لقا ء الإمام الحسين عليه السلام ) مع ابن عمر وابن عيّاش
*- وعنه : ولقيهما [ الإمام ( عليه السلام ) ، وعبد الله بن الزبير ] عبد الله بن عمر وعبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة بالأبواء ([1]) منصرفين من العمرة ، فقال لهما ابن عمر : أذكّركما الله إلاّ رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس ! وتنظروا ، فإن اجتمع الناس عليه لم تشذّا ، وإن افترق عليه كان الذي تريدان . وقال ابن عمر لحسين ( عليه السلام ) : لا تخرج ، فإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خيّره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، وأنت بضعة منه ، ولا تنالها - يعني الدنيا - ، فاعتنقه وبكى وودّعه . فكان ابن عمر يقول : غلبنا حسين بن عليّ بالخروج ، ولعمري ! لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة ، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرّك ما عاش ، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس ، فإنّ الجماعة خير . وقال له ابن عيّاش : أين تريد يا ابن فاطمة ! ؟ قال : الْعِراقَ وَشيعَتي . فقال : إنّي لكاره لوجهك هذا ، أتخرج إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك ؟ ! حتّى تركهم سخطة وملّة لهم ، أذكّرك الله أن تغرر بنفسك . ([2])
*- ابن الأثير : وقيل إنّ ابن عمر ، كان هو وابن عبّاس بمكّة فعادا إلى المدينة ، فلقيهما الحسين ( عليه السلام ) وابن الزبير ، فسألاهما : ما وَراءَ كُما ؟ فقالا : موت معاوية وبيعة يزيد . فقال له ابن عمر : لا تفرّقا جماعة المسلمين . ([3])
*- *- ابن عساكر : قدم هو [ عبد الله بن عمر ] وابن عبّاس المدينة ، فلمّا بايع النّاس بايعاً . وقال أبو واقد الليثي : بلغني خروج حسين فأدركته بملل ([4]) ، فناشدته الله أن لا يخرج ، فإنّه يخرج في غير وجه خروج ، [ و ] إنما يقتل نفسه : فقال : لا أَرْجِعُ . ثمّ ودّعهم وساروا حتّى وصلوا إلى مكّة . ([5])
([1])الأبواء : وهي قرية من أعمال الفُرع من المدينة ، بينهما وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاث وعشرون ميلاً ، معجم البلدان 1 : 79 .
([2])ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) من الطبقات لابن سعد : 57 ، تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) : 200 .