دعاء الزيارة
اللهم أنت كاشف الكرب والبلوى، وإليك نشكو فقد نبينا، وغيبة إمامنا وابن بنت نبينا، واملأ به الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، اللهم صل على محمد وأهل بيته، وأرنا سيدنا وصاحبنا وإمامنا ومولاي صاحب الزمان، وملجأ أهل عصرنا، ومنجى أهل دهرنا ظاهر المقالة، واضح الدلالة، هادياً من الضلالة، منقذاً من الجهالة، وأظهر معالمه، وثبت قواعده [وأعز نصره، وأطل عمره، وابسط جاهه، وأحي أمره، وأظهر نوره، وقرب بعده، وأنجز وعده، وأوفي عهده، وزين الأرض بطول بقائه, ودوام ملكه, وعلو ارتقائه وارتفاعه، وأنر مشاهده، وثبت قواعده، وعظم برهانه وأمد سلطانه، وأعلي مكانه، وقو أركانه، وأرنا وجهه، وأوضح بهجته، وأرفع درجته, وأظهر كلمته, وأعز دعوته، وأعطه سؤله، وبلغه يا رب مأموله، وشرف مقامه]، وعظم إكرامه، وأعز به المؤمنين، وأحي به سنن المرسلين، وأذل به المنافقين، وأهلك به الجبارين، واكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين، وأيده بجنود من الملائكة مسومين، وسلطه على أعداء دينك أجمعين، واقصم به كل جبار عنيد، وأخمد بسيفه كل نار وقيد، وأنفذ حكمه في كل مكان، وأقم بسلطانه كل سلطان، وأقمع به عبدة الأوثان، وشرف به أهل القرآن والإيمان وأظهره على كل الأديان، وأكبت من عاداه، وأذل من ناواه، واستأصل من جحد حقه، وأنكر صدقه، واستهان بأمره، وأراد إخماد ذكره، وسعى في إطفاء نوره.
اللهم نور بنوره كل ظلمة، واكشف به كل غمة، وقدم أمامه الرعب وثبت به القلب، وأقم به نصرة الحرب، واجعله القائم المؤمل, والوصي المفضل، والإمام المنتظر، والعدل المختبر، واملأ به الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملأت جوراً وظلماً، وأعنه على ما وليته واستخلفته واسترعيته، حتى يجري حكمه على كل حكم، ويهدي بحقه كل ضلالة.
واحرسه اللهم بعينك التي لا تنام, واكنفه بركنك الذي لا يرام, وأعزه بعزك الذي لا يضام, واجعلني يا إلهي من عدده ومدده, وأنصاره وأعوانه وأركانه، وأشياعه وأتباعه، وأذقني طعم فرحته وألبسني ثوب بهجته, وأحضرني معه لبيعته, وتأكيد عقده, بين الركن والمقام, عند بيتك الحرام, واجتناب معصيته, فإن توفيتني اللهم قبل ذلك, فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته, ويملك في دولته, ويتمكن في أيامه, ويستظل تحت أعلامه, ويحشر في زمرته, وتقر عينه برؤيته, بفضلك وإحسانك وكرمك وامتنانك, إنك ذو الفضل العظيم والمن القديم والإحسان الكريم.
اللهم أنت السلام ومنك السلام، وإليك يعود السلام، حينا ربنا منك بالسلام، اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى وليك وابن وليك، وابن أوليائك، الإمام ابن الأئمة، الخلف الصالح الحجة صاحب الزمان، فصل على محمد وآل محمد، وبلغه إياه وأعطني أفضل أملي، ورجائي فيك وفي رسولك، صلواتك عليه وعلى آله أجمعين.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك, اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني، اللهم لا تمتني ميتة جاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني. اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت علي طاعته من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله، حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلياً ومحمداً وجعفرَ وموسى وعلياً ومحمداً وعلياً والحين والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين.
اللهم فثبتني على دينك, واستعملني بطاعتك, ولين قلبي لولي أمرك, وعافني مما امتحنت به خلقك, وثبتني على طاعة ولي أمرك, الذي سترته عن خلقك, وبأذنك غاب عن بريتك وأمرك ينتظر, وأنت العالم غير المعلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهار أمره, وكشف سره فصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرته, ولا تأخير ما عجلت, ولا كشف ما سترته ولا البحث عما كتمته, ولا أنازعك في تدبيرك ولا أقول لم وكيف, ولا ما بال ولي الأمر لا يظهر, وقد امتلأت الأرض من الجور, وأفوض أموري كلها إليك.
اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهراً, نافذ الأمر, مع علمي بأن لك السلطان والقدر والبرهان, والحجة والمشيئة, والحول والقوة, فافعل بي ذلك وبجميع المؤمنين، حتى ننظر إلى ولي أمرك صلواتك عليه وآله ظاهر المقالة, واضح الدلالة، هادياً من الضلالة, شافياً من الجهالة, أبرز يا رب مشاهده وثبت قواعده, واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته, وأقمنا بخدمته, وتوفنا على ملته, واحشرنا في زمرته.
اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وذرأت وبرأت وأنشأت وصورت, واحفظه من بين يديه ومن خلقه وعن يمينه وعن شماله, بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك عليه وآله السلام, ومد عمره وزد في أجله, وأعنه على ما وليته واسترعيته, وزد في كرامتك له, فإنه الهادي المهدي, والقائم المهتدي, والطاهر التقي, الزكي النقي, الرضي المرضي, الصابر الشكور المجتهد.
اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته، وانقطاع خبره عنا ولا تنسنا ذكره وانتظاره والإيمان به، وقوة اليقين في ظهوره، والدعاء له، والصلاة عليه حتى لا تقنطنا غيبته من قيامه، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه وآله، وما جاء به من وحيك وتنزيلك, فقوّ قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى, والمحجة العظمى, والطريقة الوسطى, وقونا على طاعته, وثبتنا على متابعته, واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره والراضين بفعله, ولا تسلبنا ذلك في حياتنا, ولا عند وفاتنا, حتى تتوفانا ونحن على ذلك لا شاكين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذبين.
اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر, وانصر ناصريه, واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له وكذب به, وأظهر به الحق, وأمت به الجور, واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل, وأنعش به البلاد, واقتل به الجبارة والكفرة, واقسم به رؤوس الضلالة, وذلل به الجبارين والكافرين, وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين, في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وسهلها وجبلها, حتى لا تدع منهم دياراً, ولا تبقي لهم آثاراً, طهر منهم بلادك, واشف منهم صدور عبادك, وجدد به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك, وغيّر من سنتك, حتى يعود دينك به وعلى يديه غضاً جديداً صحيحاً لا عوج فيه, ولا بدعة معه, حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين, فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك, وارتضيته لنصر دينك, واصطفيته بعلمك, وعصمته من الذنوب, وبرأته من العيوب (وأطلعته على الغيوب) وأنعمت عليه, وطهرته من الرجس, ونقيته من الدنس.
اللهم فصل عليه وعلى آبائه الأئمة الطاهرين وعلى شيعته المنتجبين, وبلغهم من أيامهم ما يأملون, واجعل ذلك منا خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعة, حتى لا نريد به غيرك, ولا نطلب به إلا وجهك.
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا, وغيبة إمامنا, وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن بنا, وتظاهر الأعداء, وكثرة عدونا, وقلة عددنا, اللهم فأفرج ذلك عنا بفتح منك تعجله, ونصر منك تعزه, وإمام عدل تظهره, إله الحق آمين.
اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك, وقتل أعدائك في بلادك, حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها, ولا بقية إلا أفنيتها, ولا قوة إلا أوهنتها, ولا ركناً إلا هدمته, ولا حداً إلا فللته, ولا سلاحاً إلا أذللته, ولا راية إلا نكستها, ولا شجاعاً إلا قتلته, ولا جيشاً إلا خذلته, وارمهم يا رب بحجرك الدامغ, واضربهم بسيفك القاطع, وبأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين, وعذب أعداءك وأعداء وليك وأعداء رسولك صلواتك عليه وآله بيد وليك وأيدي عبادك المؤمنين.
اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه, وكيد من أراده, وامكر بمن مكر به, واجعل دائرة السوء على من أراد به سوءاً, واقطع عنه مادتهم, وأرعب له قلوبهم, وزلزل أقدامهم, وخذهم جهرة وبغتة, وشدد عليهم عذابك, وأخزهم في عبادك, والعنهم في بلادك, وأسكنهم أسفل نارك وأحط بهم أشد عذابك وأصلهم ناراً, واحش قبور موتاهم ناراً, وأصلهم حر نارك, فإنهم أضاعوا الصلاة, واتبعوا الشهوات, وأضلوا عبادك, وأخربوا بلادك.
اللهم وأحي بوليك القرآن, وأرنا نوره سرمداً لا ليل فيه, وأحي به القلوب الميتة, واشف به الصدور الوغرة, واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة, والأحكام المهملة, حتى لا يبقى حق إلا ظهر, ولا عدل إلا زهر, واجعلنا يا رب من أعوانه, ومقوية سلطانه, والمؤتمرين لأمره, والراضين بفعله, والمسلمين لأحكامه, وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك.
وأنت يا رب الذي تكشف الضر, وتجيب المضطر إذا دعاك, وتنجي من الكرب العظيم, فاكشف الضر عن وليك واجعله خليفة في أرضك, كما ضمنت له.
اللهم لا تجعلني من خصماء آل محمد (عليهم السلام), ولا تجعلني من أعداء آل محمد (عليهم السلام), ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على محمد وآل محمد (عليهم السلام), فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني, واستجير بك فأجرني, اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم عندك فائزاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين, آمنين يا رب العالمين.