العتبة العلوية المقدسة - اخذ ميثاق ادم بالولاية لعلي عليه السلام -
» سيرة الإمام » » المناسبات » ضجيعيك ادم ونوح » اهل البيت عليهم السلام وادم » ادم عليه السلام ابو البشر » اخذ ميثاق ادم بالولاية لعلي عليه السلام

اخذ ميثاق ادم بالولاية لعلي عليه السلام

*- جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبوجعفر محمد بن  علي الباقر عليه السلام : يا جابر كان الله ولا شئ غيره ولا معلوم ولا مجهول ، فأول ما ابتدأ من  خلق خلقه أن خلق محمدا " صلى الله عليه واله وخلقنا أهل البيت معه من نوره وعظمته ، فأوقفنا أظلة  خضراء بين يديه ، حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر يفصل  نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس ، نسبح الله تعالى ونقدسه ونحمده  ونعبده حق عبادته .  ثم بدا لله تعالى عزوجل أن يخلق المكان فخلقه ز وكتب على المكان :  لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي اميرالمؤ منين ووصيه ، به أيدته ونصرته ، ثم  خلق الله العرش فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك ، ثم خلق الله السماوات فكتب  على أطرافها مثل ذلك ، ثم خلق الجنة والنار فكتب عليها مثل ذلك ، ثم خلق  الملائكة وأسكنهم السمآء ثم تراءى لهم الله تعالى وأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية  ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولعلي عليه السلام بالولاية ، فاضطربت فرائص الملائكة ، فسخط  الله على الملائكة واحتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون الله من سخطه  ويقرون بما أخذ عليهم ، ويسألونه الرضا فرضي عنهم بعدما أقروا بذلك وأسكنهم بذلك  الا قرار السمآء واختصهم لنفسه واختارهم لعبادته ، ثم أمر الله تعالى أنوارنا أن  تسبح فسبحت ، فسبحوا بتسبيحنا ولولا تسبيح أنوارنا ما دروا كيف يسبحون الله  ولا كيف يقدسونه .  ثم إن الله عزوجل خلق الهواء فكتب عليه : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله  علي أمير المؤمنين وصيه ، به أيدته ونصرته ، ثم خلق الله الجن وأسكنهم الهواء  وأخذ الميثاق منهم بالربوبية ، ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ، ولعلي عليه السلام بالولاية ، فأقر  منهم بذلك من أقر ، وجحد منهم من جحد فأول من جحد إبليس لعنه الله ، فختم له  بالشقاوة وما صار إليه .  ثم أمر الله تعالى عزوجل أنوارنا أن تسبح فسبحت ، فسبحوا بتسبيحنا  ولولا ذلك ما دروا كيف يسبحون الله ، ثم خلق الله الارض فكتب على أطرافها : لا اله  إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين وصيه ، به أيدته ونصرته ، فبذلك  يا جابر قامت السماوات بغير عمد وثبتت الارض ، ثم خلق الله تعالى آدم عليه السلام من  أديم الارض فسواه ونفح فيه من روحه ، ثم أخرج ذريته من صلبه فأخذ عليهم الميثاق  له بالربوبية ، ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولعلي عليه السلام بالولاية ، أقر منهم من أقر  وحجد من جحد .فكنا أول من أقر بذلك ، ثم قال لمحمد صلى الله عليه وآله : وعزتي وجلالي وعلو  شأني لولاك ولولا علي وعترتكما الهادون المهديون الراشدون ما خلقت الجنة  والنار ولا المكان ولا الارض ولا السماء ولا الملائكة ولا خلقا يعبدني ، يا محمد أنت خليلى وحبيبي وصفيي وخيرتي من خلقي أحب الخلق إلي وأول من ابتدات إخراجه  من خلقى .  ثم من بعدك الصديق علي أميرالمؤمنين وصيك ، به أيدتك ونصرتك  وجعلته العروة الوثقى ونور أوليآئي ومنار الهدى ، ثم هؤلاء الهداة المهتدون ، من  أجلكم ابتدأت خلق ما خلقت ، وأنتم خيار خلقي فيما بيني وبين خلقي ، خلقتكم من  نور عظمتي واحتجت بكم عمن سواكم من خلقي ، وجعلتكم استقبل بكم واسأل  بكم ، فكل شئ هالك إلا وجهي ، وأنتم وجهي ، لا تبيدون ولا تهلكون ، ولا يبيد  ولا يهلك من تولاكم ، ومن استقبلني بغيركم فقد ضل وهوى ، وأنتم خيار خلقي  وحملة سري وخزان علمي وسادة أهل السماوات وأهل الارض ، ثم إن الله تعالى  هبط إلى الارض في ظلل من الغمام والملائكة ، وأهبط أنوارنا أهل البيت معه ، و  أوقفنا نورا صفوفا بين يديه نسبحة في أرضه كما سبحناه في سماواته ، ونقدسه في  أرضه كما قدسناه في سمآئه ، ونعبده في أرضه كما عبدناه في سمآئه ، فلما أراد الله إخراج  ذرية آدم عليه السلام لاخذ الميثاق سلك ذلك النور فيه ، ثم أخرج ذريته من صلبه يلبون فسبحناه فسبحوا بتسبيحنا ، ولولا ذلك لا دروا كيف يسبحون الله عزوجل  ثم تراءى لهم بأخذ الميثاق منهم له بالربوبية ، وكنا أول من قال : بلى ، عند قوله :  ألست بربكم ، ثم أخذ الميثاق منهم بالنبوة لمحمد صلى الله عليه وآله ، ولعلي عليه السلام بالولاية  فأقر من أقر ، وجحد من جحد .  ثم قال أبوجعفر عليه السلام : فنحن أول خلق الله ، وأول خلق عبدالله وسبحه  ونحن سبب خلق الخلق وسبب تسبيحهم وعبادتهم من الملائكة والآدميين ، فبنا عرف  الله وبنا وحد الله وبنا عبدالله ، وبنا أكرم الله من أكرم من جميع خلقه ، وبنا أثاب من  أثاب ، وبنا عاقب من عقاب ، ثم تلا قوله تعالى : " وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن  المسبحون وقوله تعالى : " قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين فرسول الله صلى الله عليه وآله أول من عبدالله تعالى ، وأول من أنكر أن يكون له ولد أو شريك  ثم نحن بعد رسول الله .  ثم أودعنا بذلك النور صلب آدم عليه الصلاة والسلام ، فما زال ذلك النور  ينتقل من الاصلاب والارحام من صلب إلى صلب ، ولا استقر في صلب إلا تبين عن  الذي انتقل منه انتقاله ، وشرف الذي استقر فيه حتى صار في صلب عبدالمطلب فوقع  بأم عبدالله فاطمة فافترق النور جزئين : جزء في عبدالله ، وجزء في أبي طالب ، فذلك  قوله تعالى : وتقلبك في الساجدين يعنى في أصلاب النبيين وأرحام نسائهم  فعلى هذا أجرانا الله تعالى في الاصلاب والارحام وولدنا الاباء والامهات من لدن  آدم عليه السلام . (

[1])

 



([1])بحار الانوار 25/17