في الصدق
قال الصادق عليه السلام : الصدق نور متشعشع في عالمه كالشمس يستضئ كل شئ بمعناها من غير نقصان يقع على معناها والصادق حقا هو الذي يصدق كل كاذب بحقيقة صدق ما لديه وهو المعنى لا يسع معه سواه أو ضده مثل آدم على نبينا وآله و عليه السلام صدق إبليس في كذبه حين أقسم له كاذبا لعدم به من الكذب في آدم قال الله تعالى : ( ولم نجد عزما ) لأن إبليس أبدع شيئا كان أول من أبدعه وغير معهود ظاهرا وباطنا فحشر هو بكذبه على معنى لم ينتفع به من صدق آدم عليه السلام على بقاء الأبد وأفاد آدم عليه السلام بتصديقه كذبه بشهادة الله عز وله ينفى عزمه عما يضاد عهده في الحقيقة على معنى لم ينتقص من اصطفائه بكذبه شيئا فالصدق صفة الصادق حقيقة الصدق يقتضى تزكية الله تعالى لعبده كما ذكر عن صدق عيسى عليه السلام في القيمة بسبب ما أشار إليه من صدقه وهو براءة الصادقين من رجال أمة محمد صلى الله عليه واله فقال تعالى : ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ) وقال أمير قوله المؤمنين عليه السلام : الصدق سيف الله في ارضه وسمائه أينما هوى به يقده فإذا أردت تعلم أصادق أنت أم كاذب فانظر في صدق معناك وعقد دعواك وعيرهما بقسطاس من الله تعالى كأنك القيامة قال الله تعالى : ( والوزن يومئذ الحق ) فإذا اعتدل معناك يفوز دعواك ثبت لك الصدق وأدنى حد الصدق ان لا يخالف اللسان القلب ولا القلب اللسان ومثل الصادق الموصوف بما ذكرناه كمثل النازع لروحه لم ينزع فما ذا يصنع