الإمام الحسين عليه السلام في شراف
*- الطبري : حدّثت عن هشام ، عن أبي مخنف قال : حدّثني أبو جناب ، عن عديّ بن حرملة ، عن عبد الله بن سليم والمذرى بن المشمعل الأسديّين قالا : أقبل الحسين ( عليه السلام ) حتّى نزل شراف ([1]) فلمّا كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ، ثمّ ساروا منها ، فرسموا صدر يومهم حتّى انتصف النهار . ثمّ إنّ رجلاً قال : الله أكبر ! فقال الحسين ( عليه السلام ) : اللهُ أَكْبَرُ ، ما كَبَّرْتَ ؟ قال : رأيت النخل ! فقال له الأسديّان : إنّ هذا المكان ما رأينا به نخلة قطّ ! فقال لنا الحسين ( عليه السلام ) : فَما تَرَيانِهِ رَأى ؟ قلنا : نراه رأى هوادي الخيل ! فقال ( عليه السلام ) : وَأَنَا وَاللهِ ! أَرى ذلِكَ . ثمّ قال ( عليه السلام ) : أَما لَنا مَلْجَأٌ نَلْجَأُ إِلَيْهِ نَجْعَلُهُ في ظُهُورِنا ، وَنَسْتَقْبِلُ الْقَوْمَ مِنْ وَجْه واحِد ؟ . فقلنا له : بلى ، هذا ذو حسم ([2]) إلى جنبك تميل إليه عن يسارك ، فإن سبقت القوم إليه فهو كما تريد . قالا : فأخذ إليه ذات اليسار وملنا معه ، فما كان بأسرع منأن طلعت علينا هوادي الخيل ، فتبيّناها وعدلنا ، فلمّا رأونا وقد عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا كأنّ أسنتهم اليعاسيب وكأنّ راياتهم أجنحة الطير ! ([3])
([1])شراف ، قيل : ماء بين واقصة والقرعاء على ثمانية أميال من الأحساء التي لبني وهب . معجم البلدان 3 : 331 .
([2])ذو حسم : موضع في طريق مكّة من الكوفة بينه وبين عذيب الهجانات ثلاث وثلاثون ميلاً ، وقعة الطفّ : 168 .
([3])تأريخ الطبري 3 : 305 ، الإرشاد : 223 ، وفيه : لم كبّرت ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) للخوارزمي 1 : 229 ، الكامل في التأريخ 2 : 551 ، البداية والنهاية 8 : 186 ، بحار الأنوار 44 : 375 ، العوالم 17 : 225 ، وفى الأخيرين بدل قوله : " ذو حسم " " ذو جشم " وبدل " هوادي الخيل " " أسنّة الرماح وآذان الخيل " ، أعيان الشيعة 1 : 596 ، وقعة الطفّ : 167 .