الاحتفال بيوم الغدير
دابت الشيعة على مر العصور بالاحتفال بيوم الغدير وهذا الاحتفال بالحقيقة من تاسيس اهل البيت عليهم السلام فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي ، يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين ، وأتم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا([1])
بل ان السماء تحتفل به ايضا
ففي أمالي أبي عبدالله النيسابوري وأمالي أبي جعفر الطوسي في خبر عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام أنه قال: حدثني أبي عن أبيه أن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الارض ن إن لله تعالى في الفردوس قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب، فيه مائة ألف قبة حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوتة خضراء، ترابه المسك والعنبر، فيه أربعة أنهار: نهر من حمر ونهر من ماء ونهر من لبن ونهر من عسل، حواليه أشجار جميع الفواكه، عليه الطيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من يا قوت، تصوت بألوان الاصوات، إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات، يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ في ذلك المسك والعنبر، فإذا اجتمع الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم، وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة ، فإذا كان آخر اليوم نودوا: انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطر والزلل إلى قابل في هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلي، الخبر([2])
وقد احتفل به امير المؤمنين عليه السلام في الكوفة وقد اتفق فيه يوم الغدير والجمعة فخطب في الناس خطبة بين لهم فيها شرف هذا اليوم وعظيم منزلته عند الله قال عليه السلام :
الحمد لله الذي جعل الحمد من غير حاجة منه الى حامديه طريقا من طرق الاعتراف بلا هوتيه وصمدانيته وربانيته وفردانيته وسببا الى المزيد من رحمته ومحجة للطالب من فضله وكمن في ابطان اللفظ حقيقة الاعتراف له بانه المنعم على كل حمد باللفظ وان عظم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة نزعت عن اخلاص الطوي ونطق اللسان بها عبارة عن صدق خفي انه الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى ليس كمثله شيء اذ كان الشيء من مشيته فكان لا يشبهه مكونه واشهد ان محمدا عبده ورسوله استخلصه في القدم على سائر الامم على علم منه انفرد عن التشاكل والتماثل من ابناء الجنس وانتجبه امرا وناهيا عنه اقامه في سائر عالمه في الاداء مقامه اذ كان لا تدركه الابصار ولا تحويه خواطر الافكار ولا تمثله غوامض الظنن في الاسرار لا اله الا هو الملك الجبار قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلا هوتيه واختصه من تكرمته بما لم يلحقه فيه احد من بريته فهو اهل ذلك بخاصته وخلته اذ لا يختص من يشوبه التغيير ولا يخالل من يلحقه التظنين وامر بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته وطريقا للداعي الى اجابته فصلى الله عليه وكرم وشرف وعظم مزيدا لا يلحقه التنفيذ ولا ينقطع على التأبيد وان الله تعالى اختص لنفسه بعد نبيه صلى الله عليه واله من بريته خاصة علاهم بتعليته وسما بهم الى رتبته وجعلهم الدعاة بالحق اليه والادلاء بالارشاد عليه لقرن قرن وزمن زمن انشأهم في القدم قبل كل مذرو ومبرو انورا انطقها بتحميده والهمها شكره وتمجيده وجعلها الحجج على كل معترف له بملكه الربوبية وسلطان العبودية واستنطق بها الخرسات بانواع اللغات بخوعا له فانه فاطر الارضين والسموات واشهدهم خلقه وولاهم ما شاء من امره جعلهم تراجم مشيئته والسن ارادته عبيدا لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون يحكمون باحكامه ويستنون بسنته ويعتمدون حدوده ويؤدون فرضه ولم يدع الخلق في بهم صما ولا في عمياء بكما بل جعل لهم عقولا ما زجت شواهدهم وتفرقت في هياكلهم وحققها في نفوسهم واستعبد لها حواسهم فقرر بها على اسماع ونواظر وافكار وخواطر الزمهم بها حجته واراهم بها محجته وانطقهم عما شهد به بالسن ذربة بما قام فيها من قدرته وحكمته وبين عندهم بها ليهلك من هلك عن بيته ويحيي من حي عن بيته وان الله لسميع عليم بصير شاهد خبير .
