العتبة العلوية المقدسة - ما قيل في صفين شعرا -
» سيرة الإمام » » جهاد الامام علي عليه السلام » جهادة في خلافته » واقعة صفين » ما قيل في صفين شعرا

ما قيل في صفين شعرا
كثير هو الشعر الذي قيل في صفين حتى اصبحت معركة صفين وشجاعة الامام علي عليه السلام  فيها وجبن معاوية وكشف عمرو بن العاص سوءته مثلا يضرب عند الشعراء، كما ان بلادة وجهل ابو موسى الاشعري في التحكيم اصبحت نادرة مستطرفة عند الادباء، فمما قيل في شجاعة امير المؤمنين ووصف القتال في صفين نذكر
قال الشاعر ابو الصباح الرياحي:
قال وفي البصرة ماذا نالها

 
قلت ملأ الغيدان بالبصرة دم

قال فصفين إبن لي امرها

 
قلت علا بالسيف اولاد التهم

قال فعند الحوض من يسقي الورى

 
قلت علي فهو يسقي من قدم

قال الشاعر الواثق بالله المطهر
وقالوا يا ابا السبطين بايع

 
وقادوه يبايع مسترابا

فبايع والسيوف لها وميض

 
وما رأى الشجاعة عنه غابا

ولكن خاف تنطمس المثاني

 
ويصبح داعي الغاوي مُجابا

كما في يوم صفين اجابوا

 
معاوية اللعين ولن يُجابا

فأغطا لم يكاشف بالمواضي

 
ويستدعي التكافح والضرابا

يعود الكفر وهو قريب عهد

 
ومولى الخلق قد لبس الترابا

فان انكرتموه هذا لعنا

 
جميعاً من روى القول الكذابا

 
وقال حسن الدمستاني في قصة الراهب
وكشفه الصخرة عن عين ولا

 
من اثر يعرف منها اولا

مقرها بقرب ذي دير سما

 
في يده عهد من ابن مريما

منوها بشانه وخطبه

 
وامراً بنصره في حربه

لا جرم الراهب لازال معه

 
في حرب صفين فلاقى مصرعه

قال الشاعر عبد القاهر التوبلي:
تلقاه المحراب بكاء وضحاكاً

 
اذا لهب الهياج تسعرا

ان كنت في شك فسل صفين

 
والاحزاب واستشهد تبوك وخيبرا

فيها اراق دم الرقوم على الربى

 
حتى جرى فوق الغدافد ابحرا

ولكم جرى من كربه جلاء عن

 
وجه النبي بكل ابيض اتبرا

قال الشاعر نصر الله الحائري:
يوم (البصيرة) ارضى مناصلهم

 
ويوم (صفين) كم أروى ذوابلهم

ووقعة (النهر) كم اصفت مناهلهم

 
و(خيبر) و (حنين) يشهدان لهم

وفي ( قريضة ) يوم صيلم قتم
وقال ايضا:
من عليه فليندب الخلق طراً

 
وعليه فلتبك عين البواكي

ما كفاهم قتل المطهر حتى

 
اوطؤا الصدر منه جرد المذاكي

كان ضيفاً لديهم فقروه

 
لا سقاهم ــ حياً ــ بطعن دراك

طلبوا ثارهم ( ببدر ) و ( احد )

 
من ابيه الغضنفر السفاك

( وبصفين ) حيث أردى ألوفاً

 
منهم بالمهند الفتاك([1])

