العتبة العلوية المقدسة - زحف ابن سعد لعنه الله -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الامام الحسين من المدينة الى كربلاء » زحف ابن سعد لعنه الله

زحف ابن سعد لعنه الله

 

 *- المفيد : أنّ عمر بن سعد نادى بعد صلاة العصر : يا خيل الله اركبي وبالجنّة أبشري ! فركب الناس ، ثمّ زحف نحو الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه . وكان الحسين ( عليه السلام ) جالساً أمام بيته محتبياً بسيفه ، إذ خفق برأسه على ركبته . وسمعت أخته [ زينب ] الصيحة فدنت من أخيها فقالت : يا أخي ! أما تسمع الأصوات قد اقتربت ! فرفع الحسين ( عليه السلام ) رأسه فقال : إِنّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) السّاعَة في الْمَنامِ فقالَ لي : إنّك تروح إلينا ! فلطمت أخته وجهها ، ونادت بالويل ، فقال لها الحسين ( عليه السلام ) : لَيْسَ لَكِ الْوَيْلُ يا أُخَيَّهُ أُسْكُتي رَحِمَكِ اللهُ . ([1])

 *- ابن أعثم : وفي رواية أنّه ( عليه السلام ) قال : يا أُخْتاهْ إِنّي رَأَيْتُ جَدّي في الْمَنامِ ، وَأَبي عليِّاً ( عليه السلام ) ، وَأُمّي فاطِمَةَ ( عليها السلام ) ، وَأَخي الْحَسَنَ ( عليه السلام ) ، فقالُوا : يا حسين ! إنّك رائح إلينا عن قريب ! وَقَدْ وَاللهِ يا أُخْتاهْ ! دَنَا الأَمْرُ في ذلكَ ، لا شَكَّ ! فلطمت زينب وجهها وصاحت : وا خَيْبَتاهْ ! فقال الحسين ( عليه السلام ) : مَهْلاً اسْكُتي وَلا تَصيحي ، فَتَشْمُتَ بِنَا الأْعْداءَ . ( ([2])

*- الطبري : وقال العبّاس بن عليّ ( عليه السلام ) : يا أخي ! أتاك القوم ، فنهض الحسين ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : يا عبّاسُ ! ارْكَبْ بِنَفْسي أَنْتَ - يا أَخي ! - حَتّى تَلْقاهُمْ فَتَقُولَ لَهُمْ : ما لَكُمْ ؟ وَما بَدا لَكُمْ ؟ وَتَسْأَلَهُمْ عَمّا جاءَ بِهِم ؟ فأتاهم العبّاس فاستقبلهم في نحو من عشرين فارساً فيهم زهير بن القين ، وحبيب بن مظاهر ، فقال لهم العبّاس ( عليه السلام ) : ما بدا لكم ؟ وما تريدون ؟ قالوا : جاء أمر الأمير بأن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم . قال : فلا تعجلوا حتّى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم . فوقفوا ثمّ قالوا : ألقه فأعلمه ذلك ، ثم القنا بما يقول . فانصرف العبّاس ( عليه السلام ) راجعاً يركض إلى الحسين ( عليه السلام ) يخبره بالخبر ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم . . . وحين أتى العبّاس بن عليّ حسيناً ( عليهما السلام ) بما عرض عليه عمر بن سعد ، قال له الحسين ( عليه السلام ) : ([3])  ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُؤَخِّرَهُمْ إِلى غُدْوَة وَتَدْفَعَهُمْ عَنَّا الْعَشِيَّةَ ، لَعَلَّنا نُصَلّي لِرَبِّنا اللَّيْلَةَ وَنَدْعُوَهُ وَنَسْتَغْفِرَهُ ، فَهُوَ يَعْلَمُ أَنّي قَدْ كُنْتُ أُحِبُّ الصَّلاةَ لَهُ وَتِلاوَةَ كِتابِهِ وَكَثْرَةَ الدُّعاءِ وَالاْسْتِغْفارِ . ([4])  وأقبل العبّاس بن عليّ ( عليه السلام ) يركض فرسه حتّى انتهى إليهم ، فقال : يا هؤلاء ! إنّ أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشيّة حتّى ينظر في هذا الأمر ، فإنّ هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق ، فإذا أصبحنا التقينا إن شاء الله ، فإمّا رضيناه فأتينا بالأمر الذي تسألونه وتسومونه ، أو كرهنا فرددناه . وإنّما أراد بذلك أن يردّهم عنه تلك العشيّة حتّى يأمر بأمره ويوصي أهله ، فلمّا أتاهم العبّاس بن علي بذلك قال عمر بن سعد : يا شمر ! ما ترى ؟ قال : ما ترى أنت ، أنت الأمير والرأي رأيك . قال : أردت أن لا أكون ! ثمّ أقبل على الناس فقال : ماذا ترون ؟ فقال عمرو بن الحجّاج بن سلمة الزبيدي : سبحان الله ! والله ! لو كانوا من الديلم ثمّ سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم إليها ! وقال قيس بن الأشعث : أجبهم إلى ما سألوك ، فلعمري ليصبحنّك بالقتال غدوة ! فقال : والله ! لو أعلم أن يفعلوا ما أخّرتهم العشيّة . . . . قال عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) : فأتانا رسول من قبل عمر بن سعد ، فقام حيث يُسمع الصوت فقال : إنّا قد أجّلناكم إلى غد ، فإن استسلمتم سرّحنا بكم إلى أميرنا عبيد اللّه ابن زياد ، وإن أبيتم فلسنا تاركيكم . ([5])

*- ابن سعد : وفي رواية : وقدم شمر بن ذي الجوشن الضبابي على عمر بن سعد بما أمره به عبيد اللّه عشيّة الخميس لتسع خلون من المحرم سنة إحدى وستّين بعد العصر ، فنودي في العسكر ، فركبوا وحسين جالس أمام بيته محتبياً ، فنظر إليهم قد أقبلوا فقال للعبّاس بن عليّ بن أبي طالب : اِلْقَهُمْ فَسَلْهُمْ ما بَدا لَهُمْ ؟ فسألهم فقالوا : أتانا كتاب الأمير يأمرنا أن نعرض عليك أن تنزل على حكمه ، أو نناجزك . فقال : انْصَرِفُوا عَنَّا الْعَشِيَّةَ حَتّى نَنْظَرَ لَيْلَتَنا هذهِ فيما عَرَضْتُمْ . فانصرف عمر . ([6])

 



([1])الإرشاد : 230 ، الكامل في التأريخ 2 : 558 ، تأريخ الطبري 3 : 314 ، بحار الأنوار 44 : 391 ، العوالم 17 : 242 .

([2])الفتوح 5 : 109 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) للخوارزمي 1 : 249 ، اللهوف : 39 .

([3])وفي مقتل الخوارزمي : فإن استطعت أن تعرفهم وتدفعهم عنّا باقي هذا اليوم فافعل لعلّنا نصلّي لربنا ليلتنا هذه ندعوا الله ونستعينه ونستنصره على هؤلاء القوم .

([4])تأريخ الطبري 3 : 314 ، الإرشاد : 230 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) للخوارزمي 1 : 249 ، الكامل في التأريخ 2 : 558 ، اللهوف : 88 ، البداية والنهاية 8 : 190 ، بحار الأنوار 44 : 391 ، العوالم 17 : 242 ، وقعة الطفّ : 193 مع اختلاف .

([5])تأريخ الطبري 3 : 314 ، وقعة الطفّ : 195

([6])ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) من الطبقات لابن سعد : 70 ، البداية والنهاية 8 : 190