ثم ان الله تعالى جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين لا يقوم احدهما الا بصاحبه ليكمل عندكم جميل صنعته ويقفكم على طريق رشده ويقفو بكم اثار المستضئين بنور هدايته ويشملكم (1) منهاج قصده ويوفر عليكم هنيء رفده فجعل الجمعة مجمعا ندب اليه لتطهير ما كان قبله وغسل ما كان اوقعته مكاسب السوء من مثله الى مثله وذكرى للمؤمنين وتبيان خشية المتقين ووهب من ثواب الاعمال فيه اضعاف ما وهب لاهل طاعته في الايام قبله وجعله لا يتم الا بالائتمار لما امر به والانتهاء عما نهى عنه والبخوع بطاعته فيما حث عليه وندب اليه فلا يقبل توحيده الا بالاعتراف لنبيه صلى الله عليه واله بنبوته ولا يقبل دينا الا بولاية من امر بولايته ولا تنتظم اسباب طاعته الا بالتمسك بعصمه وعصم اهل ولايته فانزل على نبيه صلى الله عليه واله في يوم الدوح ما بين به عن ارادته في خلصائه وذوي اجتبائه واره بالبلاغ وترك الحفل باهل الزيغ والنفاق وضمن له عصمته منهم وكشف من خبايا اهل الريب وضمائر اهل الارتداد ما فيه رمز فعقله المؤمن والمنافق فأعز معز وثبت على الحق ثابت وازدادت جهلة المنافق وحمية المارق ورفع العض على النواجذ والغمز على السواعد ونطق ناطق ونعق ناعق ونشق ناشق واستمر على مارقته مارق ووقع الاذعان من طائفة باللسان دون حقائق الايمان ومن طائفة باللسان وصدق الايمان وكمل الله دينه واقر عين نبيه صلى الله عليه واله والمؤمنين والمتابعين وكان ما قد شهده بعضكم وبلغ بعضكم وتمت كلمة الله الحسنى على الصابرين ودمر الله ما صنع فرعون وهامان وقارون وجنودهم وما كانوا يعرشون وبقيت حثالة من الضلال لا يألون الناس خبالا يقصدهم الله في ديارهم ويمحو الله اثارهم ويبيد معالمهم ويعقبهم عن قرب الحسرات ويلحقهم بمن بسط اكفهم ومد اعناقهم ومكنهم من دين الله حتى بدلوه ومن حكمه حتى غيروه وسيأتي نصر الله على عدوه لحينه والله لطيف خبير وفي دون ما سمعتم كفاية وبلاغ .
فتأملوا رحمكم الله ما ندبكم الله اليه وحثكم عليه واقصدوا شرعه واسلكوا نهجه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ان هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج ورفعت الدرج ووضحت الحجج وهو يوم الايضاح والافصاح عن المقام الصراح ويوم كمال الدين ويوم العهد المعهود ويوم الشاهد والمشهود ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود ويوم البيان عن حقائق الايمان ويوم دحر الشيطان ويوم البرهان هذا يوم الفصل الذي كنتم توعدون هذا يوم الملأ الاعلى الذي انتم عنه معرضون هذا يوم الارشاد ويوم محنة العباد ويوم الدليل على الرواد هذا يوم ابدى خفايا الصدور ومضمرات الامور هذا يوم النصوص على اهل الخصوص هذا يوم شيث هذا يوم ادريس هذا يوم يوشع هذا يوم شمعون هذا يوم الامن المأمون هذا يوم اظهار المصون من المكنون هذا يوم ابلاء السرائر فلم يزل عليه السلام يقولهذا يوم هذا يوم فراقبوا الله عز وجل واتقوه واسمعوا له واطيعوه واحذروا المكر ولا تخادعوه وفتشوا ضمائركم ولا تواربوه وتقربوا الى الله بتوحيده وطاعة من امركم ان تطيعوه ولا تمسكوا بعصم الكوافر ولا ينجح بكم الغي فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع اولئك الذين ضلوا واضلوا قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه : انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ربنا انهم ضعيفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا وقال تعالى : واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالولا لو هدانا الله لهديناكم افتدرون الاستكبار ما هو ؟ هو ترك الطاعة لمن امروا بطاعته والترفع على من ندبوا الى متابعته والقران ينطق من هذا عن كثير ان تدبره متدبر زجره ووعظه واعلموا ايها المؤمنون ان الله عز وجل قال : ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص أتدرون ما سبيل الله ومن سبيله ومن صراط الله ومن طريقه انا صراط الله الذي من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوي به الى النار وانا سبيله الذي نصبني للاتباع بعد نبيه صلى الله عليه واله انا قسيم الجنة والنار وانا حجة الله على الفجار ونور الانوار .