قال الشاعر ابراهيم العاملي:
سل عنه سلعاً وقد ناداه من كثب

 
عمرو بن ود فلباه على عجل

يهوي اليه فقل ما شئت في اسد

 
جأجأته للقاء الاعصم الوعل

وسل هوازن عنه والنضير وسل

 
بدراً وسل احداً والنهروان سل

وسل مواقف صفين التي ذهبت

 
فيها صوارمه بالخيل والخول

وسل صدور العوالي والبواتر عن

 
جميل افعاله في وقعة الجمل

مشاهد اسفر الدين الحنيف بها

 
عن وجه ابلج مثل الشمس في الطفل

قال الشاعر الشريف فلاح الطاظمي:
هذا الذي حق الفخار به فهات

 
لنا علياً مثله ثم افخر

حلف الزمان لياتين بمثله

 
حنثت يمينك يا زمان فكفر

ان كنت لم تعلم حقيقة شانه

 
سل عنه صفيناً ووقعة خيبر

كم شق مستور العجاج بابيض

 
منح الاعادي كل موت احمر

قال الشاعر صالح التميمي:
وبصفين وقعة ما علمنا

 
انتج الحرب مثلها والوغاء

يوم وافت كتائب الشام تترى

 
حمير والسكاسك السفهاء

قادهم ذو الكلاع في يوم بدر

 
مثلما قاد ذا الكلاع البغاء

جيش في قلبه اسد اللـ

 
ـه وخيل من فوقها اصفياء

راكع يسجد اذا جن ليل

 
حلفاء مع الوغى اصدقاء

عالجوا الشام بالقنا لسقام

 
حل فيه والداء ذاك الداء

ان تسل عن مصاحف رفعوها

 
هو مكر عن الكفاح وقاء

شبهات كفى بها قتل عما

 
ر بياناً لو انهم عقلاء

قد تجرعت صابها لا لشوق

 
حركته البيضاء والصفراء

يوم طلقتها فسامتك لدغاً

 
وهي افعى يعز فيها الرقاء

قال الشاعر عبد الباقي العمري:
خلافة قد ارجعوها بعده

 
ملكا عضوضا فلهذا استكلبا



وقتل عمار بصفين لنا

 
ابان من بغى ومن قد غصبا

واغروا الغر ابا موسى على

 
خلع علي القدر لما خطبا

خلع به لبس وفي جلبابه

 
قد فاز في دنياه من تجلببا

وليلة الهرير قد تكشفت

 
عن سواة ابن العاص لما غلبا

فحاد عنه مغضيا حيدرة

 
وعف والعفو شعار النجبا

ولو يشا ركب فيه زجه

 
تركيب مزجي كمعدى كربا

وقال ايضا:
لئن توجع في يوم الطفوف لهم

 
فما سوى الله والله اشتكى الوجعا

قد خادعوا منك في صفين ذا كرم

 
 
