ناجيت ذكراك حتى عطرت كلمي للشيخ عبد المنعم الفرطوسي
قال في رثاء الأمام الحسين عليه السلام :
ناجيت ذكراك حتى عطرت كلمي |
|
كأن ذكراك قران جرى بفمي |
وهزني لك من ارض الحمى وتر |
|
جس العواطف في ضرب من النغم |
قد أرقص القلب حتى خلته حببا |
|
على كؤوس الولا يطفو من الضرم |
فرحت ألثم مثوى فيه قد عكفت |
|
روح البطولة والإقدام والشمم |
قبلته بفمي حتى أسلت به |
|
قلبي فضرجته من أدمعي ودمي |
يا مصرع الشمس حدثنا فأنت فم |
|
يجيد تمثيل فصل الحزن والألم |
عن نهضة في سبيل العدل ، عاصفة |
|
طغت على الظلم في سيل من الحمم |
وفاتح ملا الدنيا بنهضته |
|
وقائعا ، من صداها الدهر في صمم |
في كل جيل له جند معبأة |
|
من العقائد أمضى من شبا الخذم |
وكل أرض ، بها فتح ، نمجده |
|
في مهرجان ليوم النصر مبتسم |
أبا الفخار واكرم بالحسين ابا |
|
ينمى له الفخر من طيب ومن كرم |
تضوح المجد من علياك في شيم |
|
عباقة بأريج المجد والشيم |
وكرم الحق اذ توجت مفرقه |
|
من الجهاد بأكليل الدم السجم |
ومجدت تضحيات منك خالدة
|
|
انقذت دين الهدى فيها من العدم |
بسيد الشهداء السبط قد ختمت |
|
مجدا كما بدات في سيد الامم |
رمز البطولة قد اوتيت من عظم |
|
مواهبا هي رمز النبل والعظم |
نفسا مقدسة بالخير ملهمة |
|
ما طاف فيها خيال الشر في حلم |
قلبا عصوفا من الايمان ملتهبا |
|
من حجرة الحق وثابا من الهمم |
عقيدة هي مجد قد هدمت به |
|
من الظلال كيانا غير منهدم |
وللعقيدة في دنيا الجهاد يد |
|
تبنى بها نهضات السيف والقلم |
يا منقذ الدين حقا وابن منقذه |
|
وباعث الروح روح الدين في الرمم |
ابصرت جرحا بقلب الدين منفجرا |
|
قد حكموه لقلب الدين والنظم |
أعي الأساة ضمادا فانبريت له |
|
وقد خلقت له من عالم الرحم |
ضمدته بنجيع القلب فالتأمت |
|
منه الجراح بجرح غير ملتئم |
مفوه صهوات الشهب منبره |
|
وارؤس الصيد منثور من الكلم |
قد صير الارض بحرا من دم فغدت |
|
تجري المذاكي على هضب من اللمم |
مجاهد في سبيل الله ضرجه |
|
دم الشهادة من قرن الى قدم |
ينمى الفخار اليه وهو من كرم |
|
الى ( الحسين ) بأعراق الفخار نمي |
شبيه ( احمد ) في خلق وفي خلق |
|
ومنطق هو ينبوع من الحكم |
طلائع العيد عيد النحر قد رقصت |
|
افراحها لذبيح الأشهر الحرم |
لباسم الثغر والأفواه كالحة |
|
وقاسم الهام في عضب من الهمم |
غض الشبيه نفاح بوفرته |
|
مخضب بدم الأوادج لا العنم |
يزف للخلد والأحلام موكبه |
|
على عريش من الآهات مضطرم |
متوجا بعقود البيض مفرقة |
|
موشحا بنثار الأدمع السجم |
وديعة ( الحسن ) الزاكي وقد ذهبت |
|
ضحية الغدر في قوم بلا ذمم |
عرائس القبة الزرقا لك ابتسمت |
|
من الصعيد ثغور المجد فابتسمي |
ولا طفي نفحات القدس عابقة |
|
من الضحايا على الازهار والأكم |
وضرجي صفحات الأفق في شفق |
|
بالنور من شهداء الحق منسجم |
ضحيت نفسك للأسلام منتصرا |
|
حتى قضيت بحد الصارم الخذم |
هويت والحق من عينيك منبعث |
|
نورا وفي شفتيك الصدق كالعزم |
وفي محياك من نور الهدى وضح |
|
يموج فوق جبين سابح بدم |
وانت ثاو على جمر الصعيد ضحى |
|
مكللا بالقنا كالليث في الاجم |
وللفواطم أفواه . . . محرقة |
|
من الاسى وقلوب في يد السقم |
كأنما على اوتار واجنحة |
|
تعج شجوا وتهفو من مدى الألم |
تراقصت صافنات الشهب من طرب |
|
لموكب بأباة الضيم مزدحم |
ورفرفت عذبات الحق خافقة |
|
على جبين بنور الحق متسم |
وكبر المجد مزهوا بطالعه |
|
يونو الى طلعة ( العباس ) من امم |
شبل العفرنى وما في الليث من شمم |
|
فيه وفي الفرع ما في الاصل من شمم |
مجد الشهادة اضحى يزدهي عظما |
|
بمجده وهو مطروح الى العلم |
هوى أبن حيدر فالابصار شاخصة |
|
ترنو الى علم ملقى الى علم |
تالقت بسمات الحق مشرقة |
|
عن مبسم بمثار النقع ملتئم |
وروعت حلبات السبق فاعتصمت |
|
بأروع بالأبا والعز معتصم |
وقلبي بفم التمجيد حانية |
|
مباسما بين منثور ومنتظم |
وصافحي انجما للعدل عائمة |
|
في زاخر من دم الاحرار ملتطم |
تنائرت في صعيد المجد فالتقطت |
|
منها الأماني ثغور المجد والكرم |
بني أمية لا درت بوابلها |
|
منكم على جدث هطالة الديم |
سودتم صفحة التأريخ في حدث |
|
كالليل في وضح التأريخ مرتسم |
ابحتم من ضحايا الحق حرمتها |
|
فضربت بالدما بالاشهر الحرم |
وما رعيتم ذمام المصطفى كرما |
|
باسم المودة من قربى ومن رحم |
لقد جنيتم على الأسلام في بدع |
|
قد سنها كل افاك ومجترم |
من لاحق مزق القران في يده |
|
وسابق احرق الأستار في الحرم |
خليفة مغرم باللهو من طرب |
|
مولع بكلاب الصيد والرخم |
في حانة الخمر حول الدهر معتكف |
|
قد اغرقت اللذات في حلم |
ثغر يقبل ثغر الكاس منعطفا |
|
عليه من شغف فيه فما لفم |
يجود بالعقل للصيباء من كرم |
|
ويستعيض عن القران بالنغم |
يد تمد الى عود الغناء ويد . . |
|
بالعود تنكت ثغر المجد والكرم |
هذا يزيد فهل للدين من صلة |
|
في ملحد هو من عبادة الصنم |
فكيف اعطيت يد الاسلام مقودها |
|
لفاجر بامور الدين محتكم |
أبا الشهيد ابى مجد خلقت له |
|
غير الخلود لمجد الحق من قسم |
ولى يزيد وما ابقت فضائعه |
|
غير المخازي له من سالف القدم |
وقد تلاشت سرابا من معاوية |
|
اماله فوق ضحضاح من الندم |
وانت انت ابو الامجاد من ختمت |
|
دنيا المفاخر فيه خير مختتم |