فانتبهوا من رقدة الغفلة وبادروا بالعمل قبل حلول الاجل وسابقوا الى مغفرة من ربكم قبل ان يضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداؤكم وتضجون فلا يحفل بضجيجكم وقبل ان تستغيثوا فلا تغاثوا سارعوا الى الطاعات قبل فوت الاوقات فكأن قد جاءكم هادم اللذات فلا مناص نجاء ولا محيص تخليص عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم والبر باخوانكم والشكر لله عز وجل على ما منحكم واجمعوا يجمع الله شملكم وتباروا يصل الله ألفتكم وتهانوا نعم الله كما هنأكم بالثواب فيه على اضعاف الاعياد قبله وبعده الا في مثله والبر فيه يثمر المال ويزيد في العمر والتعاطف فيه يقتضي رحمه الله وعطفه وهيئوا لاخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من جودكم (1) وبما تناله القدرة من استطاعتكم واظهروا البشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم والحمد لله على منحكم وعودوا بالمزيد من الخير على اهل التأميل لكم وساووا بكم ضعفاءكم في مأكلكم وماتناله القدرة من استطاعتكم وعلى حسب امكانكم فالدرهم فيه بمائة الف درهم والمزيد من الله عز وجل وصوم هذا اليوم مما ندب الله تعالى اليه وجعل الجزاء العظيم كفالة عنه حتى لو تعبد له عبد من العبيد في الشبيه من ابتداء الدنيا الى تقضيها صائما نهارها قائما ليلها اذا اخلص المخلص في صومه لقصرت اليه ايام الدنيا عن كفاية ومن اسعف اخاه مبتدئا وبره راغبا فله كأجر من صام هذا اليوم وقام ليلته ومن فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما وفئاما يعده بيده عشرة .
فنهض ناهض فقال : يا امير المؤمنين وما الفئام ؟ قال : مائة الف نبي وصديق وشهيد فكيف بمن تكفل عددا من المؤمنين والمؤمنات وانا ضمينه على الله تعالى الامان من الكفر والفقر وان مات في ليلته او يومه او بعده الى مثله من غير ارتكاب كبيرة فأجره على الله تعالى ومن استدان لاخوانه واعانهم فانا الضامن على الله ان بقه قضاه وان قبضه حمله عنه اذا تلاقيتم فتصافحوا بالتسليم وتهانوا النعمة في هذا اليوم وليبلغ الحاضر الغائب والشاهد البائن ويعد الغني على الفقير والقوي لى الضعيف امرني رسول الله صلى الله عليه واله بذلك ثم اخذ صلى الله عليه واله في خطبة الجمعة وجعل صلاة جمعته صلاة عيده وانصرف بولده وشيعته الى منزل ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام بما اعد له من طعامه وانصرف غنيهم وفقيرهم برفده الى عياله ([3])
وكان الشيعة في عصر الائمة يحتفلون به ويسالون العبادات والطاعات التي يجب عليهم اداءها فيه :
*في الكافي عن الحسن بن راشد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قلت : جعلت فداك ! للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال : نعم يا حسن ، أعظمهما وأشرفهما ، قلت : وأي يوم هو ؟ قال : هو يوم نصب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيه علما للناس ، قلت : جعلت فداك وما ينبغي لنا أن نصنع فيه ؟ قال : تصومه يا حسن ، وتكثر الصلاة على محمد وآله ، وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم ؛ فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا . قال : قلت : فما لمن صامه ؟ قال : صيام ستين شهرا ([4])
*عن سالم : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) : هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر ؟ قال : نعم ، أعظمها حرمة . قلت : وأي عيد هو جعلت فداك ؟ قال : اليوم الذي نصب فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه . قلت : وأي يوم هو ؟ قال : وما تصنع باليوم ؟ إن السنة تدور ، ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجة . فقلت : وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم ؟ قال : تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد ؛ وآل محمد فإن رسول الله صلى الله عليه واله اوصى امير المؤمنين عليه السلام ان يتخذ ذلك اليوم عيدا وكذلك كانت الانبياء عليهم السلام تفعل ، كانوا يوصون اوصياءهم بذلك فيتخذونه عيدا ([5])
*عن المفضل بن عمر : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : كم للمسلمين من عيد ؟ فقال : أربعة أعياد . قال : قلت : قد عرفت العيدين والجمعة . فقال لي : أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ونصبه للناس علما . قال : قلت : ما يجب علينا في ذلك اليوم ؟ قال : يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له ، مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة ، وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه ‹ الوصي يتخذونه عيدا ، ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة ([6])