ان الكريم اذا خادعته انخدعا

نهج البلاغة نهج عنك بلغنا

 
رشدا به اجتث عرق الغي فانقمعا

قال الشاعر ابراهيم العرب:
وقام بالامر والايام في فتنٍ

 
وليس فيها غير منشعب

يطوي الليالي في شغل وفي ارقٍ

 
ما فيه من هدب يلقى على الهدب

مطالع الملك ان غرت معاويةً

 
ناهيك بالملك للاغراء من سبب

لثأر عثمان اهل الشام حرضها

 
فمن دمشق سرى المغري الى حلب

ان الامام بريء من دمٍ سفكوا

 
ومن اقاويل قيلت فيه لم تطب

ضلت حلومهم عنه واطمعهم

 
تجديد ملك لهم بالزور والكذب

فيالها فتنة ثارت لها لهب

 
لا كنت من فتنةٍ ثارت ومن لهب

وكل نار ثوت في الصدر كامنةٍ

 
فالغيظ يسعرها في صدر محتطب

كيد اثير به قلب الجبان الى

 
ان خاض نقع المنايا غير محتسب

القاتلون لعمَّارٍ هم فئة …

 
للشر باغية من اظلم العصب

وضم جيش علي كل مؤتزرٍ

 
بالدين في الصحب والانصار محتقب

وهاجت الحرب في ( صفين ) ناشبة

 
والشر منتشر الضوضاء والجلب

فقال أظفر مغوار بحاجته

 
فيها وابصر طلاع على الثقب

حكمت فيهم لدى التنزيل ذا شطب

 
واليوم يحكم للتأويل ذو شطب

واستقدموا الاشتر([2]) الكرار وهو على

 
جردٍ مطهمة مأخوذة الاهب

يقول لو اخروني ساعةً دهمت

 
خيلي أمية بين الركن والشغب

وكان سيف علي لم يدع احداً

 
امامه في طريق غير منسحب

لولا دهاء ابن هندٍ في سياسته

 
لما نجا جيشه من مأزق العطب

رأى الذي ليس يثني عزمه قضب

 
يثنيه حد كتاب الله في القضب

فأدركوا غاية المسعى برفعهم

 
تلك المصاحف يوم الروع واللجب

وغرَّ عمرو ابا موسى بخدعته

 
في حكمه فأبى التحكيم كل أبي

القى الشقاق وكان الملك في عمدٍ

 
مصونة فغدا في سبسب خِرب

ان ابن هند وعمراً ان ذكرتهما

 
ذكرت أدهى دهاة العجم والعربِ والعرب

وان ذكرت علياً في خلائقهِ

 
ذكرت خير وصي بعد خير نبي

على ابن هند بدا فضل الامام وهل

 
يقاس غصن نماه الروض بالخشب

قال الشاعر بولس سلامة:
أين صفين والمصاحف ترس

 
شرعت للتقي قصد اتقائه

أي حرب ما كنت فيها شهاباً

 
يبسم النصر في بياض لوائه

لو أطاع العراق ليث قريش

 
لبلغت الشام في خضرائه

ولحيتك غوطة تنادت

 
لتقيك الهجير من صحرائه

يطرق الحور يا علي خشوعاً

 
فكأن احتشامه في انحنائه

ولحياك أرز لبنان حباً

 
نحن ادرى بحبه ووفائه

انه يؤثر الصقور خفافاً

 
فالنسور الكبار من رفقائه

ويجل الخلق الابي نضيراً

 
مثل آغصانه ومل ابائه

قال الشاعر حسن بحر العلوم:
( وبصفين ) له كم شوهدت

 
في الوغى من حملات باهرات

فاذا صال على اعدائه

 
لا يبالي بألوف ومئات

فرت الابطال عنه وانجلت

 
كفرار الطير من خوف البزاة

ولواء النصر في قبضته

 
ظلل الدهر بتلك الخفقات

فأستغاثوا بكتاب الله مذ

 
رفعوه حيلة فوق القناة

واقاموا حكمي زور فلم

 
يحكما الا بوحي الشهوات

خلعا حقداً وصي المصطفى

 
وأقرا ذا الصفات السيئات

عجباً هل ودا من جهة

 
اوجبت خلع امير الغزوات

قال الشاعر صالح القزويني:
رمل النقا نسفته ريح زعزع

 
نسف الكتائب يوم هب كأنها

ملأت شوارعها الرماح الشرع

 
من ذا الذي ملك الشرائع بعدما

في كشف سوأته لعمر يتبع

 
سل عنه عمراً وابن أرطاة الذي

لولا الحياء لما نجى المتمنع

 
كل بسوأته نجى متمنعاً

حذر الحمام وبالمصاحف يخدع

 
من بات في صفين يخفق قلبه

*- وقال السروجي :
أعجوبة معجزة ذات خطر

 
واذكر له يوم الفرات انها

أسكن بمن سبع سماوات فطر

 
لما علاه بقضيب ثم قال

وغاض ثلثاه وقد كان زخر

 
فالتطمت أمواجه في قعره

ووقعة البصرة أظهرت العبر

 
ولو ذكرت بالفرات ما جرى

ويوم صفين عن القلب خطر([3])

 
والنهروان ما نزلت ماشيا

*- قال ابن حماد :
وحبذا بأبي السبطين من وزر

 
وشد أزر النبي الطهر قبل به

سواه كان إلى الهيجا بمبتدر

 
فاسأل به يوم بدر والقليب وما

أفنى اليهود بضرب السلة البتر

 
واسأل بخيبر إذ ولى برايته

من خيفة القتل قد ولوا على الدبر
 
وقيل رايات قوم وحده وهم

منه بخد على الرمضاء منعفر

 
ويوم سلع فسل عمرا غداة ثوى

مطوقا منه طوق الذل والصغر

 
واقاد عمرو بن معدي في عمامته

ماذا لقوا من هربت الشدق ذي مرر

 
ويوم بدر سلوا الرايات خافقة

واجعل القوم خوف الموت كالحمر

 
ويوم صفين إذ ملت صفوفهم

أضحوا ضحاياه فوق الترب كالجزر([4])

 
والنهروان فسل عنه الشراة لقد

*- قال ابن حماد :
 طوعا له في جحفل

 
كليم شمس رجعت

قتال أهل الجمل

 
مدحي باب خيبر

في القرون الأول

 
أنت مردي كل طاغ

صفين ويوم الجمل([5])

 
 
سل به يوم

*- قال الصاحب بن عباد
فقلت تفسيره في وقعة الجمل

 
قالت فمن قاتل الأقوام إذ نكثوا

فقلت صفين تبدي صفحة العمل

 
قالت فمن حارب الأرجاس إذ قسطوا
فقلت معناه يوم النهروان جلي([6])

 
قالت فمن قارع الأنجاس إذ مرقوا

*- قال الجوهري :
 خذوا حدادكم يا آل ياسين

 
عاشورنا ذا ألا لهفي على الدين

بنات احمد نهيب الروم والصين

 
 
اليوم شقق جنب الدين وانتهبت

يقول من ليتيم أو لمسكين

 
اليوم قام بأعلى الطف نادبهم

أمسى عبير بخور الحور والعين

 
اليوم خضب جيب المصطفى بدم


على مناخر تذليل وتوهين

 
اليوم خرت نجوم الفخر من مضر

وجررت لهم التقوى على الطين

 
اليوم انطفئ نور الله متقدا

وبرقعت غرة الاسلام بالهون

 
اليوم هتك أسباب الهدى مزقا

وطاح بالخيل ساحات الميادين

 
اليوم زعزع قدس من جوانبه

مما صلوه ببدر ثم صفين

 
اليوم نال بنو حرب طوائلها

من نفسه بنجيع غير مسنون([7])

 
اليوم جدل سبط المصطفى شرقا

وقال الحميري :
بسفك دماء من رجال تهودوا

 
وأهوج لاحى في علي وعابه

من الله ميثاق عليه مؤكد

 
وتلك دماء المارقين وسفكها

كما أبرقوا من قبل ذاك وأرعدوا

 
هم نكثوا ايمانهم بنفاقهم

يصلي ويرضي ربه ويوحد

 
أنلحى امرءا ما زال مذ هو يافع

يطاف بها في كل يوم وتعبد([8])

 
وقد كانت الأوثان قبل صلاته


 


([1] ) الديوان / 47 ـ 49 .
([2] ) هو مالك بن الحارث الاشتر النخعي أحد خلصاء أمير المؤمنين D البارزين . .
([3])مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 156
([4])مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 308
([5])مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 347
([6])مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 80
([7])مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 270
([8])مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 373