سيدة نساء أهل الجنة من الاولين والآخرين
*- عن الحسن بن زياد العطار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : قول رسول الله صلى الله عليه واله : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أسيدة نساء عالمها ؟ قال : تلك مريم ، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الاولين والآخرين فقلت : فقول رسول الله صلى الله عليه واله : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ؟ قال : هما والله سيدا شباب أهل الجنة من الاولين والآخرين .
*- عن أسماء بنت عميس، قال: سمعت سيدتي فاطمة الزهراء تقول: ليلة دخل بي علي بن أبي طالب (عليه السلام) أفزعني في فراشي.قلت: فبم فزعت يا سيدة النساء.قالت: سمعت الأرض تحدثه ويحدثها، فأصبحت وأنا فزعة، فأخبرت والدي (عليه السلام)، فسجد سجدة طويلة ثم رفع رأسه, وقال: يافاطمة أبشري بطيب النسل؛ فإن الله فضل بعلك على ساير خلقه، وأمر الأرض تحدثه بأخبارها وما يجري على وجهها من شرقها إلى غربها(
[1]).
*- عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله الصادق (عليه السلام): كيف كان ولادة فاطمة (عليها السلام)؟ قال: نعم ان خديجة (عليها السلام) لما تزوج بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هجرتها نسوة مكة، فكُنَّ لا يدخلن اليها، ولا يسلمن عليها، ولا يتركن امراة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك، وكان جزعها وغمها حذراً عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما حملت بفاطمة، كانت فاطمة (عليها السلام) تحدثها في بطنها وتصبّرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فدخل رسول لله يوماً،فسمع خديجة تحدث فاطمة فقال: ياخديجة مَن تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني. قال: ياخديجة هذا جبرئيل يبشرني انها انثى وانها النسلة الطاهرة الميمونة، وان الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمة، ويجعلهم خلفاءَه في ارضه بعد انقضاء وحيه.فلم تزل خديجة على ذلك إلى ان حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم ان تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء، فارسلن اليها، انت عصيتنا ولم تقبلي قولنا، وتزوجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً لامال له، فلسنا نجيء ولانلي من امرك شيئاً.فاغتمت خديجة لذلك، فبينا هي كذلك، اذ دخل عليها اربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهن لما رأتهن، فقالت إحداهنَّ: لا تحزني ياخديجة؛ فإنا رسل ربك اليك ونحن اخواتك انا سارة، وهذه آسية بنت مزاحم، وهذه رفيقتك في الجنة، وهذه مريم ابنة عمران، وهذه كلثوم اخت موسى بن عمران، بعثنا الله اليك لنلي منك ماتلي النساء، فجلست واحدة عن يمينها واخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة، فلما سقطت إلى الارض اشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، ولم يبقى في شرق الارض وغربها موضع إلاّ اشرق فيه ذلك النور، ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طشت وابريق من الجنة، وفي الاباريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها، فغسلتها بماء الكوثر، واخرجت خرقتين بيضاوين اشد بياضاً من اللبن واطيب ريحاً من المسك والعنبر، فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة بالشهادتين، قالت: اشهد ان لا اله الا الله وان ابي رسول الله سيد الانبياء وان بعلي سيد الاوصياء وولدي سادة الاسباط ثم سلمت عليهن وسمّت كل واحدة منهن بإسمها، وأقبلن يضحكن إليها وتأثرت الحور العين، وبشر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة (عليها السلام) وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك،وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة، زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة، والقمتها ثديها فدر عليها، وكانت فاطمة تنمى في اليوم كما ينمى الصبي في الشهر، وتنمى في الشهر كما ينمى الصبي في السنة(
[2]).
*- عن حارثة بن قدامة قال: حدثني سلمان قال: حدثني عمار وقال: اخبرك عجباً؟ قلت: حدثني ياعمار. قال: نعم شهدت علي بن ابي طالب (عليه السلام) وقد ولج على فاطمة, فلما ابصرت به نادت: ادن لأحدثك بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة. قال عمار: فرأيت امير المؤمنين (عليه السلام) يرجع القهقرى, فرجعت برجوعه اذ دخل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), فقال له: ادن يا ابا الحسن, فدنا فلما اطمأن به المجلس قال له: تحدثني ام احدثك؟قال: الحديث منك احسن يا رسول الله. فقال: كأني بك وقد دخلت على فاطمة، وقالت: لك كيت وكيت، فرجعت، فقال علي (عليه السلام): نور فاطمة من نورنا. فقال: او لا تعلم؟! فسجد علي (عليه السلام) شكراً لله تعالى. قال عمار: فخرج امير المؤمنين (عليه السلام) وخرجت بخروجه، فولج على فاطمة وولجت معه.فقالت: كأنك رجعت إلى ابي فاخبرته بما قلته لك؟ قال: كان ذلك يا فاطمة.فقالت: اعلم يا ابا الحسن ان الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله تعالى ثم اودعه بشجرة من شجر الجنة، فأضاءت، فلما دخل ابي الجنة، اوحى الله اليه الهاماً ان اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وادرها في لهواتك، ففعل، فأودعني الله سبحانه صلب ابي، ثم اودعني خديجة بنت خويلد، فوضعتني وانا من ذلك النور اعلم ماكان وما يكون وما لم يكن، يا ابا الحسن؛ المؤمن ينظر بنور الله تعالى .