*عن أبي الحسن الليثي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أنه قال لمن حضره من موإليه وشيعته : أتعرفون يوما شيد الله به الإسلام ، وأظهر به منار الدين ، وجعله عيدا لنا ولموالينا وشيعتنا ؟ فقالوا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، أيوم الفطر هو يا سيدنا ؟ قال : لا . قالوا : أفيوم الأضحى هو ؟ قال : لا ، وهذان يومان جليلان شريفان ، ويوم منار الدين أشرف منهما ؛ وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، وإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر الله عزوجل جبرئيل ( عليه السلام ) أن يهبط على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقت قيام الظهر من ذلك اليوم ، وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأن ينصبه علما للناس بعده ، وأن يستخلفه في أمته . فهبط إليه وقال له : حبيبي محمد ! إن الله يقرئك السلام ، ويقول لك : قم في هذا اليوم بولاية علي ( عليه السلام ) ؛ ليكون علما لأمتك بعدك ، يرجعون إليه ، ويكون لهم كأنت ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : حبيبي جبرئيل ! إني أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه ، وأن يبدوا ما يضمرون فيه . فعرج ، وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ). فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذعرا مرعوبا خائفا من شدة الرمضاء وقدماه تشويان ، وأمر بأن ينظف الموضع ويقم ما تحت الدوح من الشوك وغيره ، ففعل ذلك ، ثم نادى بالصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون ، وفيمن اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار . ثم قام خطيبا وذكر بعده الولاية ، فألزمها للناس جميعا ، فأعلمهم أمر الله بذلك فقال قوم ما قالوا ، وتناجوا بما أسروا ([7])
*- عن صفوان بن يحيى : سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول : الثامن عشر من ذي الحجة عيد الله الأكبر ، ما طلعت عليه شمس في يوم أفضل عند الله منه ، وهو الذي أكمل الله فيه دينه لخلقه ، وأتم عليهم نعمه ، ورضي لهم الإسلام دينا ، وما بعث الله نبيا إلا أقام وصيه في مثل هذا اليوم ، ونصبه علما لأمته ، فليذكر الله شيعتنا على ما من عليهم بمعرفته هذا اليوم دون سائر الناس . قال : فقلت : يا بن رسول الله ، فما نصنع فيه ؟ فقال : تصومه ؛ فإن صيامه يعدل ستين شهرا ، وتحسن فيه إلى نفسك وعيالك وما ملكت يمينك بما قدرت عليه ([8])
*- عن أبي هارون عمار بن حريز العبدي : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) في يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، فوجدته صائما ، فقال لي : هذا يوم عظيم ، عظم الله حرمته على المؤمنين ، وأكمل لهم فيه الدين ، وتمم عليهم النعمة ، وجدد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق . فقيل له : ما ثواب صوم هذا اليوم ؟ قال : إنه يوم عيد وفرح وسرور ويوم صوم شكرا لله تعالى ، وإن صومه يعدل ستين شهرا من أشهر الحرم ([9])
*عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا ؛ لو عاش إنسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك ، وصيامه يعدل عند الله عزوجل في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات ، وهو عيد الله الأكبر ([10])
*عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) : إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلى الله كما تزف العروس إلى خدرها . قيل : ما هذه الأيام ؟ قال : يوم الأضحى ، ويوم الفطر ، ويوم الجمعة ، ويوم الغدير ، وإن يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب ، وهو اليوم الذي نجى فيه إبراهيم الخليل من النار ، فصامه شكرا لله ، وهو اليوم الذي أكمل الله به الدين في إقامة النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا أمير المؤمنين علما ، وأبان فضيلته ووصايته ، فصام ذلك اليوم ، وإنه اليوم الكمال ، ويوم مرغمة الشيطان ، ويوم تقبل أعمال الشيعة ومحبي آل محمد . . . وهو يوم تنفيس الكرب ، ويوم تحطيط الوزر ، ويوم الحباء والعطية ، ويوم نشر العلم ، ويوم البشارة ، والعيد الأكبر ، ويوم يستجاب فيه الدعاء ، ويوم الموقف العظيم ، ويوم لبس الثياب ونزع السواد ، ويوم الشرط المشروط ، ويوم نفي الهموم ، ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أمير المؤمنين . وهو يوم السبقة ، ويوم إكثار الصلاة على محمد وآل محمد ، ويوم الرضا ، ويوم عيد أهل بيت محمد ، ويوم قبول الأعمال ، ويوم طلب الزيادة ، ويوم استراحة المؤمنين ، ويوم المتاجرة ، ويوم التودد ، ويوم الوصول إلى رحمة الله ، ويوم التزكية ، ويوم ترك الكبائر والذنوب ، ويوم العبادة ، ويوم تفطير الصائمين ، فمن فطر فيه صائما مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما - إلى أن عد عشرا . ثم قال : أوتدري ما الفئام ؟ قال : لا . قال : مائة ألف - وهو يوم التهنئة ، يهني بعضكم بعضا ، فإذا لقي المؤمن أخاه يقول : الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة ( عليهم السلام ) ([11])
*- عنه ( عليه السلام ) - في بيان فضل يوم الغدير - : لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات ([12])
*- عن الفياض بن محمد الطرسوسي : أنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصته قد احتبسهم للإفطار ، وقد قدم إلى منازلهم الطعام والبر والصلات والكسوة حتى الخواتيم والنعال ، وقد غير من أحوالهم وأحوال حاشيته ، وجددت له آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه ، وهو يذكر فضل اليوم وقديمه ([13])
([1])ا لأمالي للصدوق : 188 / 197 ، بشارة المصطفى : 23 ، الإقبال : 2 / 264 ، التحصين لابن طاووس : 550 / 12 ،روضة الواعظين : 115 .
(1) هكذا في الاصل وفي نهج البلاغة في خطبة الجمعة والغدير ويسهل لكم
(1) في نهج البلاغة : بالجود من موجودكم