خالد أبو أيوب ابن يزيد
بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة... الأنصاري الخزرجي المتوفى 50، 51، 52هـ.من كبار الصحابة، ومن سادات الأنصار. شهد العقبة، وبدراً، وسائر المشاهد، وكان سيداً معظماً، محدِّثاً ثقة جليلاً. وهو صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله، نزل عنده حين خرج مهاجراً من مكة، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده ومساكنه ثم انتقل إليها. رجع إلى عليٍّ عليه السلام وأنكر على أبي بكر، تقدّمه على أميرالمؤمنين عليه السلام، وشهد مشاهده كلّها. وكان على مقدّمته يوم النهروان. وله شعر، وخطب، ومواعظ. مات في القسطنطينة عام 50هـ. وقيل: 51هـ وقيل: 52هـ ودفن هناك. ولا عقب له.قال ابن الأثير: وفي اليوم الذي منع فيه عثمان، جاء سعد القرظ، وهو المؤذن إلى عليِّ بن أبي طالب، فلقال: من يصلّي بالناس؟ فقال: ادع خالد بن زيد، فدعاه فصلّى بالناس، فهو أول يوم عرف أنّ اسم أبي أيوب الأنصاري، خالد بن زيد
وكان بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من السابقين إلى الولاية ، والثابتين في حماية حق الخلافة ولم يتراجع عن موقفه هذا قط. وعد من الاثني عشر الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ودافعوا عن حق علي ( عليه السلام ) بصراحة. لم يدع أبو أيوب ملازمة الإمام ( عليه السلام ) وصحبته . واشترك معه في كافة حروبه التي خاضها ضد مثيري الفتنة. وكان على خيالته في النهروان ، وبيده لواء الأمان . ولاه الإمام على المدينة ، لكنه فر منها حين غارة بسر بن أرطاة عليها. عقد له الإمام ( عليه السلام ) في الأيام الأخيرة من حياته الشريفة لواء على عشرة آلاف ليتوجه إلى الشام مع لواء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ولواء قيس بن سعد لحرب معاوية ، ولكن استشهاد الإمام ( عليه السلام ) حال دون تنفيذ هذه المهمة ، فتفرق الجيش ، ولم يتحقق ما أراده الإمام ( عليه السلام ). وكان أبو أيوب من الصحابة المكثرين في نقل الحديث . وروى في فضائل الإمام ( عليه السلام ) أحاديث جمة . وهو أحد رواة حديث الغدير ، وحديث الثقلين ، وكلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) للإمام ( عليه السلام ) حين أمره بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، ودعوته ( صلى الله عليه وآله ) أبا أيوب أن يكون مع الإمام ( عليه السلام ).
جاء في وقعة صفين عن الأعمش : كتب معاوية إلى أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري - صاحب منزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان سيدا معظما من سادات الأنصار ، وكان من شيعة علي ( عليه السلام ) - كتابا ، وكتب إلى زياد بن سمية - وكان عاملا لعلي ( عليه السلام ) على بعض فارس - كتابا ؛ فأما كتابه إلى أبي أيوب فكان سطرا واحدا : لا تنسى شيباء أبا عذرتها ، ولا قاتل بكرها . فلم يدر أبو أيوب ما هو ؟ فأتى به عليا وقال : يا أمير المؤمنين ! إن معاوية ابن أكالة الأكباد ، وكهف المنافقين ، كتب إلي بكتاب لا أدري ما هو ؟ فقال له علي : وأين الكتاب ؟ فدفعه إليه فقرأه وقال : نعم ، هذا مثل ضربه لك ، يقول : ما أنسى الذي لا تنسى الشيباء ، لا تنسى أبا عذرتها ، والشيباء : المرأة البكر ليلة افتضاضها ، لا تنسى بعلها الذي افترعها أبدا ، ولا تنسى قاتل بكرها ؛ وهو أول ولدها . كذلك لا أنسى أنا قتل عثمان.
.(إتقان المقال / 53. الاستيعاب 1/403 و ج4/5. أسد الغابة 2/80 أعيان الشيعة 6/283.. الكامل في التاريخ 2/109 (