي الى الارض . وهو يقول اللهم العنهم لعن عاد وثمود . اللهم ابلغ نبيك عني السلام : وابلغه مالقيت من الم الجراح .

فاني اردت ثوابك في نصرة نبيك ، ثم التفت الى الحسين . فقال اوفيت يابن رسول الله : قال نعم انت امامي في الجنة ؛ ثم فاضت نفسه النفيسة .

رجال الطوسي /101، الارشاد 2/38و39، تاريخ الطبري 3/279و 3/315و328، ابصار العين /229و231.