*- عن ابان بن تغلب قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): يا بن رسول الله لم سميت الزهراء زهراء؟ فقال: لانها تزهر لأمير المؤمنين (عليه السلام) في النهار ثلاث مرات بالنور، كان يظهر نور وجهها صلاة الغداة والناس في فراشهم، فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة، فتبيض حيطانهم فيعجبون من ذلك، فيأتون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيسألونه عما رأوا، فيرسلهم إلى منـزل فاطمة (عليها السلام) فيأتون منـزلها فيرونها قائمة في محرابها تصلي والنور يسطع من محرابها من وجهها، فيعلمون ان الذي رأوه كان من نور فاطمة. فاذا انتصف النهار وترتبت للصلاة زهر نور وجهها بالصفرة، فتدخل الصفرة في حجرات الناس فتصفر ثيابهم وألوانهم، فيأتون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيسألونه عما رأوا، فيرسلهم إلى منـزل فاطمة (عليها السلام) فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها بالصفرة، فيعلمون ان الذي رأوا كان من نور وجهها.
فاذا كان آخر النهار وغربت الشمس احمرَّ وجه فاطمة فاشرق وجهها بالحمرة فرحاً وشكراً لله تعالى فكان تدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمّر حيطانهم، فيعجبون من ذلك ويأتون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسألونه عن ذلك، فيرسلهم إلى منـزل فاطمة فيرونها جالسة تسبح الله وتمجده ونور وجهها يزهر بالحمرة، فيعلمون ان الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة (عليها السلام) فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسن (عليه السلام) وهو يتقلب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الأئمة منا اهل البيت امام بعد امام(
[3]).
*- عن زاذان عن سلمان قال: أتيت ذات يوم منـزل فاطمة (عليها السلام) فوجدتها نائمة قد تغطت بعبائها، ونظرت إلى قدر منصوبة بين يديها تغلي بغير نار، فانصرفت مبادراً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما ابصرني ضحك، ثم قال: يا ابا عبد الله اعجبك ما رأيت من حال ابنتي فاطمة؟ قلت: نعم يا رسول الله. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): تعجب من امر الله! ان الله تبارك وتعالى عَلِمَ ضعف ابنتي فاطمة. فأيدها بمن يعينها على دهرها من كرام ملائكته.
*- روي ان علياً (عليه السلام) استقرض من يهودي شعيراً، فاسترهنه شيئاً، فدفع اليه ملاءَة فاطمة رهناً وكانت من الصوف، فأدخلها اليهودي إلى داره ووضعها في البيت. فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءَة تشتعل، فرأت نوراً ساطعاً في البيت اضاء به كله، فانصرفت إلى زوجها فاخبرته بانها رأت في ذلك البيت ضوءاً عظيماً، فتعجب اليهودي زوجها وقد نسي انّ في بيته ملاءَة فاطمة، فنهض مسرعاً ودخل البيت فإذا ضياء الملاءَة ينشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير يلمع من قريب، فتعجب من ذلك فأمعن النظر في موضع الملاءة فعلم انّ ذلك النور من ملاءة فاطمة؛ فخرج اليهودي يعدو إلى اقربائها، فاجتمع ثمانون من اليهود فرأوا ذلك فأسلموا كلهم(
[4]).
* -روي ان اليهود كان لهم عرس فجاؤوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا: لنا حق الجوار فنسألك ان تبعث فاطمة ابنتك إلى دارنا حتى يزداد عرسنا بها. وألحوا عليه. فقال: انها زوجة علي بن أبي طالب وهي بحكمه، فسألوه ان يشفع إلى علي (عليه السلام) في ذلك وقد جمع اليهود الطم والرم من الحلي والحلل، وظن اليهود ان فاطمة تدخل في بذلتها وارادوا الاستهانة بها، فجاء جبرئيل بثياب من الجنة وحلي وحلل لم يروا مثلها، فلبستها فاطمة وتحلت بها؛ فتعجب الناس من زينتها والوانها وطيبها، فلما دخلت فاطمة دار اليهود، سجدت لها نساءَهم يقبلن الارض بين يديها واسلم بسبب ما رأوا خلق كثير من اليهود(
[5]).