العتبة العلوية المقدسة - سورة غافر -
» » سيرة الإمام » نماذج من تفسير الامام علي للقران » سورة غافر

 

سورة غافر
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ
* محمّد بن العباس، أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، رفعه إلى الأصبغ ابننباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنزل عليه فضلي من السماء وهي هذه الآيةالَّذِينَ يَحْمِلُونَالْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِوَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواوما في الأرض يومئذ مؤمن غير رسولالله (صلى الله عليه وآله) وأنا ([1])
* محمّد بن العباس، عن علي بن عبد الله بن أسد، بإسناده إلى أبي الجارود،عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي عليه السلام : لقد مكثت الملائكة سبعسنين وأشهراً لا يستغفرون إلاّ لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولي، وفينا نزلتهذه الآياتالَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْإلى قوله تعالى: رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ
جَنَّاتِ عَدْن الَّتِي وَعَدْتَهُمْوَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُفقال قوم من المنافقين: مَن أبو علي وذريّته الذين أنزلت فيهم هذه الآية؟ فقال: سبحان الله أمّا من آبائناإبراهيم وإسماعيل، هؤلاء آباؤنا ([2])
اَلْيَوْمَ تُجْزى كُلٌّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْلاَ ظُلْم الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
* عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث تفسير الحروف قال: والميم ملكالله يوم لا ملك غيره، ويقول الله عزّ وجلّ: لمن الملك اليوم، ثمّ تنطق أرواحأنبيائه ورسله وحججه، فيقولون: لله الواحد القهّار، فيقول الله جلّ جلاله: اَلْيَوْمَ تُجْزىالآية ([3])
فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَفِيهَا بِغَيْرِ حِسَاب
*ـ حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام ، يقول فيه: وقد سأله رجلعمّا اشتبه عليه من الآيات: وأمّا قوله عزّ وجلّ: فَأُولئِكَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابفإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قال الله عزّ وجلّ: لقد حقّت كرامتي ـ أو قال: مودّتي ـلمن يراقبني ويتحابّ بجلالي، إنّ وجوههم يوم القيامة من نور على منابر من نور،عليهم ثياب خضر، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ليسوا أنبياء ولا شهداء ولكنّهمتحابّوا بجلال الله، ويدخلون الجنّة بغير حساب نسأل الله أن يجعلنا
منهم برحمته ([4])
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَبَصِيرٌ بِالْعِبَادِ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِفِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ
* قال الصادق عليه السلام : المفوّض أمره إلى الله في راحة الأبدوالعيش الدائم الرغد، والمفوّض حقّاً هو العالي عن كلّ همَّة دون الله تعالى، كماقال أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه: رضيت بما قسم الله لي، وفوّضت أمري إلىخالقي، كما أحسن الله ممّا مضى كذلك يحسن فيما بقي، وقال الله عزّ وجلّ في المؤمنمن آل فرعون: وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَبَصِيرٌ بِالْعِبَادِ فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِفِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ.والتفويض خمسة أحرف (تفوىض) لكلّ حرف منها حكم: فمن أتى بأحكامه فقد أتى به، و (التاء) من تركه التدبير في الدنيا، و (الفاء) من فناء كلّ هّمة غير الله تعالى، و (الواو) من وفاء العهد وتصديق الوعد، و (الياء) اليأس من نفسك واليقين من ربّك، و (الضاد) من الضمير الصافي لله والضرورة إليه، والمفوّض لا يصبح إلاّ سالماً من جميعالآفات ولا يمسي إلاّ معافاً بدينه ([5])
وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْعَلَيْكَ
* عن علي عليه السلام  في قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَقال: بعث الله عبداًحبشياً نبيّاً، فهو ممّن لم يقصص على محمّد ([6])
 


([1])تأويل الآيات الظاهرة: 515; البحار 24: 208.
([2])تأويل الآيات الظاهرة: 515; البحار 24: 209.
([3])التوحيد، باب تفسير حروف المعجم: 234; تفسير الصافي 4: 337.
([4])التوحيد، باب الرد على الثنويه: 268
([5])تفسير نور الثقلين 4: 520; مصباح الشريعة: 175.
([6])كنز العمال 2: 494 ح4584.