العتبة العلوية المقدسة - ارى ثوبا مطروحا -
» سيرة الإمام » » المناسبات » قبسات من حياة الامام الكاظم عليه السلام » سجن الامام عليه السلام وشهادته » ارى ثوبا مطروحا

ارى ثوبا مطروحا

* - مجالس الصدوق والعيون : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد ابن عيسى اليقطيني ، عن أحمد بن عبد الله القروي ، عن أبيه قال : دخلت على الفضل ابن الربيع وهو جالس على سطح ، فقال لي : ادن فدنوت حتى حاذيته ، قال لي : أشرف إلى البيت في الدار ، فأشرفت ، فقال : ما ترى في البيت ؟ قلت : ثوبا مطروحا ، فقال : انظر حسنا فتأملت فنظرت فتيقنت ، فقلت : رجل ساجد ، فقال لي : تعرفه ؟ قلت : لا قال : هذا مولاك ، قلت : ومن مولاي فقال : تتجاهل علي ؟ فقلت : ما أتجاهل ، ولكني لا أعرف لي مولى ، فقال : هذا أبو الحسن موسى بن جعفر إني أتفقده الليل والنهار فلم أجد في وقت من الأوقات إلا على الحالة التي أخبرك بها . إنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس ، وقد وكل من يترصد الزوال فلست أدري متى يقول الغلام قد زالت الشمس إذ يثبت فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد وضوء فأعلم أنه لم ينم في سجوده ولا أغفى ، فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر ، فإذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس ، فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا ، ولا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة أفطر على شوئ يؤتى به ، ثم يجدد الوضوء  ثم يسجد ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة ، ثم يقوم فيجدد الوضوء ، ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر ، فلست أدري متى يقول الغلام إن الفجر قد طلع إذ قد وثب هو لصلاة الفجر . فهذا دأبه منذ حول ؟ إلي ، فقلت : اتق الله ولا تحدثن في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة ، فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوء إلا كانت نعمته زائلة ، فقال : قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمرونني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك ، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني (

[1])

فلما كان بعد ذلك حول إلى الفضل بن يحيى البرمكي ، فحبس عنده أياما فكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة ، ومنع أن يدخل إليه من عند غيره ، فكان لايأكل ولايفطر إلا على المائدة التي يؤتى بها ، حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام ولياليها ، فلما كانت الليلة الرابعة ، قدمت إليه مائدة للفضل ابن يحيى قال : ورفع عليه السلام يده إلى السماء فقال : يارب إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي قال : فأكل فمرض ، فلما كان من غد بعث إليه بالطبيب ليسأله عن العلة فقال له الطبيب : ماحالك ؟ فتغافل عنه ، فلما أكثر عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب ثم قال : هذه علتي وكانت خضرة وسط راحته تدل على أنه سم ، فاجتمع في ذلك الموضع قال : فانصرف الطبيب إليهم وقال : والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ، ثم توفي عليه السلام ([2])

 



([1])عيون الأخبار ج 1 ص 106 و 107 . بحار الأنوار ج 79  ص 363 ،

([2])عيون أخبار الرضا  ع  ج 1 ص 72 .