في الوسوسة
قال الصادق عليه السلام : لا يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد إلا وقد اعرض عن ذكر الله تعالى واستهان وسكن إلى نهيه ونسي اطلاعه على سره فالوسوسة ما تكون من خارج القلب بإشارة معرفة العقل ومجاورة الطبع وأما إذا تمكن في القلب فذلك غي وضلاله وكفر والله عز وجل دعا عباده بلطف دعوته وعرفهم عداوة إبليس فقال تعالى : ( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) فكن معه كالقريب مع كلب الراعي يفزع إلى صاحبه صرفه عنه كذلك إذا اتاك الشيطان موسوسا ليضلك عن سبيل الحق وينسيك ذكر الله تعالى فاستعذ منه بربك وبربه فإنه يؤيد الحق على الباطل وينصر المظلوم بقوله عز وجل : ( انه ليس له سلطان الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) ولن يقدر على ومعرفة اتيانه ومذاهب وسوسته إلا بدوام المراقبة والاستقامة على بساط الخدمة وهيبة المطلع وكثره الذكر وأما المهمل لأوقاته فهو صيد الشيطان لا محاله واعتبر بما فعل بنفسه من الاغواء والاغترار والاستكبار حيث غره وأعجبه عمله وعبادته وبصيرته وجرأته قد أورثه علمه ومعرفته واستدلاله بعقله اللعنة الأبد فما ظنك بنصحه ودعوته غيره فاعتصم بحبل الأوثق وهو الالتجاء إلى الله تعالى والاضطرار بصحه الافتقار إلى الله في كل نفس ولا يغرنك تزيينه للطاعة فإنه يفتح عليك تسعة وتسعين بابا من الخير ليظفر بك عند تمام المائة فقابله بالخلاف والضد عن سبيله والمضادة باستهوائه